Part 28

16K 340 2
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

كانت الابتسامه مرسومه على شفتاه من معاملتها له ...شعور جميل اجتاحه تمنى ان يظل يعيش على هذا المنوال لكن دوام الحال من المحال

*****************
- ها يا داده عجبتك
- شطوره برافو عليكى يا قلبى .... شفتى خرج من البيت ازاى مبسوط و متبسم ...عايزاكى كده كل يوم تقابليه بالضحكه و تهتمى بأبسط تفاصيله ...صدقينى يا بنتى الراجل زى الطفل الصغير ...اقل حاجه بتخليه طاير من فرحته ...و لو اتبعتى معاه الاسلوب ده هينخ قريب اوى
- خايفه يا داده لا يكسر بخاطرى تانى ساعتها مش هستحمل
- ارمى توكالك على الله يا حبيبتى و ان شاء الله كله هيبقى تمام التمام و بكره اما اموت تبقى تفتكرينى و تترحمى عليا و تقولى حصل زى ما داده قالت
- لا ربنا يديكى الصحه يا داده ما تقوليش كده مش كفايه بابا اللى حالته صعبه اوى
- هو تعبان من زمان و ماكنش عايزك تعرفى يا بنتى خايف عليكى
- يا حبيبى يا بابا و انا اللى ظلمتك و قلت رميتنى لمهيد
- ادعيله يا هنوش يقوم بالسلامه و كل شئ هيتحل بأذن الله يا حبيبتى
- يارب ... انا داخله اشوف شويه شغل يا داده على اللاب توب فى البلكونه علشان بس لو نديتى عليا مش هسمعك
- ماشى يا قلبى على راحتك
- بعد اذنك بس عايزه مج نسكافيه متين بقا علشان اركز
- من عيونى يا قمرايه
جلست بالشرفه تتابع عملها ...مر عليها وقت ليس قليل شعرت بتكاسل فردت ذراعيها لتأخذ نفس عميق و تزفره بهدوء لتظهر لها فكره ....لم تترد و كتبت رساله على الفيس بوك لأحد الاشخاص الهامه و ابلغته بما تريده ....
تنهدت بهدوء ... يارب يتحقق اللى بطلبه يارب
ليقاطعها فتح باب غرفتها و تدخل نور مهلله : اهلا بالاندال
اغلفت حاسوبها الشخصى و قامت مرحبه بها
- ايه يا بنتى اللى مأعدك فى التلج ده هنا ..ما تخُشى الاوضه
- بالعكس الجو رائع النهارده
- ها قوليلى عامله ايه مع جوزك
- مطت شفتايها : عادى على حالنا هيحصلنا ايه
- يا بت ما ينفعش الكلام الفارغ ده ...خليه يروح لدكتور يا هانيا
- مش جايلى قلب اقوله كده ده مجنون ... لا يعاشر و لا يطاق حياتى بقا كلها شخط و نطر و تهديد ...كل حاجه و اى حاجه بتحصل لازم ابقى انا السبب فيها...حياتى بقت جحيم
- معلش يا هنوش بكره تتعدل ان شاء الله ...تعالى بقا ندخل نعد عند الدفايه احسن انا تلجت من البلكونه دى
- تعالى ندخل الليفنج ...تشربى ايه صحيح ..
- اى حاجه سخنه عايزه ادفى بدل التلاجه اللى عايشين فيها دى
- تعالى يا اختى البيت بيتك تعايشى كما يحلو لكى
**********************
دخل المكتب ليتفاجئ بمن تجلس بمكتبه : مهيد بيه
افندم يا انسه
- اسمى سناء يا بيه
- خير عايزه حاجه تانيه
- انت بتعاملنى كده ليه ...ده انا حتى كنت جايه اعتذرلك
- بت انتى بُصى انا ماليش خُلق و طئطان لدلع البنات الفارغ ده ...قلت مش هقبل اعتذارات و لو فكرتى تفتحتى الموضوع ده تانى ساعتها هقيلك عن العمل ...اظن كلامى مفهوم ..اتفضلى هلى مكتبك
خرجت و هى تزفر بضيق من غروره و تعجرفه الزائد ...أكمنه حلو بيسوق الدلال عليا لكن على مين ده انت موز المزاميز و مش هعتقك الا لما تبقى جوزى قدام الناس كلها علشان اعيش و اتمرغ فى العز اللى انت و امثالك عايشيين فيه ..أشمعنه أنا يكتب عليا الفقر و ظلمه و أرفه و اللى زيك يتهنوا و يبقى معاهم الوفات ...و انا جوازتى باظت علشان اختلفوا على امبوبه الغاز على مين ....
***********************
تلك الصوره هى هى لا يتغير فيها شئ ...ينظر لها كلما وجد نفسه وحيداً فهى ونيسته الوحيده .لا يعرف معنى الحب سوى معها ..لا يعرف الموده و الرحمه الا من قلبها الكبير ...لا يعرف الحنان الا بين احضانها ...لكنه ايضاً لا يعرف الخيانه الا من عيناها ....
فبالرغم من كل شئ سيئ وجده بها الا انه لازال يذكر محاسنها ابتعد عنها فى اقسى الاوقات حكم على قلبه بالموت المبكر و دفنه تحت اقدام عايده المتعجرفه المغروره ... ليكون وأد حب ألفت من قلبه لكنه لا زال يحيى بحبها ....يعلم انه كان اول و اخر رجل لها ...كانت صادقه فى كل كلماتها ...لكنه كان ظلم لم يصدق من احبته بصدق... و صدق من استطاعت ان تشتته حتى يقع فى براثنها لتفتك به ... و تزفر هى به
دس الصوره فى الدرج المخصص لذكرياته القديمه فى مكتبه ....فهروبه من منزله و اسرته دائما يتمثل فى انفراده بها ..هى فقط من ملكت قلبه المريض ...
سيظل فى هذا الشقاء بين الحب و العذاب و التأنيب حتى يلاقيها
****************************
- نور اتغدى معانا النهارده
- بفرحه : ايه ده هو مهيد قرب يجى من الشغل
- تجز على اسنانها : لا لسه مهيد مش بيجى قبل 3.30
- بخيبه امل : طيب خلاص هعد استنى معاكوا للغدا هتأكلونى ايه ...الا صحيح يا هانيا هو مهيد بيحب اكل ايه ... عصير ايه
- بتهكم : ليه يا نور بتفكرى تشتغلى طباخه عندنا اليومين دول
- بصراحه لو معايا جوز زى جوزك ...ده ائيدله صوابعى العشره شمع
- ممممم و بعدين يا حبيبتى
- ولا ابلين هعيش على راحته ...هدلعه ..و خليه يحس ان مافيش فى الدنيا كلها غيره
- مممم و ماله يا نور مش عيب ربنا يرزقك بأبن الحلال اللى زيه بس بعيد عن جوزى
**************************
تدق الساعه الواحده و الربع يشعر بالسأم من العمل ...لا يفكر سوى فى العوده الى المنزل...لملم اشيائه و هم بالرحيل الى منزل والدها ...ليفتح الباب و يدخل ليستمع الى صوتها مع احد اخر تتحدث له...اقترب اكثر ليجدها صديقتها اللئيمه كما يطلق عليها
- بمرح: السلام عليكم يا بنات
- نور : و عليكم السلام نورت يا مهيد
- اقترب من مقعد زوجته وجلس على مخدع المقعد ثم مال على شفاتيها و قبلهم امام انظار الاخرى التى استشاطت غضبا و علت وجهها حمره الغضب من فعلته امامها ...
- بضيق: ربنا يسعدكم يارب
- امين يارب يا انسه نور
- مش قلتلك شيل الالقاب..
- اه معلش ما اخدتش بالى
كانت الاخرى تجلس فى عالم اخر عالم القبله التى تلقتها منه الان ... احمرت خجلاً من فعلته من جرئته ...من لمسته ...كيانها اهتز من تلك التى لم تتعدى البضع ثوانٍ...صمتت لا تعرف ماذا تقول ...استأذنت منهم و دخلت لغرفتها لعلها تهدء قليلا ....دخل هو الاخر خلفها ..
- ماالك سيبتى صاحبتك و قمتى ليه
-بتعلثم و حمره تزداد : لا ابدا ما انا راجعه اهو
- انا اسف على اللى حصل من شويه بس انتى عارفه قدام اى حد احنا اسعد زوجين
- بس انت اول مره تعمل فيا كده احرجتنى اوى
- ولا تتحرجى ولا حاجه يعنى انا كنت اول واحد اعملك كده ...
نظرت له بحسره ...ثم هزت رأسها دليل على استماعها الجيد لكلماته و تركته و خرجت دون ان تنبت بنبت شفه
** على مائده الطعام **
- و انت بقا يا مهيد بتحب تاكل ايه ... لسه كنت بسأل هانيا بس انت دخلت علينا ما لحقناش نكمل كلامنا
- انا بحب اى حاجه و كل حاجه ..و خاصه لو واحده قمر زيك اللى عامله الاكل ...اكيد هاكله حتى و لو كوارع
-يييع كوارع ايه بس ايه الاكل ده
- كوارع يع ... طب دى فيها كل حاجه حلوه و بتعمل شغل عالى اوى
ضحكت ضحكه رقيعه على كلماته و هى تتخبط من داخلها ....و لا تقل سوى كلمه .. ازاى ؟؟
كانت الاخرى تجلس شارده ليس بعالمهم لم تذق طعم الطعام وكأنها لم تكن موجوده معهم ...يمزحون و يضحكون و هى غير سامعه لما يقال كان الحزن قد ملئها .....فهو من انتهك حيائها ..بعثر انوثها ثم خطى بقدميه عليها ...ثم القى بها بعيدا...جرح نازف بداخلها جعلها انثى داميه ...
مضطره ان يكون جسدها معهم لكن عقلها ليس بها
- هانيا ...هانيا
- هنوش ...ثم وكزها برفق فى كتفاها
- هه فى حاجه
بضحكه : اه فى حاجات ده جوزك زى السكر يا هنوش و الله ربنا يسعدكم
- امين يارب ...دى هى كل حياتى ..مش كده يا نوشى
- هزت رأسها دون ان تتكلم ...
- يالا استأذن انا بقا ...
- ما تعدى تشربى معانا الشاى
- لا مرسيه يا مهيد مره تانيه,,, انا هنا من بدرى اوى
- كانت المربيه ترى ما يحدث على السفره و تود ان تسحل هانيا من شعرها على لا مبالاتها امام البغيضه و زوجها
تركت الجميع و دخلت الى حجرتها و اوصدت الباب من الداخل و انهارت باكيه من اهانته التى كانت لها بمثابه ذبح بنصل بارد
**********************
- ها يا خالتو امتى بقا ده انا اعده مثتنيه بفارغ الثبر
- هانيا ابوها فى المستشفى مش هينفع اليومين دول ... لما يطلع علشان اقدر اجبرهم يعدوا عندى
- يوووه هو انا كل ما اقول خلاث قرب يبعد ...ماثى يا خالتو ...سلام
- سلام يا عين خالتك ..دى البت هتموت عليه و هو ماسك فى الحربايه اللى معاه بأيده و سنانه
...يالا اهى بكره تغور فى داهيه .. و نرتاح منها كلنا
**************
يعنى انا احاول اوصل بعلاقاتى لاى حد علشانك و فى الاخر تعاملنى بالقسوه دى و كمان تهين مشاعرى اوى كده ...بس و الله ما هسكتلك من بعد النهارده ... زى ما بتعمل فيا هعمل فيك و هوريك العذاب الوان ...علشان مش هانيا اللى واحد زيك يذلها كده ..
قامت ارتدت ملابس خروج و سحبت مفتاح سيارتها و اشيائها و خرجت دون ان تقل كلمه لشخص من المتواجدين معها بالمنزل ....
تركتهم يتخبطون فى بعضهم و يتسألون.. فأين ذهبت؟؟؟

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن