WRITER P.O.V :
فتحت سهر عينيها بتشوش بسبب قطرات المياه التي أستشعرتها علي وجهها الهالك ، حاولت جاهدة أن تفتح عينيها بأكملها ، ولكن لا تقدر علي فعل ذلك بتاتاً .
الأصوات حولها ليست واضحة ومشوشة للغاية ، ولكنها تشعر بأن رأسها تقبع علي فخذ أحدهم بينما يمسك بوجهها بين يديه مكوباً أياه برفق .
فرقت شفتيها لكي تتحدث وترغب في داخلها بأن يكون هذا كله كابوساً مزعجاً ، أو إحدي مقالب أياد التي لا تنتهي ، ولكن كيف لهذا التعذيب المستمر دون رحمة من قبل ليليان أن يكون من ضمن مقالب أخيها !
أخرجت سهر نفساً عميقاً لم تدرك بأنها قد حبسته لوقت طويل للغاية ، حتي أتضحت رؤيتها أخيراً ، ووقعت عينيها علي ذلك العجوز الذي أشتعل رأسه شيباً ، لكنه مازال محافظاً علي نضارة بشرته وجماله الذي يجعلك لا تشعر بأنه في العقد الخامس من عمره .كان يجلس ذلك العجوز علي مقعد متين بينما يضع قدماً فوق قدم بتملق ، يناظرها بعينان باردة وكأنها ليست غارقة في دمائها أمامه ، لكن هو فقط يستمتع برؤيتها بذلك الضعف الذي سيجعلها بين ثنايا التراب عمَ قريب .
شاور بيديه للفتي الذي يمسك برأسها كي يفيقها ، فأبتعد الفتي وذهب للخارج تاركاً سهر مع رئيسه والشفقة تأكله حياً لما سيحدث لها بعد قليل منه وما ستسمعه ."هل تعلمين لما أنتِ هنا يا صغيرة ؟" تساءل الرجل وهو يمسك بشعرها بقوة جاعلاً منها تصرخ بضعف شديد وهي تحاول إبعاد يديه عن شعرها الذي من قوة الإمساك به ، سيقتلع من جذوره ، بينما هو فعل ذلك لكي يجعلها تصل عند مستوي وجهه الذي ينحني لها ؛ نظراً بأنها مسطحة علي الأرض وهو يجلس علي مقعد منمق .
"بالتأكيد لم تعلمي بعد" رد علي نفسه وهو يدفع رأسها بعيداً جاعلاً منها ترتضدم بالأرض الباردة ، لم يخرج صوت سهر هذه المرة ، ليس لديها قدرة علي الصراخ حتي ، صوتها أصبح أضعف من صوت سير النملة علي الأرض ، بالتأكيد بعد صراخ ليوم متواصل أثناء تعذيب ليليان لها ، كان بسيطاً للغاية أن لا يخرج صوتها مجدداً كالسابق ."سأخبركِ بكل شيئ من البداية ، ولتجعلي آذانك صاغية لي ؛ لأنني لا أعيد كلامي مرتين يا حلوة" تحدث العجوز بتنبيه وهو ينهض من علي المقعد الخاص به ويجثو علي ركبتيه أمامها ، أبعد خصلات شعرها المبتلة من دمائها عن وجهها ، لتضح له ملامح وجهها التي باتت منهكة وبشدة منذ اليوم الذي أتت فيه إلي هنا ، إلي حيث جحيمها الذي تظن بأنها لن تنجو منه ثانياً .
"أنا أدعي كلارك ماترسون ، والد ليليان ، وصديق قديم لوالدكِ ووالد العاهر الذي كان يهين أبنتي التي لم تريد سوي قربه وحسب" تحدث معرفاً عن نفسه بفخر ثم أنخفض صوته في النهاية معبراً عن عدم أهتمامه بالأمر ، أما سهر ، فقد كانت مندهشة للغاية من كون هذا الرجل الشرير صديق والدها والسيد يوسف ، فإذا كان صديق قديم لهما ، لما قام بخطفها وتعذيبها بهذه الطريقة البشعة !"المهم الآن هو أنه حدث بيني وبين والدكِ ويوسف بعض الخلافات التي جعلتنا علي غير وصال لمدة كبيرة للغاية دامت لسنوات عديدة ، وقد كانت قبل ولادتكِ أيضاً" أكمل كلامه بجدية وهو يمسك بيدي سهر التي تستمع له والقلق بدء يراودها بشأن الخلاف الذي حدث بين هذا الرجل ووالدها ، لكنه تابع وقام بإرضاء غرورها بينما يقول بلا مبالاة : "الخلاف لم يكن بسيطاً للغاية سهر ، والدكِ ويوسف معروفان بأنهما أقرب الأصدقاء لبعضيهما ، وبصداقتهما القوية التي دامت منذ الروضة ، قاما ببناء وتطوير الشركة معاً إلي أن أصبحت فيما هي عليه الآن" تنهد بهدوء ثم أسترسل بنفس نبرته : "بالطبع تملكتني الغيرة ولن أنكر بأنني كنت أود أن أنجح أكثر منهما ، فدخلت للسوق السوداء وبدأت بالتجارة الغير شرعية حتي أصبح أسمي بالسوق لا يقارن بأسمهما ؛ لأن الفرق كان واضحاً للغاية بيننا ، أنا بالأعلي وهما بالأسفل ، لكن السمعة كانت من نصيبهما" أغمض عينيه بحقد ثم قهقه بشر قبل أن يضيف بكره شديد نحو والدها والسيد يوسف : "فكرت كثيراً كيف أجعل أباكِ يخضع لي ويشاركني في الأعمال الغير شرعية ، لكنني لم أجد طريقاً يمكنني من ذلك ، وكنت سأستسلم لعدم قدرتي علي هزيمته ، حتي أكتشفت فيما بعد أن لديه أبنه صغيرة كان يخفيها عن الجميع ، حتي الصحافة لم تعلم بأن محمد مازن بارون يمتلك ثلاثة أبناء بدلاً من أثنين ، وكانت هذه ضربة حظي لكونكِ القريبة من قلبه وبشدة" أنقبض قلبها بقوة وهي تعود بذاكرتها للماضي ، حينما كان يمنعها والدها من الخروج من المنزل ، أو قول أسم عائلتها أمام أي شخص ، حتي سهر تلقائياً عندما كانت تتحدث ، كانت تنسي ذكر عائلتها لدرجة تجعل من أمامها أن يفكر بأنها متبناة ، وليس لديها أب وأم لتتحدث عنهما .
أنت تقرأ
THE SINGLE GOLDEN DUO
Romantizmتسللت لقلبي سيد مالِك ولم تعي ما سيحدث بعد ذلك من صعاب ستقابلني ، حقاً كان قلبك قاسياً حينها ؛ فتجولي معك لم يكن يوماً في صالحي ، مسكك ليدي برفق وتحليقي للسماء معك لم سوي كذباً ووهماً . فكرت بأنك تحتويني بأفعالك تلك ، وما كنت تقوم بشيئ سوي تعذيبي وج...