Part 25

17.3K 342 1
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

صباح يوم جديد اشرقت شمسه على الابطال

تقلب فى الفراش ليجد يده تستند على شئ ما ....فتح اعينه نصف وجدها مستلقيه بجواره تنام كالملاك وديعه رقيقه هادئه ...تأملها قليلاً تمتم ب(ما شاء الله) فى خفوت و قام من جوارها اغتسل و ارتدى ملابسه و كتب لها ورقه و رحل ...دون ان تشعر به ... عاد الى منزلهم ليبدل ملابسه بملابس رسميه انيقه ليذهب الى عمله
************************
تجلس خلف مكتبها الجديد و هى تدندن و تلوك العَلكه بشكل مقذذ ....( اه يانى منك اه ياااانى ياااانى بتشكى ليه و انت الجانى جااانى ...افرض مثلا مثلا يعنى انى خاصمتك يوم )
تتقدم منها صفاء: ياختى بقا تيجى من غير ما تقولى حتى صباح الخير
- سناء: ياختشى و الله ابتاً ده انا جيت على هنا هووو على طول ...علشان بسلامته لو جه يلاقينى فى المكتب
- صفاء: ده على اساس ان ابن صاحب الشركه هيبصلك انتى يا حته بتاعه لا راحت ولا جت و هيجيلك مكتبك كمان عشمانه اوى
- اه يا اختشى و ما يبوصليش ليه ما شبهش ولا ما شبهش
صفاء: لا لو على الشبه ده انتى تشبهى بلد يا سناء ..
سناء: تعالى اما اقولك البت سعاد اوختشى قالتلى اعمل ايه علشان الفت نظره
- ها يالا قولى قبل ما حد يعوزنى فى الريسبشن ..
- بصى يا سيتى ...
*****************************
دخل الشر كه و هو فى ابهى حالاته وسيم جذاب فكل من يراه لابد ان يلتفت له ...رائحه عطره نفاذه رائعه
- السكرتيره نهى : مهيد بك الحج فاروق عايزك ضرورى
- تمام ابعتيلى قهوتى فى مكتب بابا
دخل المكتب المجاور له ليجد والده يتحدث فى الهاتف و اشار له بالجلوس
انهى فاروق اتصاله ثم التفت الى مهيد: ايه اللى حصل ده امبارح ازاى انت تعمل حاجه زى كده
-( اعتلت الدهشه وجهه من اين له ان يعرف ما حدث بينه و بين زوجته ) و انا حصل منى ايه يا بابا
- يعنى انت مش عارف يا استاذ يا محترم ... ازاى حماك يتعب و يدخل المستشفى من غير ما تقولى
- تنهد بأرتياح : الموضوع ده كان بالليل و بعدين كنت ناوى ابلغك النهارده
- هانيا عامله ايه معاك؟؟
- اهى مش بطاله كويسه ...زعلانه علشان عرفت ان ابوها عنده سرطان
- لا حول ولا قوه الا بالله على العموم انا لازم اجى ازوره
- تمام شوف امتى يا بابا علشان نكون هناك و نبلغك ان كان صاحى ولا نايم
- خلاص ان شاء الله ...ثم تحدثا سوياً فى بعض امور العمل ..
- انا راجع مكتبى بقا يا حج و همشى بدرى شويه علشان هانيا هتزور ابوها
- ماشى خلى بالك منها و بلاش تزعلها دى بنت غلبانه
هز رأسه و خرج و هو لا يشغل تفكيره سوى هانيا و ما قالته ليله امس و ما كانت تريد فعله
جلس خلف مكتبه و هو يتابع بعض الاوراق ...لتدخل الفتاه
- برقه مصطنعه و ادوات تجميل تزين فتيات قريه : صباح الخير يا بيه
رفع نظره من الاوراق : ايوه
- الفتاه : يووه يا بيه انت مش فاكرنى ... انا سناء اللى نقلتنى من الريسبشن ليله امبارح
- مقاطعاً و عاد نظره للاوراق: ايوه افتكرتك فى حاجه يا انسه
- يوه هو ماله جَبله كده ليه الراجل دهون : لا بس كنت جايه استسمح حضرتك ارجع مكان ما كنت لان مش فاهمه حاجه فى الشئون
- اظن ان القرار صدر و ما عليكى الا التنفيذ ...اتفضلى على شغلك
خرجت من المكتب و هى تلعنه و تلعن غروره و كبريائه ....لكن لفت نظرها ذلك الاطار الفضى المستدير اللامع فى بنصره الايسر
***************************
اثناء نومها احتضنت الوساده التى بجانبها لتجد ان رائحته غزت انفها ...حتى انها استيقظت على رائحته رائحه جسده و ليس عطره ....القت الوساده بعيداً و هى غاضبه منه و من تصرفه ليله امس ...و من كلماته الجارحه
خرجت من حجرتها لتجد الداده تعد الطعام للغداء..
- انتى بتعملى ايه يا داده
- بجهز الغدا يا حبيبتى علشان لما جوزك يجى تتغدوا و نروح المستشفى بعد كده
- طيب يا داده ممكن بعد اذنك تعمليلى قهوه احسن مصدعه و مش قادره افتح عينى
- لا لازم تاكلى الاول حاجه و بعدين اجبلك القهوه ...انت مش شايفه وشك بقا اد اللقمه ازاى
للهروب من هذا الحديث: اوك يا داده هاتى اى حاجه تتاكل
ذهبت المربيه للقليل من الوقت ثم عادت بكوب القهوه و طبق به بعض قطع الكيك و وضعتهم امامها
- مالك يا هانيا شكلك مش مبسوط ليه يا بنتى .؟؟؟ جوزك مزعلك ولا حاجه ..؟؟
نظرت لها و بدئت فى البكاء و كأنها كانت تنظر كلماتها كى تخرج شحنه الحزن التى بداخلها...
ضمتها المربيه الى صدرها و هى تهدء من روعها ...مالك يا ضنايا قوليلى
- لا تعرف اتحكى لها عما مرت به معه و تستفيد من خبرتها ام تظل كعادتها كتومه و يظل الحزن مدفون بالقلب..
- احكى يا بنتى انا من يوم جوازك و انا قلقانه عليكى و دايماً كنت بسأل ابوكى الله يشفيه يقولى هتتعود عليه
- بُصى يا داده الحكايه و ما فيها ...قصت على الكبيره كل شئ من بدايه علاقتها بمهيد و حتى ليله امس
- يااااه يا ضنايا شايله كل ده فى قلبك لوحدك ...قوليلى يا هانيا هو انتى بتحبى مهيد
مسحت دموعها و بصوت شبه متماسك لكن تهدج البكاء متجلى فيه: لحد امبارح كنت بحبه...بس بعد اللى قالهولى انا مش هقدر ابُوص فى وشه و ب..ك..ر..ه
- لا يا حبيبتى الست العاقله ما تعملش كده ...انتى كده هتخربى بيتك بأيدك... اوعى تقولى على جوزك بكرهه دى ابدا
- يعنى اعمل ايه يا داده افضل راميه نفسى عليه و اتحمل منه الاهانات ليل و نهار ...( بكت بحرقه ) انا خرج بيوت و second hand يا داده
- لا يا حبيبتى لا عاش ولا كان اللى يقول عليكى كده ...حلك عندى يا هنوش
- ابتسمت بسعاده : بجد يا داده
- اه بجد يا روح الداده : بُصى يا سيتى ..انتى مطيعه له بالزياده ...كل حاجه حاضر و طيب و نعم ..ما ينفعش الراجل مش بيحب الست الضعيفه السلبيه ... افهمك اكتر ...لازم يبقى ليكى شخصيه يا بنتى ما تهدريش كرامتك من اجله ...هو الراجل على عينى و راسى ..و الرجال قوامون عن النساء... تبقى مطيعه لجوزك زى ما ربنا امر لكن مش تخليه هو المتحكم فيكى زى اللعبه بين ايده ... مش وقت ما يحب يقرب بمزاجه و وقت ما يبعد بمزاجه انتى مش تحت امره ... انتى تمشى معاه بمبدأ شَوَق ولا تدوق...و انتى بنت حلوه و جميله و الف راجل يتمناكى يا بنتى ...و بعدين انتى لازم ترجعى شغلك ..و لو اعترض حطيه امام الامر الواقع ...افرضى رأيك عليه بس بالطريقه اللى هو بيحبها و مش بيقدر يقاومها...كل ست بتعرف تتعامل مع جوزها و عارفه نقطه ضعفه او مفاتيحه زى ما بتقولوا ...و حاولى تكفرى عن غلطك القديم معاه حاولى تتكلمى معاه تدلعى عليه ...خليكى انثى ...بلاش لبس الجينز و الكلام الفارغ ده ...فين الفساتين و الجيبات ...افصلى بين لبس الشغل و المظاهرات و بين اللبس اللى يتلبس و انتى مع جوزك ...و فى بيتك خليكى على راحه راحتك ماحدش له حاجه عندك ....بس المهم ما تخليهوش يطولك ...الراجل طول ما الحاجه فى ايده بيرميها اول ما تبعد عنه او تتمنع عليه بيبقى هيموت عليها ...اشغلى وقتك قدامه ما تبنيش انك على طول فاضيه و اعده رهن اشاره منه...مره ادخلى المطبخ ابتكرى و انا من عندى هكتبلك كام وصفه سهله و حلوه علشان الطريق لقلب الراجل معدته ... مره تانيه تتشغلى بقرايه كتاب ...او حتى تعدى تقلمى ضوافرك و تحطى مانكير...الحاجات دى مهما كانت بسيطه و فارغه الا انها بتعكس طابع مختلف تماماً عند الرجاله ...تقولى كده حاجه ليها مفعول السحر... صوتك ما يعلاش عليه الا فى الضروره ...بلاش تعوديه على بعدك ...لازم يتعود ان انتى تكونى كل حاجه له ... خليه يحس انه من غيرك تايه فى حاجه نقصاه ... انتى تهتمى بأكله و شربه و لبسه و نوع برفانه حلاقه شعره ...ادق تفاصيل حياته تبقى انتى السبب فيها صدقينى هتيجى تقوليلى باركيلى يا داده و تفرحى قلبى بيكى يا بنتى ...
- تتوقعى يا داده ان مهيد الكلام ده هيأثر فيه مش هيفضل يحتقرنى و يعاملنى بقسوه
- من كلامك يا بنتى انه مش قاسى ...يوم ما كنتى تعبانه الراجل شالك فى عينه ...بلسانك قولتى شفت منه حنيه ما توقعتهاش
هزت رأسها بأبتسامه : بصراحه اه يا داده ...انا مش عارفه ايه السبب انى حبيته ...بس بجد قدام عيونه بنسى نفسى حبيته حب غريب مش عارفه اشمعنه هو ده ..الانسان الوحيد اللى حسيت معاه بالامان ...على قد ما كنت حاسه انى كارهاه على قد ما بقيت مش متخيله حياتى من غيره ..
- ياااه يا هانيا : هو الحب كده كله عذاب بس صدقينى اجمل ما فى الحب الموده و الرحمه اللى ربنا وصنا بيهم ...و بعدين ده جوزك تحبى فيه براحتك يا بنتى ...لا هو عيب ولا حرام ...اوعى تسمحى لأى مخلوق ياخد منك جوزك حافظى عليه يا بنتى
- بجد يا داده كلامك ريح قلبى انا دلوقتى حاسه انى مبسوطه اوى ...كنت قربت ايأس من انى ممكن اعيش سعيده معاه
- طيب يا جميل قومى انتى بقا اتصلى بجوزك اطمنى عليه و شوفيه جاى امتى علشان الغدا و كلمتين حلوين منك على شويه دلع هيسيب الشغل و يجى جرى
- لا يا داده انتى قولتيلى الطريق و انا همشى عليه ... بس لازم يتعلم ان مش مراته اللى يكلمها بالاسلوب ده ...و يبقى ياخد باله من كل كلمه بيقولهالى بعد كده
- براحتك يا بنتى ... انا هقوم اشئر على الاكل
فتحت الورقه التى كاتبها لها (صباح الخير... انا هخلص الشغل و هعدى عليكى على الساعه 2 اخدك و نروح المستشفى )
********************
عاد الى منزل زوجته ليدق الجرس و تفتح المربيه و هى تشاور الى هانيا بعلامه ال ok
كانت تجلس امام التلفاز و هى ترتدى ملابس رياضيه ذات طابع انثوى صارخ ..فجسدها بأكمله مستور بالملابس لكن الخامه المطاطيه جعلتها و كأنها لوحه مجسمه فأدق منحنيات جسدها بارزه ...كانت تجلس تضع طلاء الاظافر الاحمر الصارخ فى اصابع اقدامها البيضاء مما زادها انوثه و جمالاً
- و هو يلقى بجسده على اقرب مقعد جوارها : مساء الخير..عامله ايه
لم تعيره اى اهتمام و كأن تركيزها انصب على يداها التى تمسح الزائد من الطلاء عن الاظافر انهت القدم الاولى و فردتها لتنظر لها برضا ...
- هو انا مش بكلمك
- ايه ده انت جيت ...سورى مش واخده بالى ...هاى ...داده بليز الغدا لو سمحتى
- حاضر يا هانيا ثوانى و يكون جاهز
- مش المفروض تقومى انتى تحضريلى الاكل ولا ايه ...
- تؤ تؤ ضوافرى طريه اصل المانيكور لسه ما نشفش
- هو بقا اسمه مانيكور..الله يرحم اسمه مانيكير
- نظرت له بأزدراء و قامت من جواره و هى تتمايل بجسدها الرشيق و شعرها اللوزى يتراقص على خصرها
- اوووف ايه الصاروخ ده ...بس برضوا مش هضعف قدامك ...خليكى كده انا عمال احرق فى اعصابى و اتحاشاكى بس شكلك هتجيبينى الارض ...بس برضوا لا
- هانيا انا قلت ايه ...بلاش خصام اتكلمى معاه و ما تنسيش ان هو فى بيتك و انتى لما كنتى فى بيته كارمك اخر كرم ...كده غلط
خرجت من المطبخ لتجده جالس كما هو على حاله و يبدو عليه الارهاق
وقفت خلفه و مسكت بأكتافه و بدئت فى تدليكهم بحركه ناعمه ...
- و ده من ايه الحنيه الزايده دى ...
- ابدا لقيت شكلك تعبان قلت اعملك مساج ...خلاص سورى ( كادت ان تبتعد و هى تقول كلماتها لكنه يجذبها من يدها مره اخرى له )
- لا مين قال انى مش عايز بس مستغربك ..اول ما دخلت بكلمك و انتى مش بتردى و دلوقتى فجأه كده صعبت عليكى
- انا غلطانه انا قلت اعمل خير و ارميه البحر...
- جذبته من يده ...تعالى غير هدومك و البس دول اكيد هيجوا مقاسك ..
- دى هدوم مين ؟؟
- اشتيرتهوملك علشان تعد براحتك فى البيت عن اذنك
خرجت و تركته يحترق من دلالها و رقتها و نعومتها ...هى من تستطيع ان تصهره فى بركانها ..
اغتسل و خرج ليجد ذات زجاجه العطر التابعه له قابعه على تلك السراحه التى تستخدمها هى .. رش عطره ليصل الى الخارج...
خرج و جلس بجوارها على السفره
-بأنبهار: واااااو بشامل (بسخريه: اكيد طبعا مش عمايلك )
ابتسمت له ابتسامه تكتم بها الغيظ ... استطاعت ان تخرج له قطعه مكرونه سليمه كما علمتها المربيه منذ قليل و تضعها فى الطبق الخاص به ..و على الجهه الاخرى تأخذ بشوكتها قطع الفراخ البانيه و تضعها له بالطبق الاخر.... كان منبهر بهذا الاهتمام ...
- قولى الهدوم جت على مقاسك ...
- اها جميله بس انتى جبتيها ازاى و امتى
- مافيش كنت زهقانه من شويه نزلت اشتريت شويه حاجات و انت جيت على بالى قلت اجيبلك هدوم علشان تبقى براحتك فى البيت
- مرسيه يا هانيا ...تسلم ايدك بس انا برتاح لما بنام بالبوكسر...بس بعد كده لو سمحتى لما تيجى تنزلى تبلغينى
- نظرت له بضيق و وجهها ازداد احمرار : اوك حاجه تانيه ...
- اه ممكن كوبايه مايه ..
- اوك حاجه كمان
- شكرا بعد الغدا ابقى اجهزى علشان هنروح لانكل المستشفى
- حاضر ان شاء الله
- اه و مرسيه على ازاره البرفان دى غاليه ماكنش ليها لازمه
- عادى يعنى بجملت اللى جيبته
نظر لها بتعجب على ما قالته لكنه يعلم انها مختله عقلياً
جلس امام التلفاز بعد انتهاء الطعام و الداده قدمت له كوب من الشاى ...و هانيا كانت ترتدى ملابسها التى اختارتها بعنايه فائقه
كان الكل قد انتهى و هى لا تزال بغرفتها ..دق عليها الباب ...يالا يا هانيا
لتفتح الباب و تقف امامه : انا جاهزه يالا
كان نظره معلق بها و هى ترتدى فستان صوف من اللون الزيتى القاتم و عليه جاكت جلد باللون الهافان و حذاء و حقيبه باللون ذاته و طرحه باللون الزيتى و ميك اب خفيف هادى ...
- بأعجاب شديد: انتى هتخرجى كده
- بنعومه : اها .. فى حاجه
- بوله: لا ده فى حاجات فى ان ما ينفعش حد يشوفك كده اصلا ...
- على نفس نبره صوتها : ليه فيا حاجه غلط
- بالعكس ده انتى صح الصح كده ...بس انتى طالعه جميله..و مش عايز حد يشوف جمالك ده الا انا
تجاوزته بعده خطوات و كأنها غير عابئه بكلماته : مرسيه ..
- ليتحول فجأه و يعلو صوته و يحتد : ايه ده يا هانم

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن