Part 4

22.9K 452 7
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

تجلس امامه فى مقهى و يحتسيان كوبان من الشاى الساخن

ياسين: انا مش فاهم انتى مبسوطه ليه كده .. هو فى ايه
نظرت له بثقه انت ما شفتش عملت فى الرائد ايه
ياسين: خلى بالك من نفسك اوعى تدخلى فى مشاكل يا هانيا
- ما تخافش عليا انا ب 100 راجل.. و من امتى بيتخاف عليا ..انا بفوت فى الحديد
- و الله ما خايف الا من ثقتك الزايده دى حاسبى مهيد مش هيعديها بالساهل ... وانتى مهما كان بنت
- توكلنا على ربنا احنا مش بنعمل حاجه غلط ولا بنضلل احنا مش فاسدين ولا بنطبل...احنا اللى اتبهدلنا و طلع ... فى التحرير و كل ميادين مصر
- يا بنتى بطلى الكلام ده يعنى انتى شايفه الثوره نجحت ...
- بطل جهل انتم عايزين البلد تفوق بعد ثورتين فى سنتين ولا تلاته ... دى فرنسا على ما بدئت ترجع تانى كان بعد عشرين سنه....علشان تبقى فرنسا اللى احنا شايفنها دلوقتى
- براحتك يا هانيا بس يوم ما تقعى مش هتكونى لوحدك ..كلامى خوف عليكى ... مش هسألك عملتى كده ليه
- احتدت عليه فى الكلام.. قلتلك ميت مره اللى نعيده بلاش نزيده...
- مع السلامه يا هانيا ...و تركها بالمقهى و خرج
- اخرجت هاتفها و تطلعت على اخر التعليقات التى وردت على الفيديو القنبله كما اسمته ثم التقطت لفلافه تبغ و دستها بين شفتيها المكتنزتين...و هى تدندن مع فيروز بأستمتاع ...( نحنا و القمر جيران)
عادت الى منزلها متهالكه القوى ... سلام عليكم يا اهل الدار
تخرج الداده: انتى جيتى يا هانيا يا بنتى
- لا يا داده بعت عفريتى يجى قبل ما اطلع ...يا عسل انتى
- الله يحظك يا هانيا
- هو بابا جه من القاهره ولا لا
- لا اتصل قال مش النهارده
لوت شفتيها و دخلت الى غرفتها فمنذ اكثر من يومين لم تراه ولا استمعت لصوته ...لم يفكر حتى بالسؤال عنها
*********************
يجلس ينظر فى اوارق صفقاته القادمه ...حوت السوق هو فاروق العوامى...كانت ملامحه لا تنم عن خير
مهيد مطل برأسه و هو يخلع سترته : صباح الخير يا بابا
الاب: و هيجى منين الخير و انت خليت اللى ما يشترى يتفرج علينا... انت عارف انا بسبب تفهاتك و نجستك دى اسهمى وقعت اد ايه فى البورصه... انت عارف انى خسرت ملايين فى الكام ساعه دول ... من ساعه ما الخبر انتشر و الناس بتعاملنى زى الجاموسه اللى بتقع و بتكتر سكاكين الجزارين عليها...بسبب تصرفاتك الطايشه دى انا الناس هتلوى دراعى و تبتذنى بيك .... انت انسان غير مسئول و عديم الربايه ... اتق الله بقا عندك اخت بكره هتكبر ...
- يا بابا افهمنى
- قاطعته بغضب: بلا بابا بلا زفت يقطع الخلفه على اللى عايزها ... اتفضل غور من وشى عايز اشوف حل للمصيبه اللى وقعتنا فيها دى ... منك لله يا مهيد ..
ترجل درجات السلم داخل الفيلا حتى يصعد الى غرفته لكن استوقفه صوت امه فهو لم يكن يستطيع تحمل كلمه اخرى مش شخص يكفى ما اخذه من تأنيب و تبكيت
الام: اقول ايه لصحابى اللى فى النادى...ازاى اقولهم ان ابنى اترفد من الداخليه... طيب فى مدرسه اختك الناس تقول علينا ايه
مهيد بصوت جهورى كاد ان يفقد السيطره على ذاته: يلعن ابو الناس هو كل حاجه الناس الناس ....سيبونى مش انا بنى ادم تالف و قذر سيبونى و ابعدوا عنى ...طلما كنت سياده الرائد كنت بتشال على الحجر انما دلوقتى خلاص بقيت وحش ... مهيد بقى اخيـــه دلوقت
- انت عارف ان خالتك اللى كانت بتتمنى رضاك علشان تاخد ماريهان بنتها ... دلوقتى كلمتنى و بتقولى اعتبرى اتفاقنا ملغى انا ما جوزش بنتى لواحد سمعته على كل لسان
نظر لامه بغضب : يعنى اللى فارق معاكى الحربايه اختك و صرصار المجارى اللى اسمه ماريهان و انا اللى ابنك اولع ... فى عز ضيقتى مش هاين عليكى تقفى جمبى ...يا شيخه و ربنا لاسيب لكم البيت و ما هتشوفوا وشى... بالفعل وصل حجرته و صك الباب خلفه و لم يستطيع احد الاقتراب منه عندما سمعوا صوت تكسير و تحطيم بالغرفه ... أيعقل ان يكون قد جن جنونه
اخرج حقيبه سفر و لملم بها ملابسه و متطلبات تكفيه لفتره عام بأكمله ....و اخذها و خرج من الفيلا بأكملها...
كان يتابعه من شباك مكتبه ...شعر و كأن ظهره قسم نصفين و تحاملت الدنيا فوقه..فكل الحزن الذى مر بحياته شئ و الذى يشعر به اليوم حزن مختلف ...مسح دمعه هاربه من مقلتيه على فراق حبيب قلبه و صديقه و نسخته المصغره..ابنه
***************************
استيقظت من نومتها تشعر بالسأم تعلم ان الاجواء مضطربه فى عملها ودت ان تبتعد عن كل شئ فهى انجزت مهمه ترى انها كانت صعبه ...لملت حقيبه صغيره وضعت بها مجموعه من ملابسها و لم تنسى ( المايوه البيكينى ) و خرجت من غرفتها قابلت المربيه ... اخبرتها ستمكث بالشاليه الذين يمتلكونه بمارينا
الداده : طيب يا حبيبتى اجى معاكى بدل ما تبقى لوحدك
- لا يا داده تسلمى خليكى انتى هنا علشان لو بابا جه تاخدى بالك منه
- طيب و انتى يا حبيتى مين هيأكلك و ياخد باله منك
- لا تقلقى عليا انا هغير جو يومين و ارجع تانى و لو على الاكل هبقى اطلب دليفرى من اى مطعم
- خلى بالك من نفسك يا حبيبتى ... لا اله الا الله
- و هى تقبل مربيتها محمد رسول الله لو فى حاجه تتصلى بيا يا داده على طول
- سوقى على مهلك .. فى حفظ الله و رعايته
******************************
يقود سيارته و هو فى حاله يرثى لها يكاد ان يبكى فكل شئ تسرب من تحت قدمه كالماء...
السلطه و الجاه ..احلامه و امانيه تبخرت كالماء بسبب غلطه ...يعلم انه يغضب الله بما يفعله لكنه لم يتوقع ان يكون عقابه بحرمانه من عمله و اشمات كل عدو و حاقد و حاسد فيه ...
لم يشعر بهاتفه الذى لم يتوقف رنينه المتواصل الا بعد ان سكت ...
نظر ليجده ادم... بعدما عاود الهاتف الرنين من جديد
مهيد بصوت متحشرج من اثر الاختناق: ايوه يا ادم
ادم: فينك يا ابنى مش بترد عليا ليه؟؟ قلقت عليك
مهيد: انا كويس اهو سيبت البيت و رايح على شقتى
ادم: مش باين من صوتك انك كويس يا صاحبى ... استهدى بالله كده علشان نشوف هنعمل ايه فى المصيبه دى...احنا لازم نخلى البت دى تقول انه فوتو شوب او ان هى اللى ملفقهولك
مهيد: الموضوع مش كده زى ما انت متوقع ...الموضوع طال ابويا و شغله ... بس وحياه ابويا اللى اول مره يزعل منى لاخلى بت ال..... تسف ترابك يا اسكندريه ... حتى لو اترفدت من الداخليه هلبسها مصيبه سوده توديها هى و اللى جابوها فى 60 داهيه ... علشان مش مهيد العوامى حتت بت , بت ..... تعمل فيا كده و اتوقف من شغلى بسببها
ادم: اهدى يا مهيد اى حاجه هتحصل للبت دى اليومين دول هتلبسك انت يا صاحبى ... دى عايزه تكتيك.. و انا هعدى عليك بالليل اسهر معاك
مهيد: بص يا ادم ليا طلب منك هاتلى فايل فى كل المعلومات عن اللى ما تتسمى دى
ادم: و انا هعرف اسمها منين
مهيد بعصبيه: اعمل قرد و هاتلى كل ال data بتاعتها .. هى اسمها هانيا الجَمال .. فى جريده شباب الغد ده كل اللى اعرفه عنها ...
تقلبلى الدنيا عليها لو بت الشيطان توصلها ... علشان و دينى و ما اعبد لهخليها تندم
- اهدى يا مهيد كده ما ينفعش ... كل حاجه بالراحه و ناخدهم مشكله مشكله .. هى هتروح فين مننا ..هتلاقيها متلحقه
************************
تقود سيارتها على طريق الساحل الشمالى ... و صوت منير يعلو بأغنيه ( عيون ) و هى تدندن معه
و اخيرا و بعد وقت يصل الى ساعه و ربع وصلت الى الشاليه صفت سيارتها خارج المكان المخصص لها داخله ..و ترجلت من السياره و اغلقتها و هى تمسك بيدها حقيبه ملابسها و اخرى ليدها و باليد الاخرى سلسله المفاتيح و هاتفها النقال....
ادارت المفتاح فى المكان المخصص له لفتح الباب ..و دخلت الى الشاليه المظلم ... لتنير تلك الظلمه الموحشه ... لتستمع الى صوت ضحكات عاليه رقيعه ...شعرت بالرهبه ... اقتربت شئ فشئ من حيث يأتى الصوت ..لتقف فى حاله من الذهول و الدهشه مما رأت ..و تسقط الحقيبتان من يدها لتصدرا صوتاً .. جعل المتواجدون يلتفون ليروا من القادم... ليجدوها تنظر لهم و ملامحها امتلئت بالاشمئزاز و التقذذ
- ممكن افهم ايه ده اللى بيحصل هنا .. و مين دى يا سياده النائب
مجدى الجَمال محاولاً امتصاص غضب ابنته: دى دى
- جرا ايه مالك يا ميجو مش عارف ترد عليها ليه ...و بعدين مين البت اللى دخلت علينا دى كده من غير لا احم ولا دسطور...زى القضا المستعجل
- انا مش بكلم معاكى انتى ... و طلما ما توجهش ليكى كلام يبقى تحطى جزمه فى بُقك... و تخرسى
جلست بأريحه على الاريكه الوثيره و هى تضع ساق فوق الاخرى ... ها يا سياده النائب ما اتعرفتش بالحلوه اللى معاك مين دى
- حاول ان يخيفها بنبره صوت عاليه الى حد ما غاضبه بعض الشئ: انتى ازاى تكلمى ابوكى بالاسلوب ده
- صفقت بيدها و اطلقت صفيرا من بين شفتيها اعجابا بما يفعله : لا بجد هخاف و مش هعرف ارد عليك و هجرى على الاوضه و احط ايدى على وشى و اعد اعيط..... هههههههه تبقى غلطان يا سياده النائب... انا عايزه تفسير منطقى لوجود الشئ ده فى الشاليه معاك...
- الاب : هانيا.. اتكلمى بأدب مع مرات ابوكى
- وااااو لا بجد زوقك حقير..اتلميت عليها من انهى مقلب زباله يشيلها ...
- قلت اتكلمى بأدب و الزمى حدودك...
- طلما الحلوه دى مراتك ليه ما جيبتهاش تعيش معانا ...ولا تكونش خايف عليها منى .. ولا تكونش هى اللى مش راضيه علشان هتاخد بأوسخ جزمه عندى
- قلتلك اتكلمى عدل يا لو ما اتعلمتيش الادب انا هعلمهولك من اول و جديد... و رفع يده و صفعها على وجهها
- نظرت له نظره فارغه من اى معنى ....و بدون اى كلمه ...سحبت حقيبتيها و هاتفها و سلسله المفاتيج و خرجت من الشاليه .... دون ان تلتفت خلفها ....
استلقت سيارتها ... و بمجرد ان ابتعدت عن الشاليه ...انهالت الدموع من اعينها فلأول مره ابيها يصفعها ...لاول مره يهملها .. لاول مره يفضل اخرى عليها .... قادت سيارتها حيث عادت الى الاسكندريه من جديد وقفت امام مكينه الصرف الالى ATM
و سحبت مبلغ مكون من خمس ارقام من حساب ابيها
فلا تعرف القادم كيف سيكون ...حجزت فى فندق متوسط من اربعه نجوم فى وسط البلد بمجرد ان وضعت حقيبتها ابدلت ملابسها و قادت سيارتها حيث تلك البقعه القذره التى تشعر فيها ان لا احد يعرفها او يريد ان يتعرف عليها .... ظلت تتجرع زجاجات البيره و تحرق رئتيها بالسجائر و قامت ترقص و ترقص الى ان اوشكت ان تفقد الوعى .... فحركتها اصبحت غير متزنه ... ظلت تسير بين الناس بخطوات مترنجه ثمله الى ان وصلت لسيارتها ..و استطاعت بأعجوبه ان تصل الى مرادها
***************
قبل ذلك بساعتين
ندى : ممكن اعرف انت خايف منها ليه
مجدى بعصبيه: انتى مش عارفه هانيا و دماغها دى مجنونه دى ممكن تلبسنى مصيبه .... و تفضحنى فى كل حته ...و بعدين انا مش عارف ازاى مديت ايدى عليها
ندى بأمتعاض: يا سلام ده انت كنت تعرف تكسر رقبتها عاملى فيها زعلان على حته الم لطشطهولها.. ال على المثل اكسر للبت ضلع يطلعلها اربعه و عشرين و بتك دى نمروده و قليله ادب..و لازمها تربيه من جديد
- ندى اتلمى و لمى لسانك اللى يجيب سيره بنتى بكلمه وحشه اقصف عمره ... انتى اجنيتى ولا ايه ... مهما حصل دى هانيا مجدى الجَمال ...الوحيده اللى حامله اسمى و اللى يقلل من شأن بنتى و لو مين ابيعه فى لمح البصر
- رسمت ببراعه دور الحزن : ماشى يا مجدى و الله ما انت طايل منى شعرايه ولا لامسنى ... خلى بنتك تطفى نارك
و خلى الحبايه اللى انت اخدها بقا تنفعك

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن