قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..
شمس جديده طغت على الاسكندرية الساحره
استيقظت هانيا من نومها الذى لم يزر جفونها طيله الليل و اغتسلت و ارتدت ملابس كلاسيكيه من الطراز الاول بدله سوداء و قميص ابيض و حذاء مرتفع الكعبين و لفت حجابها بطريقه انيقه و خرجت من الحجره لتجد الجميع يجلس على طاوله الطعام
- تعالى كلى يا هانيا بقى داده اكلها حلو اوى كده و ما تقوليش ده انا هطخن فى البيت ده
- لا ماليش نفس
- داداه : لا يا بنتى لازم تاكلى كويس و تشربى كوبايه اللبن دى علشان اللى فى بطنك و بلاش لا قهوه ولا نسكافيه ولا الحاجات اللى بتحرق الدم دى ...
- حاضر هاكل اى حاجه فى السريع علشان انزل و الحق اروح لانكل فاروق و ان شاء الله هحاول ما اتأخرش
- تناولت فطورها معهم على مضض و سرعان ما نفضت يدها من الطعام و مسحت فمها ...يالا اسيبكم انا بقى ...نور البيت بيتك اوعى تتكسفى
- ايه يا هانيا هى اول مره تدخل بيتنا نور زيها زيك ولا ايه يا بنتى
- تسلم يا عمو كلك ذوق و الله
استلقت سيارتها و جلست بأريحه تنهدت و قادت سيارتها الى مكان الشركه
دخلت وسط نظرات تعجب و همزات و لمزات من العاملين فالمعظم يعلم انها زوجه مهيد لكن هيئتها تغيرت اصبحت اكثر جديه و صرامه
لم تنظر لاحد بل دخلت الى المصعد على الفور و منه الى مكتب فاروق
- اهلا يا مدام
- بلغى انكل فاروق هانيا الجَمال جت
- حاضر يا هانم
دخلت هانيا الى فاروق الذى ما ان رأها حتى قام بأحتضانها و تقبيل وجنتيها
- ازيك يا انكل
- عامله ايه يا بنتى ..وحشانى و الله
- و الله و حضرتك و مها كمان وحشتونى جدا ً
- انا و مها بس ...مافيش حد تانى وحشك زينا
- تغيرت ملامح وجهها: لا مافيش يا انكل حد واحشنى و بعد اذنك انا جايه هنا للشغل و بس
- عموما يا هانيا مكتبك اللى جمبى على طول
- تمام يا انكل عن اذنك ..بس انا هعمل ايه
- هبعتلك السكرتيره تفهمك كل حاجه
- تمام عن اذنك ...
ما ان خرجت هانيا من مكتب فاروق حتى هاتف ابنه .. انت فين
- انا فى الطريق اهه يا بابا جايلك على الشركه
- طيب تمام ابقى عدى عليا فى مكتبى
- حاضر سلام
***********************
مر وقت ليس بقليل كانت نور ترتدى ملابسها و ذهبت الى البنك التى تعمل فيه سجى ...
- لو سمحت ممكن الانسه سجى
- تعجب الرجل فكل يوم فتاه جديده تسأل عن سجى ...اهى هناك الشباك ده
- شكرا لحضرتك
- انسه سجى
- ايوه يا فندم
- ممكن بس كلمه على انفراد
- نعم
- بصى ده رقم تليفونى هقابلك فى المكان اللى يريحك حتى لو فى بيتك لان زى ما انتى شايفه مش بقدر امشى الا على عكاز لان لسه قايمه من حادثه جامده
- الف سلامه ....بس ممكن اعرف ايه السبب
- نظرت لها بأبتسامه واسعه هو هو اللى جه على بالك دلوقتى انا جيالك علشانه و ادينى فرصه
ابتسمت لها سجى فنور فتاه مرحه تجعل الحجر يضحك لعيونها الجميله : ان شاء الله
- استأذن انا بقا بس لازم تكلمينى
- بأذن الله
**************
دخل الشركه عند والده و الجميع ينتظر الى وسامته فالملابس الاميريه تمنحه طله و اشراقه ليس لها مثيل
دخل الى مكتب والده : صباح الخير يا بابا
- صباح النور ( لازال يعامله بجمود منذ ان قال له انه اجبره على الزواج من هانيا و انه لا يريدها )
- فى ايه بقا يا بابا السبب المهم اللى نزلتنى علشانه الشركه
- اعد استنى ثوانى و هتعرف كل حاجه
- اجرى مكالمه هاتفيه .. اه تعالى مستنيكى دلوقتى
تقدمت بخطوات ثابته واثقه من نفسها ..دقت الباب و دلفت الى حجره مكتب فاروق لتعلو الدهشه وجهها
- ايوه .. يا انـــكـ.... ايه ده !!!
فمجرد سماعه لصوتها ..تلهف لروئيتها استدار و عيناه الخضراوتين تشع فرحه و كأنه طفل وجد ضالته
- ه ه هانيا ... انتى كنتى فين كل ده .... ده انا كنت هموت من قلقى عليكى
- لم ترد عليه و كأنه لا يوجد امامها شئ : خير يا انكل كنت عايزنى فى ايه
بالرغم من ارتفاع صوت دقات قلبها التى كانت كالطبول ...رسمت اللامبالاه و الفتور عكس ما يعتمل بداخلها ففى لحظه بمجرد رؤيتها له اشعل بداخلها نيران الحب و الانتقام معاً ... حنين و غضب ... حب و كره .... لا تشعر انها فقدت تركيزها الخارجى بكل ما حولها و كل التركيز انصب فى احساسها الداخلى به ...كان غايه فى الجمال و هو بملابسه الرسميه تود ان تتعلق بيده و تقل اهذا هو زوجى اهذا هو اباً للطفل الذى ينمو بأحشائى هذا الرجل هو من ملك قلبى و عقلى و كيانى هو من رضخ قلبى لجبروته و عجرفته لكن قسماً بمن يخلق البشر ستندم ايها الوسيم ..و كأن الفراق زادك وسامه و جمالاً لتزيد بها اشعال لهيبى
- هانيا عامله ايه ؟؟
- تنحنحت : شئ ما يخصكش و لو سمحت يا انكل فاروق لو عايزنى هنا يبقى الكلام بينا و بس اظن الشراكه انا و انت اى حد غريب يطلع بره لان مالوش لزوم
- هانيا انا كنت هتجنن فى بعادنا عن بعض بجد ناقصنى حاجات كتير عرفت قيمتك لما بعدتى عنى...هانيا ردى عليا لو سمحتى
- فاروق معلش يا ولاد هروح بس الشئون القانونيه و جاى على طول
- اقترب منها و وقف امامها و هو يمسكها من كتفايها الاثنين و ينظر الى عيناها التى زينها ( الاى لينر) ....صمت لثوانٍ تحدثت العيون ...
- ازاى هان عليكى تسبينى لوحدى و تبعدى عنى ... حرام عليكى كنت هموت فى بعادك عنى
- بص بس بما ان الظاهر شكلنا هنطول مع بعض فى الشغل ده لا ليك دعوه بيا ولا ليا دعوه بيك تشوفنى كأنى غريبه عنك ... بص كأنى ما عدتش من قدامك قبل كده
- هانيا انتى ليه بتحكمى على حبنا بالموت
- انا مش بحبك انا واحده كنت مغصوبه عليك انت اسوء شئ حصلى فى حياتى عارف انا بتمنى ان السنه و نص اللى كنت مراتك فيهم يتمحوا من حياتى ... او يجيلى فقدان ذاكره ليهم انا بكرهك يا مهيد ابعد عنى بقا
- استمع فاروق الى صوتها العالى دخل مسرعاً لينقذ الموقف خاف على صحتها و الا يصيبها مكروه هى و حفيده و هو يعلم ابنه و اسلوبه فى الضغط على الاشخاص
- ايه يا ولاد صوتكوا عالى ليه
- انكل لو سمحت مش عايزه اتعامل معاه اذا كنت حابب تشوفنى هنا تانى
- خلاص يا هانيا يا بنتى زى ما انتى عايزه مهيد اطلع دلوقتى على مكتبك لحد ما اخلص كلامى مع هانيا
كان نظره معلق بها و يخرج من مكتب والده
- هانيا يا بنتى براحه على نفسك و بلاش عصبيه زايده علشان اللى فى بطنك
- شهقت بصوت عالى لا اوعى تكون قلتله يا انكل
- لا يا بنتى ما تخافيش انا اللى عايزك تعلميه الادب و بعد كده ترجعيله
- انا مش عارفه اقولك ايه بجد انت زى ابويا و الله
- اهم حاجه اياكى و الضعف قصاده لان لو حس بضعفك هترجعوا اسوأ من الاول
- اوعدك يا انكل هخليه يشيط يشد فى شعر راسه
- كده انتى بنتى اوعى تتنازلى و كرامتك فوق راسك دايماً
- و بعدين انا اصلاً مش عايزاه
- اكدبى على الدنيا كلها لكن اوعى تكدبى على واحد عاشق
- ايه ده كل ده فى طنط عايده
- لا فى طنط الفت يا هانيا هبقى احكيلك القصه دى هتبقى عبره ليكى يا بنتى
****************
ذهبت حيث منزل علا لتجلس برفقتها فهانيا فى العمل و هى كانت قريبه من علا
دقت الباب لتجده يفتح لها
- بأبتسامه واسعه : اهلا انسه نور
- نظرت له بضيق: اظن انك اخر واحد ممكن تقولى يا انسه ...بصراحه انا مش عارفه انت بتتهكم منى ولا ايه بالضبط وجهت نظرك يا دكتور
- معتذراً : و الله ما قصدى خالص كده يا انسه انتى اللى فهمانى غلط
- بتكرر تانى عليا كلمه انسه
- من فضلك اسمى نور من غير لا انسه ولا مدام ...تقدمت علا منهم
- نونو يا قمرايه منورنا
- علا ازيك وحشتينى اوى
- تعالى اتفضلى كده برضوا يا بودى ما تدخلهاش تقول علينا ايه بخلاء
- لا طبعا اهلا و سهلا يا انسـ... نور
- انا عارفاكى مدمنه شوكولاته هعملك هوت تشوكلت يجنن
- بلاش تتعبى نفسك
- ده انتى منورانى ...هعملك نسكافيه يا بودى زى كل يوم
- لا عايز هوت شوكلت
- و ده من امتى بتحبه ...جديده دى
- حبيته يا سيتى ليكى فيه
غادرتهم و هى تبتسم ...
كانت نور تجلس فى حاله من الضيق لكونها جالسه بصحبته تعلم انه يراها بمنظور مختلف فالجميع لا يعلم شئ عن حادثتها لا تلوم احد ان اخطأ فى وصفها لكن هذا الرجل هو من كتب تقرير اعتدائى الجنسى على يده
- مالك سرحانه فى ايه
- لا ابدا ولا اى حاجه فى حاجه يا دكتور
- اه ممكن تكلمينى عن نفسك شويه
- متأسفه مش بتكلم مع ناس استغلاليه ...تستغل ضعفى علشان توصل لشئ ايه هو الله اعلم .... اوضحلك اكتر يا دكتور ادهم
- شعر بالحرج من نفسه : على فكره انا مش عارف عملت معاكى كده ليه يمكن كنت عايز اشيل عنك الاحراج علشان تعرفى تتعاملى معايا بحريتك
- و اظن مافيش علاقه حره ممكن تحكم مريضه بطبيبها المعالج ولا ايه رأى حضرتك ..و اظن ان قسم المهنه اللى حضرتك اديته بيلزمك انك تكون امين على ارواح الناس اللى تحت ايدك
- انت قلتى انك بتحبى عبد الرحمن اللى ساعدك قبل كده
- كنت بوقعك فى الكلام و فعلا ساعتها اتأكدت انك مش ادهم و بنسبه 70% توقعتك زى ما انت دلوقتى
أتت علا و هى تحمل المشروبات : اتفضلى يا قمر و الله مبسوطه جدا انك فى بيتنا
- تسلمى يا علا
- ايه يا دكتور ما تزق عجلك دى اعده بنات
- لا عادى هعد هنا شويه و بعد كده نازل عندى مشوار مهم اوى
جلس معهم على الرغم من تكدر نور لما يفعله
جائته فكره شيطانيه / علا تعالى عايزك ثوانى
- ذهبت له : خير
- عايزك تعرفيلى كل شئ من نور اسمها عنوانها اهلها كل حاجه
- ليه يا دوك بتدرس حاله المرضى الاجتماعيه
- بطلى رخامه بقا و ساعدى اخوكى
- افكر ...
- علا
- خلاص خلاص هعدلك على الارار
- معلش يا نور اتأخرت عليكى
- ولا يهمك ..انا كنت عند سجى و البنت اتعاملت معايا بذوق
- ربنا يسهل الحال لعبيده و يرجع هانيا لجوزها و يخلى سجى توافق على ادم ..و يرزقنا انا و انتى بجوز شباب مزز ولاد حلال كده
- انا راضيه ذمتك دى دعوه حد يدعى بيها جوز شباب مزز
- خلاص خلاص ...قوليلى بقا ( و بدئت تستجوب نور بطريقه لبقه و كأنها تدردش معاها لتأخذ لاخيها كل ما طلبه من معلومات )
أنت تقرأ
نيران الانتقام و الحب
Romanceخط قلمها هذه الكلمات ..كلمات عبرت عن حياة طويله مررت بها انت من اجِدت اذلالى ... و تشفيت بجروحى ... انت من لاعبت مشاعرى بين اصابعك لكن انا من اضاعتك وسط غاباتٍ اغرقتك فى بحُورٍ دفنتك فى رمال صحرائٍ.. انت من اذقتنى المُر كؤوس لكنى احرقت جوفك ب...