• PART FOURTEEN | حـديـث | •

151 61 17
                                    

SAHAR P.O.V :
ص

وت أنفاسه‍ الثقيلة التي أمتزجت مع نسمات الرياح الخفيفة جعلتني أرتبك قليلـاً وأفكر بتمعن فيما حدث لي .
في تلك اللحظة عندما كنا في السيارة متجهين نحو الغابة وقبلته‍ من وجنتيه‍ ، لقد شعرت به‍ يبتسم بإتساع لكن ليس كأي أبتسامة أبتسمها لي من قبل بل كانت أفضل وأجمل وكأن قلبه‍ من أبتسم ليس هو ، وفي اللحظة التي عانقته‍ فيها منذ قليل شعرت بنبضات قلبه‍ تتسارع وكأنه‍ يركض من ست ساعات دون توقف ، نفاسه‍ التي أصبحت ثقيلة وتضرب ضد عنقي عندما دفنت رأسي في تجويف عنقه‍ وكأنه‍ غاد ثملـاً عندما أقتربت منه‍ ، يده‍ التي تملكت خصري ورفعتني من علي الـأرض جعلت من قلبي ريشة تتقاذفها أفعاله‍ معي .

وكأنه‍ عاصفة قوية متحركة وأنا ورقة شجر صغيرة يحملني معه‍ لكن برفق ، يحملني معه‍ علي شاطئ السعادة وتحقيق الـأحلـام .
لو يعود بي الزمن ويخبرني أحدهم بأن أحلـامي ستتحقق من قبل أحمد مالِك البارد والغامض سأنعته‍ بالمعتوه‍ .
وها أنا هي المعتوهة في هذه‍ اللحظة أنظر له‍ بينما هو يشاهد السماء الصافية والطيور التي تحلق بها بحرية .
لقد جعلني مثل هذه‍ الطيور أحلق بحرية وبسعادة غارمة لم تكتسح قلبي إلـا عندما دخل حياتي وأصبح يتحدث معي .
الجميع يكون مثيراً من الـأمام إلـا هو ، مثيراً من الـأمام ومن الجانب ومن الخلف .

بشرته‍ القمحية الناعمة والمثالية التي لـا تشوبها شائبة ، بحر الذهب الذي يوجد في عينيه‍ وكأنه‍ نبيذ مثمل لكنه‍ ليس محرماً ، أنفه‍ المستقيم الذي يتناسق مع وجهه‍ بشكل لـا يصدق ، شفتيه‍ الورديتين الممتلئتين التي تود لو أنك تلتهمهما كل ثانية بل كل لحظة بين خاصتك ، فكه‍ الحاد وأسنانه‍ البيضاء اللؤلؤية المرصوصة بإنتظام كصفوف الجنود ، خصلـات شعره‍ التي تشبه‍ الشيوكولـاتة القاتمة التي أمتزجت مع الشيوكولـاتة الفاتحة وبعض الخصلـات الكستنائية التي تمردت علي الباقي وسقطت علي وجنتيه‍ ، عضلـات صدره‍ المنتفخة التي تشبه‍ قطع الشيكولـاتة المغموسة في العسل .

ـإنه‍ لوحة ـأثرية فاخرة قد هربت من ـالمتحف ـالملكي لـا تقدر بذهب ـأو ـألماس .

ظل علي نفس وضعيته‍ التي يجلس بها منذ زمن وأنا علي نفس وضعيتي التي أجلسها منذ زمن ، هو يحدق في السماء وأنا أحدق فيمن يحدق في السماء .
تلونت وجنتيه‍ باللون الـأحمر فجأة وطأطأ رأسه‍ ثم أبتسم بإتساع وهو يعانق شفتيه‍ السفلية بين أسنانه‍ .

"توقفي عن النظر لي ؛ أنا أشعر بالإرتباك" هتف بحزم مزيف وهو ينظر لي بخجل .
"أ ... أنا .. أسـ أسفة" همست بخفوت متلعثم وأنا أخفض نظري بحرج ثم أخذت شفتي السفلية في قبضة فكي القوية ، موقفي لـا أحسد عليه‍ الـآن .
"لـا تنحرجِ مني أنا أسف ، أنظري لي كما يحلو لكِ ، أنا بأكملي لكِ" هتف مندفعاً وهو يقترب مني ثم رفع ذقني بيده‍ كي أنظر لعيناه‍ .
"أنا أود التحديق بكِ كما تفعلين ولكن بمجرد أن أنظر لكِ تشيحي نظرك عني بخجل" برر بأسف وهو يعتدل في جلسته‍ أمامي .
"تود التحديق بي أنا !!" تساءلت بعدم تصديق وعيني أتسعت وفمي يكاد يقبل الأرض من كثرة دهشتي ، أحمد مالِك يريد التحديق بي أنا !.
"أجل أنتِ" قال مستغرباً ثم أردف متسائلـاً بتردد : "ما بكِ !" .
"أووه‍ ... حماس لـا أكثر" بررت بغباء وأنا أعود بخصلـات شعري إلي الخلف .
"لقد أتتني فكرة" هتف فجأة لـأنظر له‍ بإهتمام بمعني أن يتحدث .
"أنا سآخذ دفتر يومياتك. ولكن لا تقلقي لن أقرأ أي شئ" قال بجدية ثم وضح سريعاً عندما رأي علـامات التردد علي وجهي .
"سأنقش عليه‍ من الخلف وصفي لكِ" أكمل مبتسماً لأبتسم بتلقائية .
"كـ تذكار مني لكِ" أردف بهدوء لـأمسك بدفتر يومياتي وأمد يدي له‍ .
"أحمد" ناديته‍ بهدوء ليضغط علي شفتيه‍ بأسنانه‍ محاولـاً كبح الـأبتسامة التي باءت بالفشل وظهرت بإتساع .
"ما بك تبتسم بهذه‍ الطريقة !" تساءلت بضحكة خافتة لتتعالي ضحكاته‍ معي .
"لـا شئ. فقط أحببت أسمي لـأول مرة" نبس بهدوء لتتسارع ضربات قلبي بقوة .
"لقد أصبح وجهك كالورد الجوري" همس وهو يتأمل وجهي لـأحك خلف عنقي بحرج شديد .
"أسف أسف" قال ضاحكاً لـأنظر له‍ بتوعد .
"أخبريني ما الذي كنتِ تودين قوله‍ !" تساءل بإهتمام لـأتذكر ما كنت سأقوله‍ .
"كنت سأقترح بأن تكتب في دفتر ملـاحظاتي لـا يومياتي ؛ لـأنني أهتم بالدفتر الـآخر أكثر" قلت مقترحة لينظر لي بتفكير ثم ترك دفتر اليوميات وأمسك بالثاني .
"يمكنك أن تقرأه‍ ؛ لذلك لا بأس بأن تكتب بتتابع الصفحات" أردفت موضحة ليبتسم بجانبية .

THE SINGLE GOLDEN DUOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن