Part 14

16.8K 364 0
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

لا تشعر بنفسها الا و اصابعها تصتدم بوجنته بشده ... لتفر هاربه من امامه ...كان لا يزال يقف مندهش من فعلتها..لكنه سرعان ما افاق من شروده..

- اه بت ال ....انا تمدى ايدك عليا..مش هرحمك ...مش هرحمك...ركض سريعا درجات السلم و لم ينتظر المصعد ....لعله يتعثر بها فى منتصف الطوابق...لكنه لم يجدها ...وصل الى المدخل ليجدها تصدر صريراً عالياً مزعجا من عجلات سيارتها الخلفيه و ينتشر الغبار من خلفها ....ركض حيث تمكث سيارته و قادها خلفها بسرعه شديده لعله يقطع طريقها و من ثم يقطع يدها التى امتدت عليه ....
كانت تسير بسرعه جنونيه تشعر انها تطير بالسياره ...جائت لحظه شعرت انها لا تستطيع ان تسيطر على المقود بين يدها ....اطلقت تنهيده عاليه ثم اغمضت عنيها لبرهه ثم استعادت تركيزها ..تراه يلاحقها من بعيد... تحاول ان تختفى منه او تزوغ بأى شارع جانبى ..لكنها تخشى ان تجد سياره ذاهبه عكس السير تقطع سباق crazy taxi....
كان يقود سيارته و لسانه لم يتوقف عن السباب بها ...سيهشم عظامها تلك البغيضه
استطاعت ان تفلت من ملاحقته بسبب الاشاره التى قلبت حمراء و عطلته
تعالت ضحكه البلهاء الممتزجه بالشماته .....فالان استطاعت الهروب منه مؤقتاً
لكنه بشتى الطرق سيجدها بالحفل و لم تستطيع ان تنكمش جانب والدها فمن السهل ان يختلى بها ...
صفت السياره فى طريق مظلم و اغلقت كشافتها ...و فكرت لثوانٍ معدوده الى اين تستطيع ان تذهب...لم تجد سوى صديقاتها الوحيده نور امامها ..... و بالفعل قادت سيارتها الى حيث بيت االاخيره ...محاوله منها للهرب من وِيجار الذئب المنتظرانتهاك فريسته و التشدق بطعمها اللذيذ
********
ظل يدور فى الشوارع بحثاً عنها لكنه لم يجد سيارتها ...فعلم انها استطاعت الهرب منه...لم يسكت ...فأن لم تأتى الان فسأراكى غصباً عنكٍ غداً..و حينها لا يوجد لكى مفر ايتها الهاربه
**********
نور بدهشه: ايه ده هانيا
هانيا: سورى يا نور جيت من غير ما اتصل ابلغك ... انتى مش فاضيه
نور بعد ان انتبهت افسحت طريق الدخول : لا يا حبيبتى اتفضلى نورتى
هانيا : بجد سورى بس كنت بهرب من مهيد
نور: نعم يا اختى يعنى ايه بتهربى من مهيد مش فهماكى
اعتدلت هانيا فى المقعد الوثير بعدما كشفت عن سايقها و رفعت الفستان الى ما فوق الركبه و جلست كالقرفصاء ثم سترت ساقيها من جديد : بصى يا سيتى انا هحكيلك كل حاجه من طأطأ ل سلامو عليكو بس تفدينى لان بجد انا محتاره و مش عارفه افكر بالمره
نور: اشجينى بس استنى الاول .. ايه السواريه ده انتى كنتى فى حفله
هانيا: لا ما انا جيالك فى الكلام اهو ...استنى بس
نور: طيب هعمل حاجه نشربها و اجيلك علشان نحكى برواق
طيب يالا بسرعه بقا
***********************
عاد الى متن الباخره من جديد و حالته رثه من سباق السيارات الذى كان مشارك به منذ قليل
عندما دخل الباخره اول من سقطت عينه عليه كان هو الشخص المنشود مجدى
تقدم منه مهيد بعدما هندم ما افسدته ابنته
مهيد بأدب: انكل مجدى بعد اذنك انا كنت عايز افاتح حضرتك بخصوص موضوعى انا و هانيا
مجدى: خير ماله موضوعكوا يا ابنى ما انتم بقالكم فوق الشهريين مخطوبين
مهيد: و بصراحه كده كتير و الحمد لله الصفقه تمت و كل شئ تمام .... فليه انا و هانيا و ما نكملش السعاده و نتجوز و يبقى بدل الفرح فرحين
مجدى بأبتسامه واسعه : يعنى انت متفق معاها على الكلام ده
مهيد: لا طبعا لازم اخد رأى حضرتك الاول ..قبل ما اتكلم معاها فى قرار مصيرى زى ده
مجدى: و نعم الاخلاق يا ابنى ربنا يحميك ل شبابك ... و افرح بيكم عن قريب... عموما انا هكلم هانيا و هحدد معاها ميعاد و تيجوا البيت عندنا و نتفق
مهيد: بصراحه انا مستعجل فبعزم حضرتك و هانيا بكره عندنا فى البيت على الغداء و ان شاء الله نتكلم فى كل حاجه مع بعض ...و بعد اذنك بلاش تفاتحها فى الموضوع .... لان عايز اعملها مفاجأه لان شكلها مضايق شويه اليومين دول
مجدى : خلاص يبقى بكره ان شاء الله عندكم و هو كذلك يا بنى
مهيد: عن اذنك يا عمى ...اروح اشوف بابا بس .... ذهب و اخبر والده بدعوه الغداء...ليرد الاخير ربنا يستر من امك و عمايلها و ما تبوظش كل حاجه ....
- صحيح هى ما جتش الحفله ليه
الاب: بصراحه و من غير زعل مش عايزه تشوف خطيبتك حاسه انها خطفتك من ماريهان ما تعرفش الخيبه اللى احنا فيها ...يالا الحمد لله خلينا نلصم من هنا شويه و من هنا شويه لحد ما نشوف اخرها
- ابتسم الى والده بأبتسامه مشرقه ...ان شاء الله الخير قريب يا بابا ...ادعى انت بس يا ابو مهيد
تنهد و ابتسامه شر مرتسمه على شفاه بعدما ابتعد عن والده
**************************
- يا نهارك مش باينله لون يا هانيا ... يعنى انت عملتى فى الراجل كل ده و مستنيه منه ايه ...( فضحتيه فضيحه بجلاجل...و اترفد من شغله.....و ابوه خسر اللى وراه و اللى قدامه .... و دخل المستشفى و كان هيموت .... و خلتيه مسخره الخطوبه بالعصير ...و فى الاخر ياخد بالقلم على وشه ..) لا بحق الله انتى مفتريه ...و ظالمه و هو واد ابن ناس انه ساكتلك ما مسكيش و طلع القديم و الجديد على جتتك ...و اداكى علقه موت
هانيا: و انا جيالك علشان تساعدينى ولا علشان تدافعى عن اللى ما يتسمى و تبكتينى
- و الله يا بت الناس انا من وجه نظرى انك لو مش طايقاه لا فى سما ولا ارض سيبيه يروح لحال سبيله ...و بعدين انتى مالك بالشغل اللى بينهم ...انتى ليكى دعوه بنفسك و بس
-مش عارفه.... خايفه بابا يزعل بس الاكيد انه مش هيقف قدام سعادتى ...طلما عرف انى مش عايزاه اكيد هيوافق من غير ما يزعل منى... اكيد انا اهم من اى شغل عنده
- بدت الفرحه فى عيناها و هى تلمع : يعنى بجد يا هانيا هتسيبى مهيد
نظرت لصديقتها بشك من تحول لهجتها لفرحه عارمه ..و فجأه ربطت بين هذه اللحظه و لحظه اعجابها به فى الخِطبه و الاطراءات التى غدقتها على مسامعها من جماله و حسنه و وسامته ....الخ
نظرت لها بعد ان ضيقت عيناها: ما تقولى يا نور انه عجبك و نفسك فيه
تعلثمت الكلمات فى حلقها و شعرت و كأن دلو ماء مثلج انقلب عليها لانها اصبحت مكشوفه امام صديقه عمرها... ايه اللى انتى بتقوليه يا هانيا ده ... ده خطيبك انتى و بعدين انا عمرى ما ابصله ...و مش قصدى حاجه
نظرت لها بطرف عيناها حقاً نظره الاعجاب لم تستطيع ان تخفيها فتاه عن اخرى ...لكنها تعاملت ببرود معها ...لكنها تعلم ان صديقتها الوحيده معجبه بما يُدعَى خطيبها
بعد وقت لم يتجاوز الخمس دقائق من ذلك الحوار الذى جعل كل منهن يتحرك شئ بداخلها استأذنت هانيا و غادرت منزل نور و هى شارده ...ظلت على حالها هذا الى ان عادت الى منزلها لتدخل و تجد المفاجأه والدها يجلس على المقعد المقابل للباب و ينظر لها شذرا ...
- ممكن اعرف كنتى فين ...و ايه اللى ماجبكيش الحفله...
- معلش يا بابى عديت على نور شويه ...بصراحه ما كنتش عايزه اجى الحفله دى
تعالى صوته عليها : انت بتهظرى صح ... يعنى ايه خطيبك و حماكى موجودين و انا كمان و انتى لا ...ده ايه قله الذوق اللى فيكى دى ... دى اخره الدلع فيكى ...بقيتى حتى مش بتحترمى كلامى
- نظرت له و الدموع ملئت عيناها فخَطيب يستحيل معاشرته اشبه بالمجانين ..صديقه معجبه بما فى حوزه صديقتها...و حتى والدها يتحامل مع الجميع ضدها ... للحظه شعرت انها وحيده بهذا العالم ليس لها من يساندها او يشاطرها فى احزانها و افراحها ... سقطت دمعه من عيناها امام اعين والدها ....ظن ان من توبيخه لها ...لكنها كانت من كثره الضغط النفسى الذى حاوطها من كل اتجاه
- لاول مره يحدثها بهذه اللهجه الامره ... بكره هنتغدى عند مهيد و عيلته... و اياك ما تجيش
- بهستيريا :مش عايزاااااه مش عايزااااه انا بكرهه ...مش بطيقه ...مش عايزه اشوفه
لم يسكتها من الصراخ و نوبه الهيستريا سوى صفعه من يد ابيها .....لتتركه و تستدير دون اى كلمه عائده الى حجرتها...
فما فعلته به أُفتُعَل بها... فكما تدين تدان
**************************
يوم جديد تمنت انه لم يأت لم تريد ان تراه .. اصبحت صامته منذ ليله امس لم تتحدث مع شخص قط...استيقظت اغتسلت و ارتدت ملابسها العمليه ( جينز كحلى و شيميز ابيض و جاكت كحلى و طرحه حريريه باللون النبيتى و سكارف مختلطه الالوان و حذاء رياضى ابيض ..و حقيبه ملونه كبيره ) ثم وضعت نظارتها الشمس الكبيره لتخفى انتفاخ عيناها من كثره البكاء ليله امس ..و امسكت بحاسوبها المحمول و اشيائها البسيطه ...و خرجت من المنزل ذاهبه الى عملها ... انقضى وقت العمل بدون اى حديث ...فما كان عليها الا ان تهز رأسها بالحركه الايجابه اذا احد تحدث لها....
عادت الى المنزل .....دخلت الى حجرتها القت بجسدها على الفراش
ليدخل والدها الذى كان يجلس بأنتظارها ....مش يالا الناس مستنين على الغداء مش هنخليه عشاء..
زفرت بضيق و قامت على مضض كما هى بما ترتديه... رشت عطر فقط و خرجت من المنزل دون نتظار والدها استلقت سيارتها و قادتها حيث الى منزله و هى نوت و قررت ماذا ستفعل لتوقف تلك الزيجه الغير مقبوله ....
***********************
فتح باب الفيلا الاشبه بالقصر لتتقدم سياره والدها و من خلفها سيارتها ...
ليقف فاروق يستقبلهم بترحاب شديد...هو و مهيد الذى كانت نظراته مصوبه عليها بأشمئزاز و كانت سيده القصر تستقبل الفتاه بحنق شديد و كأنها سارقه لابنها ...اما الوحيده التى ابتسمت من قلبها بعيدا عن المصالح كانت مها ....
مها: الله هو انتى العروسه ... انتى حلوه اوى
انخفضت هانيا لمستواها... و قبلت وجنتيها بحب و بأبتسامه جميله : انا اسمى هانيا و انتى اسمك ايه ؟؟؟
مها بعفويه: الله اسمك جميل اوى ... انا اسمى مها ...
كان فاروق ينظر الى هانيا و مها شعر ان الاثنين واحد ...لا يعرف لماذا شعر ان هانيا فى سن مها لا تزال طفله حتى بعد بلوغها سن الرسن و تعديها له
عايده بضيق: عيب يا مها سيبى طنط و ادخلى جوه
رفعت هانيا عيناها من خلف النظاره السوداء....و هى ترى نظرات الضيق المرتسمه على هذه العجوز الشمطاء... و اعين ابنها كانت كالقط البرى متربصه لها ترمقها بحقد شديد و منتظر اللحظه المناسبه كى ينقض و يثأر لنفسه ...و اعين اخرى كانت تتطلع لهم جميعاً من بعيد و هى محمله بالكره
***************
التف الجميع حول مائده الطعام ... كانت هانيا حزينه شارده ...لا ترفع عيناها عن طعامها ...و حتى لا تأكل فقط تعبث بالطعام ليس الا....
اخيراً خرج صوتها من بئر سحيق...انا عايزه ابلغكم كلكم بقرار...
انصت لها الجميع و التفت العيون حولها لكن والدها على شكل خاص كانت دقات قلبه تدق كالطبول كادت ان تصم اذنه...لتلقى هانيا امام اعين الجميع قنبله .... لتخلع الدبله التى حاوطت اصباعها و كُتب بداخلها (maheed(...لتضعها للجميع على طاوله الطعام ...و تقل كلمات مقتضبه ....
انا بنهى الخطوبه ... عن اذنكم ...
ثم غادرت الفيلا ...و الجميع فى حاله من الذهول و الدهشه اعتلت ملامحهم جميعا ...الا شخص واحد ابتسامته كانت تكاد تصل حتى الاذن من اتساعها

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن