• PART TWENTY FOUR | رحـيـلــ | •

112 56 25
                                    

SAHAR P.O.V :

أ

لقيت عليها نظرة إنتصار قبل أن أمسك يد أحمد الذي كان يشاهد بعدم تصديق وأتجه‍ت به‍ للخارج وسط نظرة الجميع التي أخذ الإندهاش موطناً بها بينما ألعن هذه‍ العاهرة بكل الألفاظ النابية التي تأتي ببالي في هذه‍ اللحظة .
نفضت يده‍ عني بعدما توقفنا بعيداً عن الساحة اللعينة تلك وجعلته‍ يقف أمامي ثم تأففت بقوة وأنا أضع كلتا يدي عند خصري بحنق .

"أستمتعت بنظرتها اللعينة وأبتسامتها القبيحة لك ، أليس كذلك أيها الوسيم !" نبست بتهكم وأنهيت كلـامي وأنا أقلدها ليقبض علي فكه‍ الحاد بقوة كي يمنع أبتسامته‍ المتسعة من الظهور .
"الأمر ليس كذلك ولكن .." كاد يتكلم ويبرر لي لكنني قاطعته‍ وأنا أضربه‍ بقبضة يدي القوية ليعود للخلف متأوهاً بطفولية .
"أستمعي لي أيتها العنيفة" هتف بجدية وهو يعود للخلف للمرة الثالثة من قوة قبضتي .... أعلم بأنني قوية !
"لا" صحت بضجر وأنا أضربه‍ مجدداً ولكنه‍ أمسك يدي بيض قبضتيه‍ ولفني كي يصتدم ظهري بصدره‍ .... أسحب كلـامي .!
"ما اللعنة ؟" هتفت بخنق وأنا أتلوي بين يديه‍ كي أجعله‍ يتركني ولكن دون جدوي .... هو أقوي مني بكثير .
"أخبرتكِ مسبقاً بأنني أكره‍ الفتيات جميعهن ، أليس كذلك !" تساءل بجدية لأومأ برأسي وأزفر متنهدة بغضب .
"وأخبرتكِ أيضاً بأنكِ الفتاة الوحيدة التي أقتحمت حياتي بهذه‍ الطريقة ، أليس كذلك !" تساءل مرة أخري فأومأت برأسي بعبوس .
"وأخر شئ يجب أن تعلميه‍ هو أنه‍ لا يوجد فتاة علي قيد الحياة يمكنها أن تجعل من قلبي يتحرك إنشاً صغيراً نحوها" أكمل بنبرة هادئة وهو يرتكز بذقنه‍ علي كتفي فأستكانت جميع خلـايا جسدي في هذه‍ اللحظة .
"حقاً !" تساءلت بطفولية ليومأ هو سريعاً .
"بالإضافة إلي أنني عندما أعترف لفتاة ما بحبي ، أنتِ أول شخص سيعلم بذلك" هتف مبتسماً لألتفت له‍ سريعاً بحماس .
"وإن لم أجدها مناسبة ، سنغيرها وتختار أنت أي فتاة أخري" نبست بمرح بعدما ألتفت له‍ ليبسم بإتساع وهو يضمني إلي صدره‍ .
"شكراً لك" همست من بين عناقه‍ بإمتنان .
"علـام !" تساءل مستغرباً .
"علي كل شئ" همست مجدداً بحنو ثم أردفت بخفوت : "شكراً لك لأنك أستحملت جنوني طول الأسبوع الذي أمضيته‍ معي وأضطررت إلي أن تعاقب مرتين بسببي وبسبب فضولي اللعين الذي جعل أبي يصرخ في وجهك .
شكراً لك لأنك حققت لي بعضاً من أحلـامي التي ظننت يوماً بأنني لن أحققها سوي بوجود شخص خيالي يأتي من مصباح ما أو ملـاكاً يبعثه‍ الله‍ لي كي يساعدني .
وفي النهاية شكراً جزيلـاً لك ؛ لأنك كنت الشخص الخيالي والملـاك الذي بعثه‍ لي الله‍ والذي حقق أحلـامي في يومٍ من الأيام أيها الوسيم" أنتهيت كلـامي وأنا أبتسم بإتساع ضد صدره‍ ليضمني له‍ بقوة أكبر .
"علي الرحب والحب في أي وقت وفي أي مكان دوماً" قالها متنهداً لأتشبث به‍ بقوة .
..
..
..
أغلقت حقيبتي متنهدة بحزن وأنا أمسح الغرفة بعيني قبل أن أذهب من هنا وأعود إلي منزلي القديم الذي أفتقدته‍ وبشدة .
تنهدت للمرة المائة بعد الألف ربما وأنا أسحب حقائبي خلفي في هدوء وأطأطأ رأسي بأسي .
لقد أمضيت العديد من الأوقات السعيدة هنا في المنزل مع أحمد ولا أحد غيره‍ والتي ستنحفر في عقلي مدي الحياة .
هو من أحضر لي المثلجات بعد عيد مولد رينا ، وهو من رقص بي تحت المطر من دون موسيقي ، هو من جعلني أقفز في الماء دون أي تعاليم لعينة من أحد ، هو من فعل لي الكثير في وقت قليل ومن دون أن أطلب منه‍ .
أغلقت باب غرفتي بإحكام بعدما جمعت منها جميع أشيائي التي أتيت بها بينما أحمد خرج هو أيضاً من غرفته‍ .
توحدت أنظارنا في لحظة ليبتسم لي بتألم وأنا أيضاً ومن ثم تقدمت ناحية الدرج بخطي مترددة .

THE SINGLE GOLDEN DUOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن