• PART FIFTY FIVE | فـنـجـان قـهـوة وكـف يـد | •

82 8 13
                                    

SAHAR P.O.V :
لم أعلم كم بقيت من الوقت أفكر في هذا الموضوع الذي حتماً يشغل كل ذرة تفكير بعقلي ، هو رحل وتركني من دون أن يودعني حتي ، هو بقي مبهماً لي للآن ، حتي طريقة رحيله كانت مبهمة مثله ومثل لقاءنا الأول الذي كان مدبراً من قِبله ، كيف فعل هذا بي ؟ ولما فعله بي من الأساس ؟ لا أعلم .
ذلك الحب العظيم الذي كنت أكنه له تسرب رويداً رويداً من داخلي وحول حياتي من حلم جميل كنت أحيا به معه إلي واقع مرير يذوقني الجحيم .
رغم حزني لفراق أمي بذلك الوقت ، لكن حزني علي غيابه كان أكثر ، لدرجة بعيدة وصلت بحبه وهو حتي لم يبالي لي ، أين هو الآن وماذا يفعل ؟ بت أحاول جعل نفسي لا أهتم ، لكن علي من أكذب ! أنا أهتم أكثر من السابق حتي .
وإن أردت أن لا أهتم ، وجه أحمد يذكرني به وبكل تفصايله ، وكأنه نسخة كبيرة منه ، لو يعود فقط لي !

بالنسبة لمارتن ! أستيقظت في اليوم التالي ولم أجده معي ، أبي جعله يسافر مع أمي ، هو في الأساس من فرنسا مثلها ومثلي ، قابله أبي هناك وعينه حارساً شخصياً لأمي ثم عندما ولدت أنا كان هو من يهتم لي مع مارسلين ، وبمناسبة مارسلين ، هي تحطمت للغاية ؛ نظراً لأنها كانت علي علاقة وطيدة مع مارتن وفي القريب العاجل كانا سيتزوجان ، لكن رغم حزنها البالغ هذا ، كانت تواسيني في الأيام التي أحتجت فيها مبهمي وحسب ، لم أكن أحتاجها هي .

وكل شئ أعطاني أياه ، من هدايا وحتي تواريخ لقاءاتنا ، جميعها مازلت أحتفظ بها في صندوق خاص بي لا يعلم عنه أحد ، حتي مارسلين ، التي وبطريقة ما حاولت جعلها تصدق بأنني فعلاً قد تخطيت الموضوع وأصبحت أقوي من ذي قبل ، لكن ما هذا إلا وهم خلقته حولي لأعتاد علي كوني وحيدة من دون أحد ، لأعتاد علي كون الجميع ينفر وجودي بصدق حتي صن وكينج ، عصفوراي اللذان ماتا في نفس اليوم الذي رحلت فيه أمي وأختفي الصغير من أمام عيناي ، هذا وإن كان أمامها .
تلك الإسوارة التي تحتوي علي نصف قلب ، خلعتها منذ ما يقارب سنتين ؛ حينها كنت أمتلك أملاً في عودته ، ولكن ظني خاب عندما طالت فترة غيابه عني للغاية .

وبالتأكيد بعد ما حدث لي ، أقسمت علي ألا أحب أي أحد وأعترف له ، إلا إذا حققت أحلامي جميعها ، قاصدة أن أصعب الأمر علي نفسي كي لا أكسر قلبي مرة أخري وأكون ضعيفة بسبب رحيل من سأحب عني كما المبهم ، يكفي ضعف بعد ما حدث ، لقد خرجت من كئآبتي تلك بعد عدة سنوات من المحاولة من قِبل عائلتي بأكملها ، سواء بالدعم النفسي أو المعنوي أو المادي .

"لما تبكي !" قاطع شرودي الذي دام لوقت طويل للغاية صوت أحمد الناعس وهو يتسلل لمسامعي ، يديه بروية توجهت نحو وجنتي ومسحت تلك الدموع التي لم أنتبه لأنها سقطت من عيني حتي ، أنا فقدت الشعور بأي شئ منذ رحيله عني : "فقط تذكرت يوم رحيل أمي" أختصرت كل ما أشعر من ثوران بداخلي بهذه الحجة التي أخفي خلفها جميع دموعي اليومية ، قم وجهت عيني نحوه‍ وأتمني أن لا يكشف كذبتي تلك ، لكني علمت بأنه صدقها للغاية عندما لمحت اللمعة الزجاجية في عينيه ، لا أعلم لما يشاركني أحزاني وهو ليس له دخل بها من الأساس !

THE SINGLE GOLDEN DUOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن