Part 5

21K 427 3
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

و بعد مرور اسبوعين ....

جلس على مكتبه و هو يطالع الاوراق التى تظهر سيرتها الذاتيه...كانت الدهشه تعلو ملامحه اهى ابنت احد رجال مجلس الشعب .. اهذه الفتاه اباها صاحب حصانه تباً لذلك الحظ اللعين لكن الى اين ستذهبين ايتها الشنعاء...فالايام بيننا
راجع حساباته ..متيقن انه المخطئ لكنه لا يريد ان يحرم من عمله فهو يمثل له الحياه بملاذها و متاعها ...
كان لابد من تفكير جدى فى هذه المسأله...
يقاطعه رنين هاتفه ينظر ليجد رقم الصغيره ...يتعجب
- ايوه يا مها
- يا هيدو بابى تعبان تعالى بقا خدنى... انا عماله اعيط و مافيش حد معايا غير البت الوحشه اللى فى البيت
-خلاص يا حبيبتى ما تخافيش شويه صغيرين و هكون عندك ...
بالفعل قام ارتدى ملابسه على عجاله و سحب مفتاح سيارته و ذهب الى الفيلا ....
فتح الباب و دخل ليجد تلك الهائمه على وجهها... تنظر له بشهوه عارمه ... و ملامحها لا تنم الا على كارثه قادمه
- زينب لبسى مها بسرعه ...
اقتربت منه بميوعه ...و مالت على كتفه بدلال ... مها نايمه يا سى مهيد... اجى انا اعد اونسك فى اوضتك...طب و الله و ما ليك عليا حلفان كل يوم ادخلها و انضفها و امسك ازازه الريحه بتاعتك و ابخ فى الهوا ....ثم تنهدت بصوت عالى ..ياااانى من ريحتك تدوب يا سى مهيد ....
- ما تتلمى يا بت انتى و تتعدلى كده فى كلامك ... ايه قله الادب دى...
- اقتربت منه و هى ترفع طرف الفستان ( السيئ) المزكرش المليئ بالكرانيش... يوه و انى مش حلوه ولا ايه .. طيب ده انى بيضه و اشطه و نص شوبان البلد عندينا بيجروا ورايا ... جربنى بس مش هتستغنى عنى ... ولا هما يعنى اكمنهم بنات البندر احلى منى ...و بيرطنوا باللاويندى....
- انتى اجنيتى يا بت امشى غورى من وشى .. بدل ما عفاريتى تطلع عليكى ....ال نص شوبان البلد بيجروا وراكى ... تبقى مسجله خطر
فتحت صدر الفستان و بثقت عده بثقات متسارعه ...يوه فال الله ولا فالك ثم لوت شفتيها فى امتعاض من كلماته ... و تركته و استدارت و هى تتمايل بجسدها بميوعه يلين لها الحديد البارد
ترك تلك المجنونه و صعد لشقيقته ...
مها بفرحه طفله: هيدو حبيبى وحشتينى ... كده كل ده مش تسأل عنى
- معلش يا قلب هيدو ...انتى عارفه انى مش فاضى ...
- طيب يالا لبسنى علشان أروح ل بابى...
- من عنيه يا ست اللمضه ... فين هدومك ..اشارت له بأصبعها الصغير على الدولاب...
اخرج لها عده ملابس فلم يستطيع ان يلبسها الثياب ولا هى الاخرى استطاعت ان تساعده
- استنى هقول لزينب تلبسك بدل ما احنا الاتنين كده مش عارفين نعمل حاجه فى حياتنا...
و بالفعل اخذ الصغيره و اجلسها بجانبه و هاتف والدته كى يعلم اسم المشفى القابع فيه والده ...
الام: ايه اللى خلاك تجيب مها معاك
- هو مش اللى تعبان جوه ده برضوا ابوها ولا جوز امها ... من حقها تزوره
- لا مش هتدخل تشوفه كده و هو تعبان ...
سحب مها من يدها بعدما كانت تقف بين اخيها و امها و هم يتناقران... تحول وجهها من هنا لهناك.. وتنظر لهم بلا فهم لما يدور بينهم
دخلا الى غرفه ابيهم ...ركضت مها من بين يدى مهيد و قفزت بجانب ابيها على الفراش ..و ظلت تقبل وجنتيه بحب ...
- بابى تعالى البيت بقا مش انت كنت زعلان ان هيدو مشى ...انا اهه كلمته من على ipadو خليته يجى يالا بقا تعالى البيت معايا يا بابى
- اقترب منها مهيد ... يالا يا حبيبتى اطلعى اعدى مع ماما ..و انا جى على طول...
- نظرت لاخيها و عيناها ممتلئه بالدموع...حاضر...بس هو بابى مش بيرد عليا ليه هو زعلان منى .. ثم انحنت و قبلت والدها
- لا يا حبيبتى هو تعبان شويه ...فمش قادر يرد عليكى...يالا اسمعى الكلام و اطلعى
..ركضت الصغيره من داخل الغرفه لخارجها....
لينحنى الكبير على يد والده مقبلاً اياها لتنساب عبراته التى بللت يد والده ..سامحنى انا عارف انى مش الراجل اللى انت اتمنيت يشيل عنك...انا اسف لان انا السبب فى اللى انت وصلتله ده ...لو حصلك حاجه انا عمرى ما هسامح نفسى..ساعتها هيبقى اهون عليا الموت ... قوم يا بابا ... ارجوك... قوم و انا اوعدك انى هبقى راجل قد المسئوليه
ظل جاثى على ركبتيه بجانب الفراش يبكى...و هو ممسك بيد والده....لعله يفيق و يحدثه.. يوبخه .. لكن لا فائده
****************************
كان يبحث عنها فى كل مكان فمنذ اليوم المشئوم و هو لم يعلم عنها شئ.. تركت كل شئ له.. تركته يؤنب نفسه على فعلته ... يعلم ان فقدانها لوالدتها منذ ان كانت تلدها يؤثر عليها بالسلب ..حتى هو دائما كان مشغول بهذا و ذاك فكانت هى اخر اهتماماته... لكن كان مبرره الوحيد هو انه يجنى لها المال كى تعيش حياة هانئه...جمع المال و السلطه و الجاه و الحصانه .. و نسى ان يتقرب الى ابنته الوحيده التى من صلبه ... فهى الوحيده التى ستحيى اسمه بعد مماته...
قطعه من الشرود رنين هاتفه
مجدى: الو .. ايوه ... ايه ده بجد... طيب فندق ايه
استلقى سيارته و ذهب حيث الفندق ... لم يستغرق البحث طويلا عنها داخل الفندق
كانت تجلس كالقرفصاء المصرى القديم و هى تعبث بأحدى الايادى فى شعرها الغجرى ..و باليد الاخرى فى حاسوبها الشخصى ... لتجد الباب يدق
- ده مين ده ... انا ما طلبتش روم سيرفس ...ارتدت روب خفيف و لفت طرحه رقيقه بشكل عشوائى ...لتجد اخر شخص تريد رؤيته...
فتحت الباب و ادارت ظهرها .. حزينه منه ... لم يكفيه بعد عنى ليزيدها بصفعى ...اما نراه بالافلام صحيح ... الاب يعذب ابنائه ويقسو عليهم من اجل اسعاد زوجته
- مش هتقوليلى اتفضل يا بابا
- دون ان تنظر له ... اظن انك دخلت .. خير عايزنى فى ايه
- هانيا ما تزعليش منى .. انتى بس اللى ردك كان مستفذ خرجتينى عن شعورى يا بنتى
- ايوه ما فهمتش حضرتك جاى ليه يا مجدى بك
- هانيا انا بابا ... ايه مجدى بك دى ... لو الدنيا كلها قالتها انتى لا انتى بنتى ضنايا من صلبى ...
- لا روح ل ربه الصون و العفاف خليها تقولهالك ... كده كده الفرق بينا كلهم كام سنه مش كتير يعنى
- هانيا عيب اللى انت بتقوليه ده ... انا مهما كان ابوكى ...عيب لما تقفى قصادى الند بالند
- ممكن بعد اذنك تسيبنى و تتفضل ما تخافش عليا انا كويسه اوى
- انا قلت كلمه واحده مش هتكرر تانى قدامى على البيت ... انا على طول ببقى مسافر ... انتى ما ينفعش تخرجى من البيت..
انصاعت لرغبته و لملمت اشيائها المبعثره اضطرارياَ ... انا هاجى بعربيتى
- لا هتيجى معايا بعربيتى ..و اى حد من الجارد هيسوق عربيتك
**********************
نعود للمشفى من جديد
- خرج من حجره والده بعدما كفكف عبراته التى ملئت وجهه...ماما خدى مها و روحوا ...و ياريت ما تسيبهاش لوحدها من البت الشغاله البت دى اخلاقها مش مظبوطه
-لا ما حدش هيعد مع فاروق غيرى ... انا مراته و انا اللى اولى به
- ماما لو سمحتى نفذى اللى طلبته بعد اذنك...انا اللى فيا مكفينى ...مش ناقص مناهده ...قلت هعد مع ابويا ... اتفضلى اتصلى بالسواق يجى يروحك
- لا خالتك و ماريهان فى الطريق جايين يطمنوا على ابوك
تمتم بخفوت يادى النيله ناقصه خالتى ام بوز ناشف ...و صرصار المجارى بتاعها ده
- بتقول حاجه يا مهيد ...
- لوى شفتيه : لا هقول ايه يعنى ...
قبل ان ينهى كلماته كانت خالته تدخل و بيدها ماريهان
- تعامل ماريهان بلطف ... و تكلم خالتك كويس ...بلاش قله ذوقك دى معاهم ..احسن انا عارفاك
الخاله بلوم: كده يا مهيد كده ما تسألش عن خالتو حبيبتك
ماريهان : ده حتى ولا بيثئل عليا يا ماما ..
- ضحك فى خفوت لا و كمان هاتمه ...و لادغه فى السين يا مرار السنين
رسم ابتسامه صفراء بارده لم يجيدها (و بمعايبه على ماريهان) : خالث يا خالتو
الام: مهيد انا قلت ايه
- لم يستطيه كتمان ضحكته : انا هروح اجيب حاجه اشربها ... تشربوا ايه
ماريهان : لا مرثيه يا مهيد..
مهيد: انا رايح
امه محاوله ايقافه: يا بنى بطل قله ذوق و اتحايل ..على الناس شويه
- و اتحايل ليه هما هيكسفوا يعنى...
الخاله: خد ماريهان معاك تسليك ...
- لا شكرا انا هعمل مكالمه تليفون اسلى نفسى بيها ... خليها اعده جمبك
تركهم و رحل و هو يتأفف من خالته الفضوليه ...و ابنتها التى تلقى بنفسها عليه ...تباَ لغباء البشر
- الخاله للام: يا ختى هو ابنك ماله مش طايقنا كده ليه و بيتخنق على البت ...طب دى لما عرفت انه هنا قالت لازم تيجى تقف جمبه فى محنته لحد ما ابوه يقوم بالسلامه... بقا ده جزاتها
ماريهان بكسوف: خلاث بقا يا ماما ..ما تكثفنيث
اخرج هاتفه من بنطاله ...و اجرى اتصالا بأدم اخبره انه عاد الى فيلا والده... ايه ده بجد طيب تمام اوى الكلام اللى انت بتقوله ده ...
اغلق الهاتف و تنهد بأرتياح لانه وصل الى مكان غريمته ...و سينتقم منها اشد انتقام
عاد لاسرته و هو يحمل كوب قهوه و اخر من العصير ... لتمد ماريهان يدها له و تحاول ان تلتقطه منه ...
مهيد ببرود: مش قلتى مش عايزه .. ده مش ليكى ده ل مها... تعالى يا ميهو خدى العصير
نظرت له الخاله كادت ان تطيح به بمجرد النظره القاتله التى صدرت من عيناها ...ليقابلها بنظره برود و ابتسامه فاتره
- منوره يا خالتو
- يالا انا همشى بقا ... اهه جيت اطمنت على الحج و عليكى ... يالا يا ماريهان
-ما تخلينا ثويه يا ماما
مهيد : لا يالا بالسلامه انتم علشان ما تتأخروش و انتم لوحدكوا من غير راجل
- خلاث روحنا انت يا مهيد طلما خايف علينا
- ( فى باله : كان انقطع لسانى قبل ما ينطقها) معلش يا ماريهان مش هقدر اسيب بابا لوحده احسن يفوق و يحتاج حاجه
خرجت برفقه اختها و ابنتها و هى تمسك مها بيدها و كلن منهن استلقت السياره التابعه لها و ذهبوا ...ليظل هو بجوار ابيه

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن