قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..
دقت الساعه الثالثه و النصف ليعلو صوت جرس الباب ...تقدم و فتح الباب ...
- اهلا يا مهيد ازيك
- بتعجب من جرأه هذه الفتاه و من نظرتها المصوبه لعيناه : اهلا انتى نور صاحبه هانيا صح
- ايوه صح ..هى مش موجوده ولا ايه
- لا لا طبعا موجوده تعالى اتفضلى نورتى...معقول برضوا هتعزمك على الغدا و مش هتبقى هنا
هنوش حبيبتى تعالى نور صاحبتك جت ...
كاد ان يغلق الباب ليدق مره اخرى ليفتح و يجد صديقه امامه
- اهلا بالندل المعفن اللى مش بيسأل
- اعم ما انت عريس سايبك تبرطع بقا بالطول و العرض
- ادخل ادخل ...ال ابرطع ال فاهم الجواز غلط خالص
يسكت الجميع عند خروج هانيا من الحجره و هى ترتدى فستان ما فوق الرُكبه و بدون اكمام و اسدلت شعرها ليتراقص على ظهرها و عطرها سبقها ...
- اهلا يا نور منوره يا حبيبتى ...اكيد ادم طبعا ....اهلا يا سياده النقيب
ادم: انتم عازمين حد غيرى ولا ايه ....كله الا الاكل انا ماعرفش ابويا حتى اسألى مهيد
مهيد بمشاكسه: و انت هتقولى بأماره الساندوتش اياه بتاع كوك دور
- اجدع اسكت بقا بلاش فضايح قدام الناس ...
هانيا: تتغدوا على طول و لا تحبوا تشربوا حاجه الاول
ادم : بقولك ما عرفش ابويا فى الاكل تقولى استنوا ...وسعى كده امدام الا هو فين المطبخ ...مكانه يا هيدو ولا ايه
مهيد: و ده على اساس ايه اول مره تيجى هنا
ادم: لا يا عم زمان ماكنش فيها جنس لطيف
مهيد: كداب فى اصل وشك ....
تغيرت تعبيرات وجهها ...فكيف له ان يجرؤ و يتحدث بتلك الوقاحه عن نزواته السابقه فى هذه الشقه امامها عيناً لعين
نور و هى تتأمل خَلجات وجهه و هائمه : و انت دلوقتى بتشتغل ايه بعد ما سيبت الداخليه
مهيد: فى شركه والدى اهه نوايا تسند الزير....بس عارفه يا انسه نور
مقاطعه اياه : لا لا قول نور على طول ما فيش داعى للألقاب
نظرت لها هانيا بطرف عيناها و هى تود ان تلقى بها من البلكون ...
لم يستطيع ان يمنع نفسه من النظر الى تعابير وجهها ... و يرى تغير ملامحها
هانيا : تعالى معايا يا نور نحضر الغدا ...
مهيد : لا عيب خليها اعده هنا حد يجيله ضيف يتعبه برضوا ...ولا ايه يا نور
- ا ..ا ..ايه لا هروح مع هانيا عن اذنك
سارت خلف هانيا التى كانت ستستشاط غضباً من تصرفاته ....وقفت تعد الطعام فى الاطباق و هى فى قمه العصبيه ..
- مالك يا هانيا متنرفزه ليه ؟؟
- حاولت رسم ابتسامه :لا يا حبيبتى مافيش سلامتك
- بوله : قوليلى بقا الجواز حلو
- بلا وكسه ..جواز ايه و نيله ايه
- ليه يا جميل العريس مش واخد باله منك ولا ايه
- لوت شفتيها : لا واخد
- ايه يا بت مالك عامله كده ليه ...هو ما دبحش الاوطه ولا ايه
- لا يا اختى طلع هو اللى قطه
خبطت بيدها على صدرها : بقى الفحل اللى اعد بره ده قطه ...يالهوى امال لو كان سفيف كان بقى ايه
- بس يا نور ما تقلبيش المواجع ...مش عارفه اعمل ايه فى الكارثه دى
- لا دى مش كارثه دى مصيبه ...تطلقى منه طبعا ... انتى اصلا وخداه غصب عنك و كمان يطلع ما بيعرفش....يالهوى و الله زعلانه علشانك يا هانيا ... مش عارفه اقولك ايه ...بس بجد اخر شئ كنت اتوقعه انه يطلع زى اختك
- كفايه بقا انتى مش عارفه نفسيتى فى الارض ازاى من الموضوع ده
- حسره عليكى ....ربنا يحلها من عنده ....ليهم حق بقى كل يوم و التانى يسوقوا المنتجات بتاعه الارف ده فى التى فى
كان يأتى للمطبخ ليأخذ كوب من الماء لكنه استمع الى هذا الحوار السخيف من بدايته و توعد لها
دخل المطبخ و هو يرسم اللامبالاه ... هنوش كوبايه مايه ساقعه لادم
نور تنظر له بحاله من التقذذ
هانيا: اه اتفضل ...عايز فيها تلج
- لا يا عمرى كفايه انها من التلاجه .....تسلم ايدك
تعجبت من هذه الرومانسيه المفرطه "عمرى" امام صديقتها ...لتفيق من شرودها على صوت نور
- انتى ازاى سامحه لنقسك تتعاملى معاه كده ....اديله فوق نفوخه
- ما انا مش لازم احسسه بعجزه يا نور مهما كان اكيد مشاعره هتتأذى
- اه يا بت يا بت ال .... بقا انا عاجز طب و ربنا المعبود لاوريكى العاجز ده هيعمل فيكى ايه
التف الجميع حول مائده الطعام ...كانت عيون مهيد تلتهم هانيا بنظرات لم تعرف تفسيراً لها ....و يتحدث مع نور بمنتهى الرقه و اللطف بالرغم من انها لا ترغب فى التحدث معه .... لكن كان ادم يتبادل معها اطراف الحديث هو الاخر ...
***********************
عَليه : تمام كده يا عايده ...خلاص انا هقول للبت ماريهان و هى تبقى تشوف هتسبُكها ازاى عليه
عايده : بس زى ما قلتلك ماريهان تاخد بالها و تبطل الحركات المطيوره اللى بتعملها دى
عَليه : لا لا ما قوليكيش دى هتبهركوا
******************
ادم: انا همشى يا كبير بجد الاكل يجنن يا هانيا تسلم ايدك
مهيد بسخريه واضحه : لا و انت الصادق تسلم ايد المطعم اللى عمل الاكل
- يا اخى و انت مالك المهم تسلم ايد اللى حضرت الاكل و هتغسل المواعين
- ابتسمت له ابتسامه رقيقه : مرسيه كلك ذوق يا ادم
- مهيد : لا و الله يا اختى ... و انت غور ياض من هنا مالكش دعوه بالحته بتاعتى ( قال كلماته الاخيره و هو يضمها الى صدره بطريقه فذه نزعت منها الحنيه)
هانيا : اى يا مهيد بالراحه مش كده ...
- و انتى لسه شوفتى حاجه ....يالا يا ادم عارف راكن عربيتك فين صح
- اشطه يا كبير ابقى اشوفك و اوعى تنسى فرح اسر و هات هانيا معاك
- ربك يسهل...
غادر ادم و هى جالسه شعرت انها اصبحث ثقيله عليهم الان ...لكن عقلها لا يزال متخبط من الصدمه التى القتها هانيا على مسامعها شردت و هى تتأمل جسد مهيد مفتول العضلات و بنيانه القوى و عروقه النافره
- مهيد : فى حاجه يا نور مالك بصالى كده ليه ؟؟
- هه لا لا مافيش حاجه ...
- اممممم بحسب فى حاجه... طيب عن اذنكم اسيبك يا هانيا مع صاحبتك
- قامت بأسلوب مفاجئ: لا انا لازم امشى هبقى اتصل اسأل عليكى يا هانيا خلى بالك من نفسك باى
و ما ان اغلق الباب لتجد نفسها لم تقف على الارض... حملها على ذراعيه و ظل يقترب بها من الشباك ....
-كان صوتها رقيق ناعم : نزلى يا مهيد انت مشعلقنى فى الجو كده ليه
- و مين قال انى هنزلك يا حلوه ...الا قوليلى هو انتى عايشه معايا ليه؟؟
- الله نزلنى و نتكلم و بعدين ايه السؤال العقيم ده ما انت عارف الاجابه
- بس اللى ما كنتش اعرفه يا هانم انى عاجز و ما بعرفش...تصدقى انك غبيه اوى...عارفه ليه ...لانك فضحانى قبل كده بسبب علاقاتى مع البنات ....يبقى منين كل ليله مع واحده و انا اصلاً لامؤخذه
- ايه انت جبت الكلام ده منين
- اعملى هبله يا بت ال مش عارفه ...بصى انا لو بعدت ايديا عنك هتقعى من الاتناشر فى الشارع على جدور رقبتك تنكسر و اخلص منك و من ارفك و ارتاح ...و اعملى حسابك هتفضلى كده لحد ما اعرف انتى قلتى عليا كده ليه
- بطل جنان انت مش حاسس انت عامل فيا ايه ....حرام عليك هموت من الرعب دخلنى و هقولك
- و انتى هنا هعرف كل حاجه ....
من الرعب و التوتر لا تجد مفر سوى انها تفقد الوعى ... فهو يقف بالشرفه و حملها على ساعديه و يضعهم خارج اطار الشرفه لتظل هى محلقه فى الهواء ...فأن ارتخى ذراعه ذهب العمر فى الفناء
ادخل يداه و اراح جسدها على الاريكه و نَثَربعض من قطرات الماء على وجهها...
افاقت مفزوعه : انا موت ...
- لا يا اختى اديكى لسه عايشه اكتبلك عمر
- مهيد ما تفهمش اللى سمعته غلط
- الله ينور عليكى اسمع بقا قولتى عليا كده ليه ....
- اعملك ايه يعنى ما هى عماله تكلم بسهوكه و انت كمان سهتان ...و من يوم ما شافتك و هى عماله الله حلو امور وسيم و عينها عليك وعماله تقولى اسيبك ...كان لازم اخليها تكرهك ...و اى بنت بتكره الراجل اللى ضعيف
- انتى كده بتسوئى سمعتى مش يمكن لما نطلق اروح اتجوزها ... البنت شكلها حلوه و اموره و هاديه و cuteمش زى ناس
- نظرت له و الدموع تملئ عيناها ....و تركته و رحلت لتنام بما ترتديه و تتدثر بالغطاء و تجهش بكاء
اقترب من باب حجرتها ليستمع الى صوت بكائها ...شعر ان قلبه لم يتحمل صوت شهقاتها
- فتح الباب و دخل : انتى بتعيطى ليه دلوقتى
- مش بعيط ....
- مد اصبعه و مسح دموعها ...مش عايز اشوف دموعك دى تانى
- مالكش دعوه بيا اعيط اصوت اصرخ براحتى
- اظن انى قلت كلمه ...مش عايز اشوف دموعك...اقترب منها و ضمها الى صدره ....
لتضع وجهها فى صدره و تملئ رئتيها برائحته ...و تنهمر الدموع من عيناها لتبلل ملابسه ....
اخرجها من حضنه ...خلاص بطلى عياط بقا
- هدئت قليلا .... و نظرت له و عيناها حمراوتين ...و اقتربت منه و طبعت قُبله على شفتيه
لتتعالى دهشته
أنت تقرأ
نيران الانتقام و الحب
Romanceخط قلمها هذه الكلمات ..كلمات عبرت عن حياة طويله مررت بها انت من اجِدت اذلالى ... و تشفيت بجروحى ... انت من لاعبت مشاعرى بين اصابعك لكن انا من اضاعتك وسط غاباتٍ اغرقتك فى بحُورٍ دفنتك فى رمال صحرائٍ.. انت من اذقتنى المُر كؤوس لكنى احرقت جوفك ب...