Part 10

18.6K 363 3
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

كان فاروق لا يعرف كيف له ان يصارحه بما يجول بخاطره ...لم يكن متأكد من رده فعل ابنه...لكنه ظن انه سيفرح لانقاذ الشركه و الاسره و من الافلاس و الضياع...

صعد غرفه ابنه دق الباب ثلاث دقات متتاليات ...
ليستمع الى صوت مهيد و هو يصرخ فى القادم: قلت مش عايز حد سيبونى فى حالى مش عايز اطفح
فتح الباب فاروق و برزانه اب حاول ان يحتوى ابنه الذى بات كالطير الجريح...
دخل الحجره و جلس على طرف الفراش ... ثم وضع يده على كتف مهيد و بدء الحديث كالاتى
- اللى انت فيه ده مش هينفع يا بنى ...لازم تقف على رجلك من جديد...لا انت اول ولا اخر واحد يسيب الداخليه
- نظر الى والده بأنكسار و عيون تحمل جيش من العَبرات التى تكاثرت فى اعينه فجأه ... انا ما سيبتش الداخليه ... انا اترفدت من الداخليه...عارف انا حسيت بأيه حسيت انى مذلول...بصيت فى عيون القاضى ...شايفه و كأنه بيتشفى فيا ...ببصله و انا بلتمس منه الرأفه فى الحكم ..و هو و كأنه بيحكم بالاعدام على برئ...انت مش حاسس انا جوايا ايه من نظرات الشفقه والحزن عليا من صحابى ...بعد ما كنت وسطهم فجأه بقيت واحد مرفود ... انا ما بقاش ليا اى لازمه فى الحياه...انا خيبت املك و امل ماما فيا ..كنت على طول شايف نفسى و ماليش دعوه بحد...لكن للاسف على رأى البت الصحفيه اللى فضحتنى قالتها كلمها و انا أستهزئت بيها...عارف قالتلى ايه اللى بيلعب بالنار او واحد بيتلسع بيها ....قلت عليها مجنونه ماكنتش اعرف ان هى عندها حق فى الكلمه دى...غرورى و كبريائى منعونى انى افهم حد او اسمع صوت اى حد الا صوت مهيد و بس لكن ما بقيتش خلاص ولا مهيد ولا اى حاجه...ما قدرتش اعمل حاجه الا الضرر لكل اللى حواليا ..حتى انت و ماما و مها النار اللى كالتنى طالتكم....

- انت عارف انك قبل ما تكون ابنى البكرى و سندى و ضهرى احنا اصحاب و حبايب...انت مقتنع من جواك انك غلطان فى حياتك اللى فاتت ...و انت عارف ربنا بيسلط ابدان على ابدان ...و يمكن البنت الصحفيه دى لولا اللى هى عملته يمكن كان زمانك متورط فى مصيبه اكبر ولا يمكن جريمه كانت ضيعت مستقبلك او رمتك فى السجن...ربنا بيسبب الاسباب يا ابنى فى كل حاجه فى حياتنا ....خليك راضى بقضاء ربنا و أحمده بدل ما انت بقالك 3 ايام لا بتاكل ولا بتشرب و عايش على السجاير و بس... انت عارف ان ماليش غيرك و مش عايز اشوف فيك حاجه وحشه... ربنا يهديك يا ابنى ..قوم كده احلق دقنك و استحمى و ارجع مهيد بتاع زمان اللى كان بيملى البيت كله ضحك و هزار ...يالا يا واد علشان عايزك فى موضوع مهم اوى ...كفايه انى اتأخرت كل ده علشان افاتحك فيه
- خير يا بابا فى ايه ...
- فى ان ابنى هينفذ كلام ابوه و مش هيخرج عن طوعه و يزعله ..و هيجوز ماريهان
- نـــــــعم ده انا ارمى نفسى تحت قطر ولا انى اتجوز بوز الاخس دى...
- هههههههههه الله يجازيك يا مهيد ضحكتنى و الله يا واد...قوم يالا و تعالى هعزمك على الغدا بره علشان عايزك فى موضوع بعيد عن عايده الارشانه
قهقه مهيد على كلمه والده ...و الله انت الوحيد يا بابا اللى بتعرف تفرحنى مهما كان الزعل...بس اوعى يكون ماريهان بجد
- ماريهان مين يا واد دى هتخلف ابراص صغيره ...ابنى يوم ما يتجوز لازم تكون موزه ..ولا انت شايف ابوك مش بيشوف يا واد و هيلبسك فى حيط
- يا حج يالى مظبطنى ...شكلك جايبلى عروسه
- شوفو الواد هياخدنى فى دوكه و مش هيخلينى انزل اشوف اللى ورايا ...كلام يتنفذ نص ساعه و هستناك تحت هنروح بعربيتى و انت اللى هتسوق و صدقنى بعيداً عن العروسه اللقطه فى خبر تانى هيفرحك اوى...ولا مش هتفرح لابوك
- لا ما تقولش هتجوز على ماما بت صغيره و حلوه ...
- اه يا كلب يا ابن الكلب...تفكيرك كله فى النص اللى تحت ...
- يا حج و انا كنت لاقيت حاجه عدله فى النص اللى فوق و قلت لا..
- النص اللى فوق فيه الروح اللى بتتعشق يا عديم المفهوميه ...و فيه القلب اللى هو جواه كل حاجه حلوه جواه الموده و الرحمه ...حتى عبد الوهاب زمان غنى و قالها ..عشق الروح مالوش اخر لكن عشق الجسد فانى
- يا حجوج يا بتاع الزمن الجميل انت ...بس اللى يسمع كلامك عن الحب ما يشوفكش مع ماما خالص
- حاول تغير الموضوع بلطف :هستناك و مش عايز تأخير و لو امك الارشانه سألت فى ايه تعمل اهبل مش عايزين كل حاجه تبوظ
- من عنيه يا حج ...على طول مش هتأخر
******************************
عايده مرحبه : اهلا يا عَليه يا اختى منوره ...ازيك يا ميرو كده ما تجيش تزورى خالتو
عَليه: معلش بقا يا عايده ما انتى عارفه الدنيا مشاغل...و بعدين ميرو اليومين دول بتفكر تفح مشروع صغير كده على قدها
عايده: مبروك يا ماريهان يا حبيبتى ان شاء الله يكون وش السعد عليكى
ماريها بضحكه بُلهاء: مرثيه يا خالتو... هو مهيد فين مث موجود
عايده: لا يا حبيبى من يوم اللى حصل و هو حابس نفسه فى اوضته لا بياكل ولا بيشرب
ليقطع حديثهم نزوله درجات السلم الداخلى للفيلا...حليق اللحيه مهندم المظهر ..رائحه عطره تصل الى مدخل الاسكندرية...
نظرت عَليه الى ماريهان و هى تلوى شفتها و تشير لها بعيناها بنظره مش قلتلك و ما صدقتينيش...
ماريهان: مهيد عامل ايه وحثتنى خالث خالث ...
مهيد بأبتسامه جذابه تظهر نغازتيه: انا الحمد لله يا ماريهان انتى ايه اخبارك
ماريهان بوله: انا كويثه طلما ثفتك و انت كويث... ثم همست يا جماااالك
مهيد: افندم بتقولى حاجه يا ماريهان
ماريهان بتنهيد: هييييييح
مهيد: عن اذنكم يا جماعه معلش مضطر اخرج لان عندى مشوار ضرورى مع بابا take care يا خالتو انى و ميرو
كادت ان تموت من فرحتها و اخيراً اصبح لطيف يعاملها بأسلوب رقيق و لبق ...و قال لها ميروو..هييييح ( ياما نفثى اتجوزك يا مهيد و انت حلو كده و ثعرك ناعم و عيونك الخضر دول يالهوى ده بنات النادى كلهم هيعاكثوك منى على حلاوتك و ابقى ماثيه بتفثخر بيك قدامهم و الى تفكر تقرب و تبثلك افقع عينها و اقولها ده بتاعى انا لوحدى )
عَليه: ايه يا ماريهان خالتك بتكلمك مش تردى عليها
- معلث يا خالتى انتى عارفه الثغل بقا بياخد كل التفكير
- ربنا يفرحنى بيكى يا حبيتى ده انتى من غلاوه مهيد و مها
************************
فى مطعم فخم يجلس مع والده
- بص يا ابنى من غير لا لف ولا دوران..انا هقولك الكلمتين اللى فى جوفى ...و الرد النهائى ليك.. بس خليك واثق انك لو قبلت يبقى اتفتحت لنا طاقه القدر ..و ان رفضت رجعنا تانى للديون و المشاكل
- بتساؤل : و هو انا دخلى ايه يا بابا بشغل حضرتك
- الراجل اللى عايز يشاركنى شرط عليا انك تتجوز بنته فى مقابل انه هيدفع المليار و نص و بنته هتكون هى الشريك الاساسى علشان نضمن الولاء و انه ما يفضش الشراكه فى اى لحظه
- معلش يا بابا و ايه علاقه انى اتجوز بنته بكل الكلام الفارغ ده... طول عمرى اسمع ان Business is businessو بعدين مافيش راجل عاقل يبيع بنته فى صفقه
- بص يا ابنى هو قال ال offer بتاعه كله على بعضه مش هتاخد حته و تسيب حته...
- يعنى ما فيش مفر من انى اهرب من الجوازه دى يا حج ما انت عارفنى مش بتاع جواز ..و انا سألت عن البنت و طلعت بنت ناس و متربيه و الحمد لله سمعتها سبقاها
- يا حج و لو مش هتفرق اهى هتترمى زى اى قطعه عفش فى البيت و السلام انت عارف ان طول عمرى ضد مبدأ الجواز و شايفه اختراع فاشل
- يعنى كسبت ايه من ورا الرمرمه بتاعتك يا مهيد ... اسمع انت لو رفضت العرض بتاع الجواز ده انسى الفيلا و العربيه و الكريدت كارد و مهيد بك العوامى ... ساعتها هنبقى على الحضيض ...او زى ما الناس بتقول يا مولاى كما خلقتنى... يا عالم هنكون مداينين للناس بأد ايه ...فكر يا بنى انا مش بهددك بس بعرفك راسك من رجلك...امك و اختك الغلبانه ذمبهم ايه يعيشوا متبهدلين..مها تتنقل من مدرسه international هتبقى فى مدرسه حكومه تخيل مها العوامى تبقى فى حكومه
- اهتز من جلسته و كأن سار بجسده شحنه كهربائيه زائده تحثه الا يرفض فها هو ليس الا زواج مقابل مصلحه ..مهيد و عائلته اولاً ثم بعد ذلك لا شئ
- الاب بعدما استطاع ان يلمس اوتار ابنه الحساسه و نقطه ضعفه : ها يا مهيد اقول للراجل ايه
مهيد: مش اشوفها الاول ..حتى اعد مع نفسى احسب حسبتى ولا هو سلق بيض يا بابا
- براحتك بس خلى بالك لان كنت مدى الراجل مهله اسبوع افكر فى الموضوع ده لكن للاسف جه الموضوع بتاع الحكم فى دعوتك و بوظ كل حاجه
تنهد بأسى لتذكره تلك المراره: طيب هنقول ايه لماما .انت عارف هتقوم الدنيا و مش هتأعدها علشان الكونتسه الحافيه ماريهان هانم
- ضحك الاب بصوت عالى عندما رأى الموافقه تظهر فى اعين ولده : سيبلى امك انا هتصرف معاها... المهم دلوقتى انت مش امك
مهيد: توكلنا على الله يا حج كلم الراجل و حدد معاه معاد ...اما نشوف الصنيوره دى كمان شكلها ايه ...
~~~~~~~~*******~~~~~~~*********~~~~~~~~~~~
قبل مرور ثلاثه ايام ...تنظر الى هاتفها فى ذعر فبعض اللقطات للحادث قد بعثت لها على هيئه sms
صوره و الجثه محلقه فى الهواء و رقم السياره واضح كوضوح الشمس....و اخرى لها عندنا نزلت من السياره..و كأن المصور كان يعرف بما سيحدث...الصور ملتقطه من عده زوايا مختلفه...لكنها لم تكن photoshop
تنهدت و ذكرت الله فى كلمات مقتضبه....
ليدق باب حجرتها و يطل ابيها من خلفه
قامت له بلهفه: بابا عملتلى ايه فى المصيبه دى...بعت رجاله عندى دوروا ما فيش اى اثر لحداثه فى المكان ده لا قتيل ولا مصاب... مستشفيات و سألنا اقسام و جاتلى صور من البلغات..مافيش اى اثر
- ازاى يا بابا انا متأكده انى ضربت راجل بالعربيه...حتى بص الصور دى اهى دليل علشان تتأكد
- يا بنتى حتى الرقم اللى اديتهولى بلغته لواحد حبيبى فى مباحث الاتصالات و الانترنت و قالى خط مش متسجل بأسم ...تلاقى واد صايع بيبتزك يا بنتى
- بعصبيه : و الصايع ده هيعرف معلومات عنى منين و هيجيب رقم تليفونى منين...ده حد مراقيبنى كويس اوى و عارف كل خطوه بخطيها...
- يعنى انتى ليكى اعداء و انا مش واخد بالى ... يمكن حد من اللى بتهاجميهم فى الجرنال حابب يشد ودانك
- يا بابا انا مرعوبه و حضرتك عمال تخوفنى اكتر...و حتى مش جايبلى خبر مؤكد... يعنى انا لا عارفه اطمن ولا عارفه اخاف
- لا اطمنى و اطمنى اوى كمان ...كلها كام يوم ان شاء الله و هقولك خبر ينسيكى كل الكلام ده
- خبر ايه يا بابا بدل ما اعد على اعصابى و انا مش مستحمله اصلاً
- مش هقول ... و تعملى حسابك بكره هتروحى الجرنال زى ما قلتلك تقابلى الراجل ما تصغرنيش يا هانيا قصاده
- كان لا يشعر بكم الرعب التى تعيش فيه فكل ليله كابوس...
خرج من غرفتها و تركها تنام كما ظن
(( ترتدى بدله حمراء و تخطو الى مثواها الاخير ستعدم..حقاَ انه حبل المشنقه ..و الرجل ذو الشارب الكبير الغير مهذب يكبل يدها من الخلف...و يضع رأسها داخل كسوه سوداء...لترى الدنيا مثل هذا اللون القانى ..... و قبل ان يشد الذراع لتفقد عمرها بمجرد ان يفتح سقف الصندوق التى تقف فوقه ...تقوم من النوم و هى فى حاله هلع و العرق يتصبب من جبينها )) ...
تستيقظ و تصرخ و كفيها حول رقبتها للتأكد من وجود الحبل على رقبتها...لكنها لا تجد شئ...تمتمت ..اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ....
جلست فى منتصف الفراش مسكت بزجاجه الماء و تجرعت القليل منها ...ثم تنهدت و مسكت هاتفها بأنامل مرتعشه و تطلعت فيه ثم حمدت ربها انها لم تجد به اى رسائل جديده.....
********************
اشرقت الشمس قامت بأعين زائغه من النوم و وجهه لم يدل على انه ارتاح منذ ايام... و اعين احاطتها الهالات السوداء ...لكن بالرغم من كل ذلك لازالت جميله رقيقه هادئه الملامح....
ارتدت الملابس العمليه الدائما مكونه من جينز و اى شئ خفيف من فوقه و قطعه القماشه الصغيره التى تظن انها حجاب كما تطلق عليه ...كانت الوانها داكنه مما دل على حاله نفسيه سيئه ...وصلت لمقر الجريده ...و قابلت الرجل الذى استقبلها بحفاوه شديده نظرا لانها ابنه لمجدى الجَمال ليس الا ...
استلمت عملها من اليوم التالى حاولت ان تنغرس بكل شئ فى عملها حتى تترك تلك الكوابيس و الهواجس تذهب الى الجحيم... لكن لا مفر
*********************
السكرتيره : مجدى بك فى واحد اسمه الحج فاروق العوامى عايز حضرتك بس من غير ميعاد سابق
مجدى بأبتسامه واسعه : طبعا طبعا خليه يتفضل ....
قام مرحباً به بحفاوه كبيره
فاروق: انا قلت لازم اجى ابلغ حضرتك الخبر السعيد بنفسى....
مجدى: بسم الله ما شاء الله ..يعنى نقول مبروك
فاروق: الله يبارك فيك يا مجدى بك...حدد لنا معاد بقا علشان نيجى نقابل العروسه و الولاد يتعرفوا على بعض
مجدى: خلاص مستني حضرتك و الاسره يوم الخميس ان شاء الله
فاروق: لو ممكن تكون تعارف الاول مهيد و بنت حضرتك و انا بس...و فى الخطوبه نبقى نجيب والدته و اخته
مجدى : و هو كذلك انا هبلغ العروسه ان شاء الله و ربنا يجعل فى قبول
فاروق: ان شاء الله استأذن انا
مجدى: كده من غير ما تشرب حاجه
فاروق: ان شاء الله نشرب الشربات يوم الخميس

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن