قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..
كان يجلس ادم برفقه مهيد فى منزله و يبدء يقص له حكايته البسيطه و مواقفه القليله التى جمعته بسجى و كيف عشق نفورها منه و لم يهدء له بال الا عندما تقدم لخطبتها و يفاجئ بها تنهره و تطرده و تخبره انها ستكون لغيره
- ها و بعدين يا ادم ...انا شايف ان خلاص براحتها مش هتجبرها على الجواو منك
- المشكله انها فعلا اتخطبت من يومين ....يعنى كلامها ماكنش مجرد كلام علشان هى رفضانى لا ده فعلا بتكهرنى و مش عايزانى و فضلت واحد تانى عليا
- عادى اللى خلقها خلق غيرها و كويس انك على البر ...لكن الدور و الباقى على اللى حصل معايا
- خير فى ايه
قص لصديقه كل ما حدث و اخبره ايضاً بيمين الطلاق
- يا نهارك الاسود ابوك و ابوها عرفوا الكلام ده
- لا طبعا مقدرش اقولهم حاجه زى دى انت عايزنى اتبهدل ...انا اصلا من بكره راجع الداخليه و هبعت اخباريه للمستشفيات و الاقسام و المطارات اعرف راحت فين لان مستحيل هتكون الارض اتشقت و بلعتها
- و الله العظيم مراتك دى خساره فيك يا مهيد حد يطول يلاقى واحده تحبه و تعمله خدها مداس ...هتفضل مفترى و ظالم طول عمرك
- انا ما ظلمتهاش انا كنت ضحيه
- مهيد الاسطوانه دى على اى حد الا انا ... انت على طول مظلوم و اللى قصادك ظالم ...اوزن الموضوع و احكم بعقلانيه
- المفروض هى يكون عندها ثقه فيا اكتر من كده ...حتى لو شافتنى فى موقف زى ده ما تصدقش انى بخونها ...
- يعنى تكدب عنيها و تصدقك ؟ وبالنسبه انت بقا لو شفتها فى موقف زى ده هتبرر نفس التبرير اللى بتقوله دلوقتى ولا هتسحب الطبنجه و تنشن تجيب اجلها
- لا طبعا انا ما اسمحش انى اشوف مراتى فى موقف زى ده ...و بعدين انا الراجل و هى الست
- طول ما احنا بالرجعيه دى هنفضل جهله و متخلفين فى التعامل مع الستات ...لا الرجوله تحكمات ولا الانوثه سلبيه و خضوع.... انت اتعاملت مع هانيا غلط فى الاول و بمجرد انك شفتها سكتالك علشان بتحبك اتماديت لحد ما فى لحظه غبيه ضيعت كل حاجه من ايدك ....بكلمه واحده هديت المعبد على اللى فيه و دلوقتى مساعدتى ليك انى اوصل لمكان هانيا بس صدقنى انا هحميها منك ...مستحيل هسيبك تدمر على الباقى من البنت ...
- انت بتقول ايه ده كده جنان
- انا حبيبت زى ما هانيا حبت و احنا الاتنين مجروحين بس هى جرحها اكبر شافت جوزها مع غيرها فى وضع ما يتسماش الا خيانه ..لكن التانيه رفضتنى و فى نفس الاسبوع اتخطبت لغيرى مش هتمنى الا ان ربنا يسعدها
- تصدق انا غلطان انى جيتلك يا ادم
- بالعكس يمكن اكون قدرت اصلحلك بعض المفاهيم الغلط اللى عندك ... علشان لو وصلت لمراتك و رضت ترجعلك تحاول تكفر عن غلطك بس المهم انت كراجل شرقى تكون مقتنع بغلطك
****************
فى طرقات المشفى يهرولون بصاحبه الحاله التى لم احد يستطيع اكتشافها ..فى داخل حجره الكشف كان كل من عبد الرحمن و احد الاطباء المساعدين يفحصون الفتاه و يأخذون منها عينات دم للتحاليل ...و يحقنوها بمسكن للآلام
- هى حامل فى الاسبوع السادس يعنى بقالها بتاع شهر و نص ...ثانيا ضعيفه جدا عندها انميا حاده ممكن تعبها يكون نفسى لكن عضوياً هى تمام جدا مش ناقصها الا شويه فيتامينات و مكملات غذائيه و هتبقى كويسه
- طيب يا دكتور عبد الرحمن حاله الجنين
- تمام بالنسبه لاختصاصى كأمراض نساء هى كويسه جدا
بدء طبيب الباطنيه بالكشف عليها هو الاخر لكنه وجدها لا تعانى من شئ و قرر ان ينتظر نتيجه التحاليل
خرج عبد الرحمن من غرفه جارته و هى نائمه و اقترب من الحجره التى تقبع بها فتاته فى نفس الطابق ...دق الباب
ليجد اعين فارغه النظره ترمقه بنظره خوف : انت مين ..عايز منى ايه
- انا دكتور عبد الرحمن و جاى اطمن على حضرتك ...بدئت بالنحيب تطمن على ايه بليز ارجوك مشينى من هنا مش قادره اعد هنا اكتر من كده
- طيب يا انسه انتى اسمك ايه
- ن نور
- اسمك جميل يا انسه نور
- صرخت به فجأه ما تقوليش يا انسه نور ...خلاص انا لا بقيت انسه ولا بقيت حد محترم زى ما كنت انا السبب فى ده كله انا السبب سامحينى يا هانيا
- نور انتى كويسه و لا ابعتلك دكتور
- التفت و نظرت لعيناه الزرقوتين ...انا شفتك فين قبل كده
- انا مش عارف ...عن اذنك
*******************
قوه الرجل تظهر فى سعاده المرأه التى معه
كان وائل يقرء تلك المقوله و تذكر سجى و شعر كم كان احمق عندما سكت لوالدته و تركها تهين من احبها قلبه و لم ينصفها و لو قليلاً و كأن الجميع تحامل عليها ....
اخرج هاتفه من بنطاله و ضغط على ارقامها و تمنى ان يستمع الى صوتها سعيداً فبالرغم من انها اشعرته بالغضب فى يوم الخطبه من تصرفتها و عصبيتها الا انه عفى عنها
- وجدت هاتفها يدق ...نظرت لشاشته و هى تعلم انه هو
لم ترد عليه و عزمت على قرارها و خرجت من حجرتها تجاه غرفه والدها
- بابا ...بابا
- ايوه يا سجى تعالى يا بنتى
- انت بتعمل حاجه
- لا يا بنتى عايزه حاجه
- بابا اصل بص انا عارفه انك هتزعل
- مش عايزه تكملى مع وائل صح
نظرت له بدهشه و هى تود ان تقل له يسرت عليا الامر كثيراً
- عرفت منين يا بابا .؟؟
- انا ابوكى اللى مربيكى اكيد هكون عارف بنتى عايزه ايه و كارهه ايه و انا من البدايه قلتلك بلاش بس انتى اللى اصريتى و دلوقتى انت عايزه ايه
- انا مش عايزه اكمل مع وائل
- متأسف يا سجى مش انا اللى بنتى تسيب خطيبها بعد يومين من الخطوبه
دهشه اقترنت بحزن : يعنى ايه
- يعنى تستحملى نتيجه اختيارك يا بنتى ...مش كان كويس و اهله ناس كويسه خلاص هتسيبيه ليه ...او بالاحرى وافقتى ليه عليه من الاول و انتى ماحدش غصبك عليه و انت اللى رفضتى ادم و صغرتينى قدامه و قبلتى بوائل
- يا بابا مش عايزاه
- احتدت نبره صوته و على قليلاً : و انا قلت اللى عندى ما عنديش بنات تسيب عريسها اتفضلى على اوضتك
عادت الى حجرتها و هى تبكى بشده ...و ابتسامه والدها تعلو على وجهه الذى ينبعث منه نوراً
صباح يوم جديد
كان بدايه رجوع مهيد للداخليه كم كان سعيد و فخور بأنه عاد الى ما يتلائم معه فهو لم يكن بالشخص الذى يجلس خلف المكتب ....بل هو الرائد مهيد العوامى قد عاد من جديد ...لكنه تغير كثيراً
وجد عبد الصمد الهزيل كما كان على سابقه ...لكنه حياه بود شديد
- رمقه مهيد بأحتقار و مر من جانبه و دخل مكتبه : صنف دون ما يطمرش فيه ...النهارده بيحينى و كأنى وزير الداخليه و اخر مره و انا ماشى من هنا كانت الشماته هتنط من عينه ده كان فاضل يطلعلى لسانه
قبل ان يبدء مهيد فى رحله البحث عن زوجته ...كان والدها استطاع ان يتوصل لها بشبكه علاقاته الكبيره
كانت هى الاخرى تفيق من المسكن و اعطت معلومتها الى المشفى ليتم تسجيلها فى الكشوفات و هو الامر الروتينى
بمجرد تسجيل الاسم على قاعده بيانات المشفى توصل الخبر بطريقه آليه الى وزير الصحه الذى كان هاتفه مجدى الجَمال يستعين به و هو اخبر من تحت يده بسرعه البحث عن اسم المطلوبه
كان مجدى يشكر الوزير لما فعله معه من معروف و هو يقود سيارته ليذهب الى اطراف المدينه ... حيث توجد ابنته
**************
كانت هانيا تستعد للرحيل من المشفى بعدما علمت بخبر حملها لا تعرف اتفرح ام تحزن ...لكنها تخلت عن حزنها و قررت ان تبدله بفرح فهذا المخلوق الذى نبت بداخلها سيجعلها اقوى و يمدها بالصبر و يمنحها لقب الام ...كم تمنت طفل يكون شبيه لزوجها لكنها تذكرت انه الان اصبح طليقها فرت دمعه و هى تتذكر كيف اقسم عليها بيمين الطلاق و هى كسرته و كيف رأته فى احضان اخرى ....كانت تدفع حساب المشفى ...
لتجد من ينطق خلفها : هانيا
استدارت و الرعب تملك منها ....بـ..بـــ بــابـــى
كان عبد الرحمن يقترب منها ليطمئن عليها لكنه وقف يشاهد ما سيحدث عن قرب ....
-بصرامه : كنتى مفكره انى مش هعرف اوصلك
- انا ما كنتش عايزه حد يعرف مكانى علشان مش هرجعله تانى الخاين الغشاش
- و هو انا كنت اجبرتك قبل كده على الرجوع و لا انتى اللى رجعتى بمزاجك معاه
- يا بابى بليز عايزه ابقى لوحدى ارتب اولوياتى بعد اذنك
- اظن ده مش مكان للنقاش اتفضلى معايا على البيت
لتأتى ممرضه تخبرها : يا مدام فى ادويه بتاعتك فوق لازم تاخديها لان دى تركيبه صعب حد بره يعملهالك فى اى صيدليه ...
صعدت برفقه والدها و الممرضه ... لتجد اضطراب فى هذا الطابق ...و رأت عبد الرحمن يهرول لحجره على مقربه من حجرتها ....و صوت صراخ ليس غريب عليها ...لكنها لم تبالى و ذهبت الى حجرتها و اخذت الدواء ... و هى عائده سمعت نفس صوت الصراخ و استطاعت ان تفسره ...قليلاً ..خلوها تسامحنى
وقفت على باب الحجره لتعلو الدهشه ملامحها ....شهقت و هى تضع يدها على فمها و تصرخ و تجرى تجاهها : نووووور
- حاول الجميع الامساك بهانيا نظراً لحاله نور الصحيه السيئه فممكن ان تأذى اى شخص يقترب منها
- لتصرخ الاخرى : هانيا سامحينى ...لينظر الجميع بعضهم البعض ...فهى منذ الصباح لم تقل سوى هانيا سامحينى...
عبد الرحمن : مدام هنيه ...اتفضلى بره
- هنيه مين ....؟؟
- مدام هنيه ما ينفعش ممكن تأذيكى
- انا هانيا اللى هى عماله تنادى عليا من الصبح مش هنيه دى خالص
ارتمت نور فى احضان هانيا و استكانت مما اصاب الطاقم الطبى دهشه فبعد ان كان من الصعب السيطره عليها اصبحت هادئه ...تحتضن صديقتها و تسكن تماماً حتى انها اغمضت عيناها
- نور انتى كويسه يا حبيبتى
- هزت رأسها دون ان تتحدث
- بابى انا مش هقدر اسيبها فى الوضع ده و امشى ... انا هنا بليز ما تقولش لمهيد مكانى ارجوك ...و حياه حفيدك اللى فى بطنى ...سقطت دموعه و هو يبتسم لها ....هانيا انتى حامل
- بكت هى الاخرى و ارتمت فى حضن والدها : ايوه يا بابى
- هسيبك مع صاحبتك بس اهم شئ ترتاحى و بلاش تتعبى نفسك و لو احتاجتى اى حاجه تطمنينى عليكى و تخلى بالك من حبيب جدو
- حاضر يا بابا
***************
كان هو الاخر لازال يبحث عنها بكل الطرق تأكد انها غادرت الجونه فأسمها مقيد بطائره عائده الى الاسكندريه لكنه ركز بحثه فى كل الاماكن القريبه من نطاقها و لم يبتعد
******************
كان حزين لعدم اجابتها عليه ...لكنه لم يظن انها ستباغته بأرسال رساله نصيه تخبره ان كل شئ قسمه و نصيب

أنت تقرأ
نيران الانتقام و الحب
Romanceخط قلمها هذه الكلمات ..كلمات عبرت عن حياة طويله مررت بها انت من اجِدت اذلالى ... و تشفيت بجروحى ... انت من لاعبت مشاعرى بين اصابعك لكن انا من اضاعتك وسط غاباتٍ اغرقتك فى بحُورٍ دفنتك فى رمال صحرائٍ.. انت من اذقتنى المُر كؤوس لكنى احرقت جوفك ب...