• PART SIXTY TWO | هـوس وحـقـائـق | •

55 10 3
                                    

WRITER P.O.V :
فتحت سهر عينيها بتشوش بسبب قطرات المياه التي أستشعرتها علي وجهها الهالك ، حاولت جاهدة أن تفتح عينيها بأكملها ، ولكن لا تقدر علي فعل ذلك بتاتاً .
الأصوات حولها ليست واضحة ومشوشة للغاية ، ولكنها تشعر بأن رأسها تقبع علي فخذ أحدهم بينما يمسك بوجهها بين يديه مكوباً أياه برفق .
فرقت شفتيها لكي تتحدث وترغب في داخلها بأن يكون هذا كله كابوساً مزعجاً ، أو إحدي مقالب أياد التي لا تنتهي ، ولكن كيف لهذا التعذيب المستمر دون رحمة من قبل ليليان أن يكون من ضمن مقالب أخيها !
أخرجت سهر نفساً عميقاً لم تدرك بأنها قد حبسته لوقت طويل للغاية ، حتي أتضحت رؤيتها أخيراً ، ووقعت عينيها علي ذلك العجوز الذي أشتعل رأسه شيباً ، لكنه مازال محافظاً علي نضارة بشرته وجماله الذي يجعلك لا تشعر بأنه في العقد الخامس من عمره .

كان يجلس ذلك العجوز علي مقعد متين بينما يضع قدماً فوق قدم بتملق ، يناظرها بعينان باردة وكأنها ليست غارقة في دمائها أمامه ، لكن هو فقط يستمتع برؤيتها بذلك الضعف الذي سيجعلها بين ثنايا التراب عمَ قريب .
شاور بيديه للفتي الذي يمسك برأسها كي يفيقها ، فأبتعد الفتي وذهب للخارج تاركاً سهر مع رئيسه والشفقة تأكله حياً لما سيحدث لها بعد قليل منه وما ستسمعه .

"هل تعلمين لما أنتِ هنا يا صغيرة ؟" تساءل الرجل وهو يمسك بشعرها بقوة جاعلاً منها تصرخ بضعف شديد وهي تحاول إبعاد يديه عن شعرها الذي من قوة الإمساك به ، سيقتلع من جذوره ، بينما هو فعل ذلك لكي يجعلها تصل عند مستوي وجهه الذي ينحني لها ؛ نظراً بأنها مسطحة علي الأرض وهو يجلس علي مقعد منمق .
"بالتأكيد لم تعلمي بعد" رد علي نفسه وهو يدفع رأسها بعيداً جاعلاً منها ترتضدم بالأرض الباردة ، لم يخرج صوت سهر هذه المرة ، ليس لديها قدرة علي الصراخ حتي ، صوتها أصبح أضعف من صوت سير النملة علي الأرض ، بالتأكيد بعد صراخ ليوم متواصل أثناء تعذيب ليليان لها ، كان بسيطاً للغاية أن لا يخرج صوتها مجدداً كالسابق .

"سأخبركِ بكل شيئ من البداية ، ولتجعلي آذانك صاغية لي ؛ لأنني لا أعيد كلامي مرتين يا حلوة" تحدث العجوز بتنبيه وهو ينهض من علي المقعد الخاص به ويجثو علي ركبتيه أمامها ، أبعد خصلات شعرها المبتلة من دمائها عن وجهها ، لتضح له ملامح وجهها التي باتت منهكة وبشدة منذ اليوم الذي أتت فيه إلي هنا ، إلي حيث جحيمها الذي تظن بأنها لن تنجو منه ثانياً .
"أنا أدعي كلارك ماترسون ، والد ليليان ، وصديق قديم لوالدكِ ووالد العاهر الذي كان يهين أبنتي التي لم تريد سوي قربه وحسب" تحدث معرفاً عن نفسه بفخر ثم أنخفض صوته في النهاية معبراً عن عدم أهتمامه بالأمر ، أما سهر ، فقد كانت مندهشة للغاية من كون هذا الرجل الشرير صديق والدها والسيد يوسف ، فإذا كان صديق قديم لهما ، لما قام بخطفها وتعذيبها بهذه الطريقة البشعة !

"المهم الآن هو أنه حدث بيني وبين والدكِ ويوسف بعض الخلافات التي جعلتنا علي غير وصال لمدة كبيرة للغاية دامت لسنوات عديدة ، وقد كانت قبل ولادتكِ أيضاً" أكمل كلامه بجدية وهو يمسك بيدي سهر التي تستمع له والقلق بدء يراودها بشأن الخلاف الذي حدث بين هذا الرجل ووالدها ، لكنه تابع وقام بإرضاء غرورها بينما يقول بلا مبالاة : "الخلاف لم يكن بسيطاً للغاية سهر ، والدكِ ويوسف معروفان بأنهما أقرب الأصدقاء لبعضيهما ، وبصداقتهما القوية التي دامت منذ الروضة ، قاما ببناء وتطوير الشركة معاً إلي أن أصبحت فيما هي عليه الآن" تنهد بهدوء ثم أسترسل بنفس نبرته : "بالطبع تملكتني الغيرة ولن أنكر بأنني كنت أود أن أنجح أكثر منهما ، فدخلت للسوق السوداء وبدأت بالتجارة الغير شرعية حتي أصبح أسمي بالسوق لا يقارن بأسمهما ؛ لأن الفرق كان واضحاً للغاية بيننا ، أنا بالأعلي وهما بالأسفل ، لكن السمعة كانت من نصيبهما" أغمض عينيه بحقد ثم قهقه بشر قبل أن يضيف بكره شديد نحو والدها والسيد يوسف : "فكرت كثيراً كيف أجعل أباكِ يخضع لي ويشاركني في الأعمال الغير شرعية ، لكنني لم أجد طريقاً يمكنني من ذلك ، وكنت سأستسلم لعدم قدرتي علي هزيمته ، حتي أكتشفت فيما بعد أن لديه أبنه صغيرة كان يخفيها عن الجميع ، حتي الصحافة لم تعلم بأن محمد مازن بارون يمتلك ثلاثة أبناء بدلاً من أثنين ، وكانت هذه ضربة حظي لكونكِ القريبة من قلبه وبشدة" أنقبض قلبها بقوة وهي تعود بذاكرتها للماضي ، حينما كان يمنعها والدها من الخروج من المنزل ، أو قول أسم عائلتها أمام أي شخص ، حتي سهر تلقائياً عندما كانت تتحدث ، كانت تنسي ذكر عائلتها لدرجة تجعل من أمامها أن يفكر بأنها متبناة ، وليس لديها أب وأم لتتحدث عنهما .

THE SINGLE GOLDEN DUOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن