قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..
بالرغم من الحزن الذى كَسىَ قلبها الا انها لم ترضخ لهذا بل استطاعت ان تقف على قداميها من جديد غاب عنها و تركها وحيده فى وقت اشتدت عليها الالام بسبب تدهور حاله والدها ....لكنها علمت انه قرر البعد لذا فهى الاخرى عادت الى عمالها و قررت ان تبدء من جديد
**بعد مرورو شهرين **
دق هاتفها : الو ايوه يا بابا خلاص حاضر يا حبيبى ..حاضر خلاص و الله تمام ماشى مع السلامه
زفرت بضيق: يا بابا الجو ده انا مش بحبه و انا مالى بشغلك و بحفلاتك دى ...
لنفسها : يالا امرى لله لازم اروح بدل ما يزعل و يتعب اكتر انا ما صدقت انه قاملى بالسلامه ...يارب ما تعود دى ايام تانى عليا
*********************
** قبل ذلك بشهرين **
- انا جاهزه يا خالتو هو موجود
- اه يا حبيبتى و زى ما قلتلك هه ما تنسيش
- غمزت للأخرى بطرف عيناها و صعدت الدرج حيث غرفته ...دقت الباب ليسمح لها بالدخول
- ايه ده ماريهان و الله ما عرفتك
- اه ثوفت ايه رأيك فى النيو لوك ده مث يجنن يا هيدو
- لا بصراحه جامد ... لا فى تقويم ولا نظاره و لا شعر اكرت لا بقيتى موزه يا بت
- مرثيه يا مهيد
- مش فاضلك غير ال (س) و ال (ص) و تبقى زى الفل و العرسان تجرى وراكى
- استطاعت ان تخرج الدموع من عيونها الزائفه و هى تجلس بجواره مُنكسه الرأس: انا عمر ما هيجيلى عريث
- ليه ؟؟ مالك يا ميرو فيكى ايه
- انا خايفه اوى يا مهيد .. و واقعه فى عرضك اعمل فيا جميله عمرى ما هنثاها ليك
- مالك فى ايه انطقى
- ازدادت دموعها و هى تمثل بمنتهى البراعه : انا بعد اللوك ده اتعرفت على ولد معانا فى النادى و زى اى بنت فرحت و كنت طايره بأن ولد اعجب بيا بالذات بعد ما ثكلى بقا حلو
- اه و بعدين كملى يا ميرو ما تخافيش
- و بعد حثل بينا يعنى حاجه كده ( زادت فى بكائها و زرفت كم ليس بقليل من دموع التماسيح)
- عمل فيكى ايه ابن ال... ده , انطقى وصل لايه
- ببكاء شديد و حاله انهيار : كلو يا مهيد كلو وثل لكل حاجه
- بكل صراحه كان برضاكى ولا غصب عنك و انتى عارفه انى اخوكى يعنى مش هأذيكى
- قالى تعالى اتعرفى على ماما لانها مريضه و مث هتقدر تقابلك فى النادى علثان تتعرف على خطيبه ابنها قبل ما تزورنا فكان لازم اروح البيت معاه و اثوفها قبل ما تيجى بيتنا و بعد ما دخلت اكتثفت انه فخ ليا و انه عمل كل ده علثان يثتدرجنى لحد بيته
- ابن الكلب ده اسمه ايه سَنه كام ساكن فين ... قولى يا ميرو ما تخافيش
- حاولت انى اتأكد لكن للأثف طلع اثمه قايله غلط و مث عضو فى النادى لا و كمان الثقه كانت مفروثه و مأجرها يوم و خلاث
- يادى النيله السوده ...انتى ازاى تعملى كده يا ماريهان انتى فين عقلك ...ده انتى اخر واحده اشك فيها انها ممكن يصدر منها حاجه زى دى
- يا مهيد انا فيا اللى مكفينى ارجوك كفايه مش ناقثه تبكتنى ...ارجوك عايزه حل ... انت لازم تثاعدنى انا مافيث قدامى غيرك ..
- يعنى انتى عايزانى اعمل ايه فى البلوه دى
- ارجوك اتجوزنى حتى لو اثبوع و سيبنى انا مش هقدر اواجه الفضيحه دى ...ورقه طلاق منك هتحل مثكلتى كلها و بكده انا مديونالك بعمرى و زياده عليه
- اتجوزك !!!!
ما انتى عارفه انى متجوز ...بس هى مجرد مشاكل بينى و بين مراتى و خلاص
- يا ثيدى مث لازم تعرف علثان ما تزعلث منك اكتر ..اسبوع بس مش اكتر و انا هقول مش عايزه فرح علثان خاطر المثاكل...لكن ماما ثدقنى لو عرفت حاجه زى دى هتموت فيها هى و بابا
-طيب هفكر و هرد عليكى يا ماريهان اصل الموضوع مش سهل كده زى ما انتى مفكره ...ده جواز و بالذات انا راجل متجوز ...يعنى الموضوع بالنسبالى اصعب ... بس اوعدك انى هلاقيلك حل
- ثكرا يا مهيد ...ربنا ما يوقعك فى ضيق ابدا.... و ياريت لو حد ثألك كنت عايزاك فى ايه قول اى حاجه لان مث ناقثه مثاكل ...
- حاضر ما تقلقيش
- مع الثلامه.... خرجت و هى تتنهد بأرتياح فأخيراً اخرجت ما بجوفها له دفعه واحده و تركته يتخبط من آثر الصدمه و هى اجتازت و بنجاح لم يشك بها
****************************
تجلس فى احد المقاهى الراقيه تتابع جزء من عملها و هى تحرق كم هائل من السجائر لم تبتعد كثيراً عنها لكنها حاولت تخفيفها بالقدر المستطاع لكن منذ ان غادرها و هى اصبحت تنتحر ببطئ حياتها امتثلت فى السجائر و القهوه ...لا يشغل بالها سوى عملها فهو من اختار الفراق فهنيئاً له اختياره ....
ترفع نظرها من حاسوبها الشخصى الذى اخفى و جهها خلف شاشته ... و هى تغلقها لتتنهد بأرتياح ...لتجد من ينظر لها بأبتسامه واسعه و يتقدم منها مرحب بأياها بحفاوه
- اهلا اهلا ازيك يا هانيا
حاولت ان تتذكره و استطاعت سريعاً : اهلا اهلا ازيك يا ادم
- ايه ده اعده لوحدك هنا ليه ؟؟؟
- لا عادى كنت بشتغل شويه و الوقت سرقنى
- و الله انا سعيد انى شوفتك النهارده .... مهيد عامل ايه
- ماعرفش و الله حاجه عنه ..مش المفروض انت صاحبه
- يعنى ايه ما تعرفيش عنه حاجه !!! و بعدين احنا مش بنكلم بعض بسبب حوار كده مش مهم
- يعنى انا و مهيد تقدر تقول اننا منفصلين من شهرين ...لكن لسه ما حصلش طلاق رسمى
- نعم ؟؟!!!! طلاق !!! ليه كل ده
- عادى يعنى ما تشغلش بالك ادى الحياه و ظروفها
- و انتى مش زعلانه من الكلام ده
- دى قسمه و نصيب يا سياده النقيب و عادى نصيبنا مش مع بعض ...ربنا يرزقه باللى احسن منى و يرزقنى اللى احسن منه ....لا حياتى هتقف عليه ولا حياته هتقف عليا
- انا مستغرب اللى بسمعه ده ...بالغم انكم بتحبوا بعض
- لا ما تستغربش ولا حاجه ...عادى بتحصل
- و الله اضايقت علشانكو بس اكيد فعلا ربنا رايدلك الاحسن ...و صدقينى انا فرحان انك اخده الموضوع ببساطه كده و سيبها على ربنا
- الحمد لله ..
- استأذنك انا بقا لان لازم ارجع القسم من جديد
- اتفضل .. سلام
************************
ايه الهبل اللى انت بتقوله ده .... لا طبعا انا مش موافق على الكلام الفارغ اللى بسمعه ماريهان مين اللى وافقت تتجوزها
- بابا ده قرارى انا مش بتجوزها علشان بحبها
- امال افهم هتجوزها ليه ...يمكن فى سبب و انا مش فاهمه طلما مش بتحبها
- لا مافيش بس بعد اذنك ما ترفضش لان بجد هعمل كده سواء شئت ام أبيت
- انت بتعند معايا يا مهيد ...و هتجوز زفته الطين دى و انت متجوز بنت بنت ناس و الف غيرك يتمنوها..و الله العظيم هانيا دى خساره فيك و فى اللى زيك و انا غلطت لما وافقت انى اجوزهالك غصب عنك ...كنت مفكر نفسى مديها لراجل يحبها و يخاف عليها .. يصونها يحميها لكن للاسف..رميتها و رايح تتجوزه واحده لا بتحبها ولا بتحبك و انت طول عمرك رافضها
- بابا لو سمحت المأذون فى الطريق جاى
- نظر له بحزن دفين : يا خيبه املى فى الواد اللى حيلتى.... كنت خدنى يارب قبل ما اشوف اليوم ده بعينى
ترك والده و خرج من حجره المكتب و هو متاكد انه على الطريق الصائب يحمى شرف ابنه خالته من الهتك ....
*****************
فى حفله على متن باخره
كانت تقف بجانب والدها ترحب بالضيوف و هى تتمنى ان يكون زوجها هو من بجانبها ... نظرت الى اصبعها و هى تنظر لدبلتها التى تلتف حول اصبعها و تحمل أسمه ..تنهدت بحزن و تمنت ان يكون بقربها ...
- هانيا ...تعالى يا بنتى سلمى على عمك شوكت ...
اهلا يا اونكل ..نورتنا
- و الله يا بنتى الحفله دى المفروض مجدى بك يا يأجلها شويه ماكنش وقته انه يسيب المجلس فى الاجواء المضطربه دى
- معلش معاليك علشان صحته اعدته معايا بالدنيا
- ربنا يخليكم لبعض ...لو احتاجتى اى حاجه تكلمينى على طول انا زى بابا يا هانيا...و ده الكارت الشخصى
- تمام حضرتك... الف شكر لمعاليك
استأذنتهم و غادرت الى مكان منعزل على طرف الباخره ...لتجد رساله ..تحمل صوره له و لماريها و هى تجلس بجواره وهى ترتدى فستنان زفاف و الاخر يرتدى بدله عرس ...
تميد الارض بها يميناً و يساراً كبرت الصوره الى اقصى حد و ظلت تنظر للصوره
انسحبت من الحفل سريعا و قادت سيارتها الى ...
******************
كانت تجلس بفستان الزفاف الابيض القصير و هو الاخر يرتدى حله رسميه تليق بعريس كل منهم يرسم ابتسامه و كأن شئ لم يحدث
- ما تخافيش هنتعامل عادى قدام كل الناس هرفع راسك
- يعنى ينفع نتصور و نعمل زى اى عريس و عروسه
- اكيد بس بلاش شغل اوفر ممكن
يالا نتصور سيلفى قبل المأذون ما يجى
كانت عايده و عَليه فى قمه السعاده مما يحدث فأخيراً تحقق المراد و كلن منهم بزفرت بخلفت اختها ... اما فاروق انسحب من هذه الجلسه ...
تتعالى الزغاريط فى الفيلا و يعم السكوت قليلاً فلقد أتى المأذون و ستبدأ مراسم عقد القرآن
لتتقدم بفستانها الاسود الطويل ذو ذيل قصير المجسم الذى برز جمال جسدها الممشوق و حجابها الانيق الاسود و كأنها تعلم ان اليوم ستشيع جنازه حبه من قلبها لتقابل مسواها الاخير و ما تستحقه التراب ....
نظرات الدهشه من الجميع الى هانيا التى تتقدم بكل ثقه و كبرياء من موقع عقد القرآن تسير و كأنها لا تسمع الهمهمات من حولها فهدفها الوصول له ...لم يفرح برؤيتها سوى مها التى ركضت مسرعه لتخبر والدها عن مجئ هانيا
وقفت امامهم كفرس عربى اصيل يستعد لدخوله حلبه السباق و هو متأكد انه الرابح خلعت ما كانت تنظر له فى بنصرها الايسر و القته فى وجهه....
- بهدوء: قبل ما تمضى على قسيمه الجواز اسمع كلمه انتى طالق قدام كل الناس دى
كان للصمت اجابه من نوع خاص زادت من توترها و هى تنتظره ينطق الكلمه التى ستنهى حياتهما المنتهيه بالفعل من ذى قبل ((انتى طالق))
- انطق بقولك طلقنى
- مش مطلق يا هانيا
- بدء صوتها يتعالى عليه امام جميع الحاضرين من العائله و بعض الاصدقاء المقربين : مش كفايه اتجوزتك و انا مجبره عليك ... اكيد ان مش هقبل اكمل حياتى مع واحد زيك ...اتجوزتنى خوف من فض الشراكه لكن دلوقتى الشراكه مش بينى و بينك دى بين الناس الكبار ...و لما الكبار بيغلطوا الصغيرين بيشيلوا خطأهم ..و انت اكبر غلطه حصلتلى فى حياتى و الحمد لله انا ما خسرتش اى حاجه و زى ما اتجوزت زى ما هطلق..اخدتنى بنت بنوت و سيبتنى بنت بنوت ....و من النهارده اعتبر نفسك بره حياتى
كانت هذه الكلمات كفيله ان تسقط فاروق ارضاً ...و تجعله ينتفض من مجلسه بجانب عروسته و يتركها وحدها بجانب المأذون ...استدارت و نظرت له ..انت عارف عنوانى مستنيه ورقتى
- كانت نظراته محمله بلهيب قد يحرقها ستؤدى بحياه ابيه الى النهايه ...سيموت من كلامها اللاذع فهى من تشكك فى ذكوره ابنه على الملأ...
- بدئت الاحاديث الجانبيه بين الحاضرين ... فبعد ان اطلقت اشاعه لصديقتها فقط الان اصبحت رائجه بين عائلته و اقاربه ...تركتهم يتخبطون و خرجت غير عابئه بهم ....
- ليجثو هو الاخر على ركبتيه بجانب والده و يظل يصرخ اسعاااااف ...اسعااااف ..
![](https://img.wattpad.com/cover/122806828-288-k456360.jpg)
أنت تقرأ
نيران الانتقام و الحب
Romanceخط قلمها هذه الكلمات ..كلمات عبرت عن حياة طويله مررت بها انت من اجِدت اذلالى ... و تشفيت بجروحى ... انت من لاعبت مشاعرى بين اصابعك لكن انا من اضاعتك وسط غاباتٍ اغرقتك فى بحُورٍ دفنتك فى رمال صحرائٍ.. انت من اذقتنى المُر كؤوس لكنى احرقت جوفك ب...