Part 26

17.1K 344 0
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..
ايه ده يا هانم !!!
- فى ايه مالك ؟؟
- مالى ؟؟ انتى مش شايفه الزفت اللى انتى لبساه ده مفتوح لحد فين من الضهر..دى فخادك نصها باين
- لا يا مهيد مش هتبان و بعدين انا لابسه كلون يعنى ده مش جسمى
- خشى غيرى هدومك يا هانيا و استهدى بالله و عدى اليوم على خير
- لا مش هغير هدومى و هنزل كده يا مهيد و اللى عند اعمله
- الداده محاوله انقاظ الموقف: خشى يا هانيا يا بنتى و اسمعى كلام جوزك ..ايه ده يا بنتى ما يصحش تنزلى كده من البيت الناس تقول ايه
- قال بعصبيه : هيقولوا فين البأف اللى أنيها و سايبها تنزل كده من البيت
- معلش يا ابنى هدى اعصابك ..و انتى خشى غيرى هدومك
- لا مش هغير و هنزل كده لو بتستعر من لبسى بلاش تنزل معايا و انا هروح لوحدى
- بمنتهى البرود يجلس على الاريكه بأريحه : اشوف كده جمال خطوتك و انتى بتعتبى باب الشقه ببدله الرقص اللى عليكى دى ...هيكون اخر يوم فى عمرك ...يالا بسرعه غيرى يا اما هحلف انك ما هتروحى النهارده تزورى ابوكى
تحت اصراره و محايلات الخادمه اضطرت ان تنصاع فلا يمكن ان لا ترى والدها و هو فى حاله صحيه متأخره بسبب شجار سخيف من نوعه
ابدلت ملابسها بجينز ازرق و بوت اسود و بلوفر واسع اسود و طرحه ملونه و حقيبه كبيره
- ممكن يالا بقا و لا هتطلعلى فيه ده كمان القطط الفاطسه
- ما هو انا اللى بتلكك على الفاضيه و المليانه و انتى المظلومه معايا و لبسك مافيهوش غلطه
- يا ولاد اهدوا الله يهديكوا و يصلحلكوا الحال ...بلاش نقار دلوقتى علشان نروح نطمن على مجدى بيه و بعدين ابقوا كملوا عراك
- بأدب : انا اسف يا داده عطلتك
- يحميك لشبابك يا حبيبى ..ما تتأسفش ..( بصوت هامس ) عايزاك بس بعد ما هانيا تنام ممكن
- حاضر من عنيه يا حاجه
- الاهى و انت جاهى يسعدك يا مهيد يا ابن حوا و ادم و ينولنى حجه لبيت حبيبك المصطفى يارب
استلقى الجميع السياره ...كانت نظراتها ترمقه بغضب و هو يقابلها بلامبالاه
******************
كان يجلس و امامه نفس الصوره للفتاه العشرينيه يتأملها بشغف و كأنه لاول مره يراها ...ليعود بذاكرته للخلف
طالب فى كليه الهندسه ابن عائله فقيره له امانى و طموحات مثله كمثل اى شاب فى سنه ...رأى لاول مره تلك الفاتنه ليشعر بقشعريره تجتاح جسده و دقات قلبه صوتها يعلو و يعلو ...ليجد نفسه يقف امامها وهو لا يعرف ما سيقوله لها
- لتقاطعه هى بأبتسامه جميله : خير يا حضرت فى حاجه
- عفواً انا بس كنت حابب اعرفك عليا انا زميلك فاروق العوامى طالب فى تانيه ميكانيكا
- و انا الفت العشرى اولى عماره
- اتشرفت بمعرفتك يا انسه
- ده من ذوق حضرتك ....
بدئت العلاقه بالقليل من الكلمات و الكثير من النظرات و الحب الصامت لتمر الايام و هى ترى اهتمامه بها و متابعته لها ... احبت هذا الشعور الى ان قابلت نظرته فى يوم بأبتسامه رقيقه ... و من هنا كانت اول نظره اعجاب و اول كلمه حب تخرج للعلن
************************
لا يوجد جديد فى المشفى فحاله كما هو بل زاد سوء و دخل بغيبوبه ..كان الطبيب ذو طابع حاد يتكلم ولا يراعى شعور اهل المريض و انهم سيفقدوه عما قريب اذا اراد المولى عز و جل
هانيا: يعنى بابا هيفوق امتى
- مش عارف بس الاحتمال الاكبر انه هيموت
- لا بابى مش هيموت انت بتقول كده ازاى
- اكدب عليكى يا انسه يعنى ...ابوكى حالته متأخره اوى و شكله ماكنش بياخد العلاج ..هنعمله ايه ..و بعدين العمر ده بتاع ربنا
مهيد: اكيد فى اسلوب احسن من ده تبلغ بيه الاخبار السيئه
- و انت مين انت كمان يالى جاى تعلمنى ازاى اتكلم ...و بعدين انا بكلم الانسه مش انت
- مبدئيا انا جوز الانسه يعنى تقدر تقولها يا مدام ...و انا مين فأنا الرائد مهيد العوامى ابن الحاج فاروق العوامى .... و بالنسبه انى هعلمك الكلام فده لو اسلوبك ما بقاش محترم اكتر من كده هتزعل ...
هانيا و هى تمسك بذراعه : خلاص يا مهيد اهدى بس ..
- انا هبلغ عنك امن المستشفى
- و انا اعد هنا مستنى يا عم الدكر ...ال امن المستشفى
الداده: اهدى يا ابنى الله لا يسيئك ده مهما كان راجل كبير
- على عينى و على راسى بس يكون محترم ....و بعدين انتى بتعيطى ليه دلوقتى مش قلت مش عايز اشوف دموعك
- بابى ... بيقولى هيموت يا مهيد ... هو و مامى هيسيبونى الاتنين لمين
لم يقاوم سحرها و هى حزينه ولا يجرؤ ان ينظر لعيناها الدامعه ...ضمها الى صدره بشده و ظل يهدئها ...خلاص اهدى يا حبيبتى بلاش عياط ... و بعدين يعنى ايه هيسبوكى لمين ما انتى فى أفا راجل ولا ما انفعش
ابتعدت عنه فجأه : انت قلت ايه
- ما قولتش حاجه بهديكى مالك يا مجنونه
- لا انت قولتها ...قالها يا داده
رمقتها بحذر الكبيره لتسكت و تعلم انها هكذا تخطأ و ستعيد الكره من اول و جديد
- كان لا يعرف ما قاله الذى جعلها سعيده لهذه الدرجه ..: يالا بينا نمشى لان مهما كان اعدتنا من غير فايده
انصاع له الجميع : و هو يقود السياره : انا هوصلكم و اطلع على بيتى اجيب شويه حاجات و بعد كده ارجع عليكوا ...حد عايز حاجه و انا جاى
- لا مرسيه
- شكرا يا ابنى
********************
تقلب هاتفها بين يديها تود ان تعرف اى خبر عنه فحتى صفحته على الفيس بوك منذ ايام عده لم يفتحها ولا يضع اى منشور حديث ...ظلت تتأمل صورته و هى تصارع ما بداخلها من جهه تخون صديقتها و من الجهه الاخرى تحب زوجها ...لا تعرف ماذا تفعل ...لكنها فضلت ان تظل تحبه فهو بالنسبه لها كفارس الاحلام ...التى حلمت به كثيرا ليس هو بذاته لكن مجرد رؤيتها له فى حفل خطبته ...تأكدت ان هذا هو فارسها
و ان على صديقيتها فهم كثيرات حوالها فلم تخسر كثيراً اذا فقدت واحده منهن... لكنه لم تجد له مثيل و كأنه واحد فقط
قررت ان تلعبها صح ستهاتف زوجته و تطمئن عليه منها و لا تجعلها تَشُك فى اى شئ بخصوصها و ستكون الصديقه الوفيه الى ان تكسب هذا المغوار لها و تلقى بصديقاتها بعيداً
هاتفت هانيا التى كانت تجلس على الفراش يتردد فى مسامعها كلمه حبيبتى التى قيلت سهواً عنه
لتجد هاتفها المحمول يدق بأسم نور..ابتسمت و اجابت
- ندله و معفنه و مش بتسألى من يوم ما كنتى عندى ...
- معلش و الله يا هانيا انتى عارفه مشاغل و بالذات انتى متجوزه ممكن لو اتصلت يكون وقت مش مناسب جوزك يضايق
- لا مهيد عادى مافيش مشكله عنده هيكون ايه يا حسره الوقت اللى مش مناسب
- هو لسه ما شفش حل لموضوعه ده ...
- خالص يا نور ..مش عارفه افاتحه ازاى
- لا لا سيبى الموضوع ده عليا انا هدورلك على دكتور تمام و ابلغك... المهم نفسى اشوفك وحشتينى
- انا فى بيت بابا
-بأبتسامه واسعه ..: ليه .؟؟ خير اللهم اجعاله خير
- اصل بابا تعبان و فى المستشفى و انا و مهيد اعدين هنا..
- تلاشت الابتسامه : لا لازم اجى اطمن عليكى و اشوفك و بالمره تطمنينى على عمو
- ماشى يا حبيبتى تنورى فى اى وقت
- سلام
******************
بداخله اضطراب شديد لا يعرف له اول من اخر لا يعرف أهو يريدها ام لا... كيف سيكون مصير تلك الزيجه ستستمر ام اوشكت على الانتهاء.... ظل يفكر قليلا و هو جالس على الاريكه فى بيتهم ....يعلم ان بداخلها شعور حسن من اتجاهه ...لكنه حتى الان لم يستطيع ان يفسر مشاعره ... أهو لازال يود الانتقام منها ...ام ان كل شئ تغير و اصبح( ي..ح..ب..ه..ا) كان مجرد تخيله لانه يحبها يسعده .... استغفر الله كثيرا عما فعله من ذى قبل ...تأكد ان هذه الحيره عقاب له من ربه على ما اقترفته نفسه من قبل
نظر لساعه الحائط ليجد ان الوقت قد خانه الساعه اصبحت الحادية عشر مساءا...ترك المنزل و عاد الى منزل مجدى الجَمال من جديد
ليجد سكان البيت فى حاله هدوء شديد و من الواضح ان الجميع خلد للنوم
دخل حجرتها فلم يجدها نظر يميناً و يساراً لم يوجد لها اثر... تعجب هم بالخروج من الحجره ليستمع الى باب المرحاض التابع للحجره يُفتح
هانيا بفزع : ايه اللى موقفك كده
- انا لسه جاى من بره و كنت داخل (اشو..)اغير هدومى ..
- طيب ممكن تطلع بس لحد ما احط كريم و البس هدومى...ما يصحش افضل قدتمك بالباشكير
بوله : تحطى ايه
تنحنحت قليلا: احط كريم
- ممم طيب هسيبك اهو ...يود ان يخرج من امامها قبل ان تكشفه لا يريد ان يظهر ضعفه امام جمالها..و اخيرا استطاع ان يحرك اقدامه و يخرج من الحجره ...لكن صورتها لم تخرج من خياله
لترتمى هى على الفراش و الابتسامه تعلو شفاتها ..تجلس على الفراش تضع مستحضرات التجميل ثم ترتدى بيبى دول pink .... ليجعل لبشرتها لون خاص
وقفت امام المرآه و هى تتطلع لجسدها الممشوق و شعرها اللوزى بنظره رضا ... كانت قاتله الجمال ...
خرجت من حجرتها لتفعل ما وصتها به الداده .... بعد ان وضعت له ملابسه على الفراش و عطرتهم ...ذهبت للمطبخ اعدت العشاء الخفيف كما اعتاد الجميع جُبن بأنواع عديده و بعض شرائح الخضروات الطازجه و كوبين عصير...
ذهبت الى حجره المعيشه ...لتجده جالس يشاهد فيلم اجنبى و هو لا يشعر بوجودها
هانيا بنعومه و دلع : مهيد
لم يشعر بها ...اقتربت منه حتى جلست بجواره
- مهيد يالا العشا على السفره ...
- هه بتقولى حاجه ...ايه ده
- اه بقولك العشا على السفره انت سرحان فى ايه كده مش مركز خالص
- كاذباً : لا معلش مشاكل شغل ..بس ايه اللى انتى عملاه فى نفسك ده
سعدت كثيرا بداخلها انها استطاعت ان تخرج كلمه من فمه : لا عادى مجرد تغير...
- مممم تغير سيودى الى التدمير ...( ثم همس دون ان تشعر به ) ان كيدكن عظيم هتفضل تجرجر فيا للرزيله و انا بموت فيها و مبطلها من زمان
- ها يالا تعالى اتعشى معايا بليز ( قالت جملتها و هى تجذبه من يداه الاثنين ليلحق بها
- كان يسير خلفها كمسلوب العقل و الاراده ...فتنته اكثر ما هو مفتون بها تأججت النيران بصدره بعدما حاول كثيرا ان يطفى لهيبها الذى كاد ان يحطمه.... لكن الدلال يليق بها ...لكنه سيغرقنى فى بحورها
- ايه ده ما شاء الله انتى اللى محضره الاكل ده
- اه شكله حلو صح
- ظل نظره معلق بها اهى طفله لهذه الدرجه ...كلمه واحده تسعدها و اخرى تجعلها ثائره : اه شكله جميل و يفتح النفس
-ابتسمت له : طيب يالا ناكل بقا لانى جعانه اوى ..و كنت مستنياك
كان بين اللقمه و الاخرى ينظر لها
- اه على فكره انا حضرتلك هدومك جوه على السرير ابقى خود شاور و غَيَر
- ممكن اعرف سر الاهتمام ده ايه
- عادى انت مش جوزى ليك حقوق عليا ابسطها اهتم بأكلك و بمظهرك ...حتى و لو هنكون مع بعض لفتره مؤقته ...
لا يعرف ما الذى لدغه من كلماتها كان يود صفعها على ما قالته : طيب شكرا ...اه بكره عندنا فرح ...تحبى تيجى معايا
- عادى براحتك اذا حابب وجودى هاجى ...اذا غير مرغوب فيا مش هروح اكيد
- العقل بيقول ان الغير مرغوب فيها ده ما كنتش هقولها من اصله بس انا ...
- ايوه بقا انت ايه ؟ هه قول مضطر تبلغنى مش اكتر صح
- خلاص ولا حاجه انا هقوم اخد شاور و انام تصبحى على خير
_ لا تعرف لماذا هو هكذا أهو مريض تشيزوفرينيا...دخلت استلقت على الفراش و هى تشعل الضوء الخافت بجانب الفراش و تقرء احد الكتب للدكتور مصطفى محمود
خرج من المرحاض ليجدها جالسه كعروس البحر فى لباسها اللبنى فى جانب الفراش...لم يستطيع ان يتفوه بكلمه الا انه ارتدى ملابسه و تدثر تحت الغطاء هرباً من سحرها
و حاول بشتى الطرق ان ينام لكنه ظل طوال الليل يتقلب بجانبها حتى انها شعرت به و استسلمت للنوم و هى تملأ رئتيها بعبقه المثير

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن