Part 9

17.9K 366 1
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

مر اسبوع كان فاروق حاله يرثى له يشعر و كأن العالم بأكمله تكاتل عليه ..باتت لحيته طويله غير مهذبه ..وجهه شاحب ...خسر الكثير من الكيلو جرامات ...

كان مهيد ينظر لحال والده و هو يشعر بالاسى ..ود لو كان لقى نهايته قبل ان يوقع بعائلته فى براثن الثعالب ..التى تنتظر لمح الفريسه لتنقض عليها و تنهش جسدها ...اقسم انه سيفعل ما بوسعه حتى يستطيع ان يخرج والده الحبيب من ذلك المأذق
اما سيده القصر كانت تشكو ليلاً و نهاراً حالتها البائسه الى شقيقتها التى كادت ان تنفر منها و من كثره شكواها و مراره الايام التى لحقت بها و بعائلتها
ماريهان: يعنى خالتو ما بقتث لاقيه تاكل ...يا عينى يا مهيد ...تلاقيه خث يا ماما ...حرام نبعتلهم اكل...علثان مهيد يتأوت
الام: اخرسى يا بت انتى و انتى مصدقه ...دول حتى الا ما باعوا حاجه من املاكهم ده تلاقيه فيلم من خالتك علشان تشوف رد فعلنا هنقف جمبها و نساعدها ولا هنسيبها فى ضيقتها ...لكن يا اختى هى عارفه البير و غطاه ... ااااه و انا قولتلها احسن تفكرنى عامله ودن من طين و ودن من عجين اختى دى ارشانه و انا عارفاها...ده يمكن تكون بتخذى العين يا بت يا ماريهان
جلست تضع كفيها بين ساقيها و نظرات البُلهاء مرتسمه على وجهها بعدما فتحت فهمها واسقطت رأسها ارضاً ليسيل اللعاب من بين شفتيها...فى محاوله منها للتفكير.. ثم تنتفض و كأن لدغتها عقربه: يعنى مهيد مش هيجوثنى و يجبلى العربيه البروث
- الام و هى تقوم من مقعدها متجه الى المطبخ : يارب عوض عليا عوض الصابرين فى خلفتى قادر يا كريم...يارب
*****************************
فى مكتب المستشار كامل ... منورين يا بهواب منور يا فاروق بك ... منور يا مجدى بك
الرجلان فى ابهى صوره..يتعارفون بمنتهى الذوق الحديث بينهم بمنتهى اللباقه ..كلمات منتقيه
كامل: انا هستأذن و اسيبكم تتكلموا مع بعض شويه لان عندى بس عميل مستنى من اكتر من ساعه ...عن اذنكم
بدء فاروق حديثه بدباجه منتظمه :انا بسبب مشكله ابنى بسبب حته بنت صحفيه لا راحت ولا جت حصلتلى المشكله دى
مجدى مقاطعاَ اياه بلباقه: انا عارف كل حاجه سئلت و أطئست ...اعذرنى بس دى ملايين لازم اكون عارف انا بتعامل مع مين....
فاروق: المهم انك تكون مقتنع ان انا مش الراجل النصاب اللى بيتكلموا عليه اليومين دول فى الاعلام ...هما مش مقتنعين ان خروج فلوسهم من المجموعه فى انهيار لها و ليا انا شخصيا...انا راجل رأس مالى متداول فى السوق
مجدى: انا عارف كل حاجه و بصراحه حضرتك لا غبار عليك...بس اعذرنى.. انا راجل عندى سرطان فى المخ و مافيش عندى الا بنت وحيده ...بحاول اعملها كل حاجه نفسها فيها و أأمن مستقبلها بكل الطرق...فأنا كل الحصه اللى هدخل بيها هتكون بنسبه 51% و هتكون بأسم هانيا بنتى
فاروق و معالم وجهه تدل على الضيق: حضرتك بتشارك فى شركه العوامى ..كلامك بيتطلب ان رئيس مجلس الاداره يتغير ..او رؤساء مجالس الاداره تتغير كلها بناءاً على البند ده
مجدى: انت اب و انا اب و كل اللى بنعمله لصالح اولادنا ...هانيا هيبقى ليها حق التصرف فى حاله موتى ...اعذرنى مش هسيب بنتى تتشحطت و تتوه فى النص ...من حكم فى ماله فما ظلم
فاروق: طيب و الحل بعد الشر عليك لا قدر الله افرض حصلك حاجه اضمن منين ان بنتك ما تجيش تفض معانا الشراكه لاى سبب من الاسباب.. و هنا هنبقى رجعنا لنقطه الصفر من جديد
مجدى: وارد و ساعتها ما اقدرش اقولك انى ممكن اعمل حاجه لان هكون فى ذمه الله
فاروق: هات لى حل يضمن ان بنتك ما تفضهاش و انا امضى معاك العقد حالاً
مجدى اخرج جملته دفعه واحده: تتجوز ابنك
حملق به فاروق بشده فما هذا الرجل انه يسير بمبدأ ( أخطب ل بنتك ولا تخطب ل أبنك)
مجدى محاولا تخفيف اثر كلماته: اذ كنت عايز تضمن عدم فض الشراكه..ساعتها هتكون واحده منكم و اكيد عمرها ما هتضر بيكم خاصه انها هتكون وسطكم....و ابنك و شطارته
حك فاروق لحيته البيضاء محاوله منه للتفكير فالعرض مغرى للغايه ...عدم خساره الشركه و الافلاس ..شريك من العيار التقيل...و ايضا عروسه هديه فوق الشراكة
- على بركه الله بس الاول اتكلم مع ابنى و كمان اسبوع ادى لحضرتك الرد النهائى
مجدى: احنا متفقين على الشراكة ...انما الجوازه لسه محتاجين اعده كمان
فاروق . على بركه الله ...
ثم تصافح الاثنين بود.....
************************
ظل فاروق يفكر طيله الطريق فيما قاله له مجدى و عرضه الرابح...
فاوق: اكيد بنته معيوبه او فيها حاجه ... اصل ما فيش راجل عاقل يقول جوز ابنك لبنتى... ايه اللى انا بقوله ده استغفر الله العظيم يارب سامحنى على سوء ظنى... دماغى هتشت من كتر التفكير..
عموما اروح و اشوف مهيد هيقول ايه... بس مش بعد ما انا اسأل عنها اه ده جواز مش لعب عيال ...
دخل من بوابه الفيلا ...بينما كانت الاخرى ترمقه بنظرات كره و توعد من بعيد
فاروق:عايده فين مهيد ابعتهولى على المكتب
عايدة: مهيد النهارده الحكم فى القضيه اللى مرفوعه عليه..و الله انا على اعصابى مش عارفه لو لاقدر الله اترفد ايه اللى ممكن يحصل
فاروق: لا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم ايه كم المصائب اللى نازل علينا ده....اللهم افتح لنا ابواب رحمتك يا ارحم الراحمين..و تُب علينا انك انت السميع المجيب..اللهم ارفع غضبك و مقتك عنا
عايده: امين يارب
****************************
ادم: مهيد حاول تنكر...
مهيد: انا عاهدت ربنا انى هبطل مشى فى الحرام و مش هرجع فى كلامى
ادم:هتخسر شغلك بطل جنان
مهيد: اللى ربنا عايزه هيكون...
ادم:طيب قولى عملت ايه فى البت لسه سايبها على عماها
مهيد: امال هروح اقولها ولا ايه خليها كده عايشه فى رعب عماله تأنب نفسها بت ال... انا يحصلى كل ده بسبب حته بت شمال...ما تسواش بصله فى سوق النسوان .. ده من يومها و المصايب خد على دماغك و فين يوجعك
ادم: معلش يا صاحبى شده و تزول
مهيد بتوعد: عارف انا لو طُولت البت دى و الله العظيم ما هسيبها تطلع من تحت ايدى فيها نفس هجيب اجلها
يقطعهم نداء رقم القضيه..فيتقدموا الاثنين معاً برفقه المحامٍ
**************************
الاب: ايه هانيا انتى ما روحتيش تقابلى رئيس التحرير ليه يا بنتى مش كان المعاد امبارح الراجل كلمنى و قالى انك ما جتيش
هانيا: معلش يا بابا نفسيتى مش متظبطه اليومين دول...
الاب:من امتى و انتى شئ بيبعدك عن شغلك مهما كان... حتى لو ليا افضال على الراجل مش هفضل اتصل و اقوله بنتى جيالك النهارده لا بكره...ساعتها هيقول عليكى مش بتاعه شغل
هانيا: يا بابا انا تعبانه اوى ( ثم انفجرت باكيه)
- مالك يا حبيبه بابا ...مين زعلك
- انا عايزه اعترفلك بغلطه انا عملتها ....
نظر لها و الدهشه تعتلى وجهه.. فى ايه انطقى
**************************
عاد الى المنزل و وجه لا ينم على الخير... كان هذا اخر امل امامه كى ينقذ والده و امواله...حاله يرثى له كان عصبى غاضب...احمرت اطراف اذنه..و كأن سيخرج دخان من اعلى رأسه
عايده: خير يا ابنى طمنى ايه الحكم
- خلاص ما بقاش فى مهيد بك...بقيت ولا حاجه ... بقيت نقطه سوده فى حياه كل واحد فيكو...سيبونى فى حالى بقا... خدنى يارب
خرج فاروق من مكتبه اثر الصوت الجهورى...نظر لزوجته...ثم اخفض رأسه حزناً على ابنه التى باتت احلامه و اماله كاللبن المسكوب...
لكن هيهات فالستار لم يسدل بعد الان...

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن