• PART THIRTY ONE | عـلـم نـفـس | •

113 53 13
                                        

SAHAR P.O.V :

"

هيا أخبريني ما الذي بينك وبين أحمد" تنهدت صوفيا بجدية بينما تجلس بجانبي علي حافة السرير .
"لا يوجد أي شئ بيننا صوفيا ، تعلمين أنني لن أخوض في علـاقة إلا عندما أنتهي من تحقيق أحلـامي" بررت بخفوت وأنا أنظر لكل شئ ما عدي هي .
"منذ متي وأنتِ تخفي عني أي شئ يحدث معكِ !" أستنكرت كلـامي وشبكت يديها إلي صدرها مؤنبة .
"في الحقيقة صوفيا أنا لا أعلم حقيقة مشاعري تجاهه‍ أو إن صح المعني لا أعلم إن كنت أمتلك مشاعر نحوه‍ أم لا ... عندما أخبرتني رينا أنني يجب عليَّ أن أقابله‍ كنت متوترة للغاية بالإضافة إلي أنني لم أكن أريد رؤيته‍ نهائياً وحاولت التحجج بأي شيء يمنعني من الذهاب لرؤيته‍ ؛ لأن رينا كانت تخبرني دوماً بأنه‍ منعزل عن الجميع حتي عائلته‍ وبارد للغاية لا يتحدث مع أي فتاة مطلقاً وغامض لأبعد الحدود ولا يتحدث مع أحد إلا بطريقة رسمية للغاية حتي عائلته‍ مما أدي إلي تكون شعور الخوف من مقابلته‍ وتوتري الشديد الذي سيحدث أمامه‍ كونه‍ يمتلك هذه‍ الصفات ويتصرف بهذه‍ الطريقة ، لكن عندما رأيته‍ أول مرة كان كل شئ مختلفاً .. أختلف كل شئ نهائياً" كنت أتكلم وأنا مبتسمة بينما أعبر بكلتا يدي وبحاجباي وبكل شئ في جسدي تقريباً من فرط حماستي .
"كيف تغير كل شئ ؟" تساءلت مستفهمة لأعتدل في جلستي وأنظر لها .
"في أول لقاء بيننا كان لطيفاً للغاية معي .. لم أتوقع أن يكون بذلك الكم من الهدوء ،، أنتِ لم تري عيناه‍ التي لمعت تحت ضوء الشمس كـ كوب قهوة محلي بالعسل وكل ما هو لذيذ صوفيا .. حقاً هو كتلة وسامة متحركة علي كوكب الأرض" نبست متنهدة بشعور غريب لم أعده‍ في نفسي من قبل ثم تابعت كلـامي بإعجاب : "تلك الطريقة التي تبتسم بها عيناه‍ عندما ينظر لي ،، وجهه‍ الصافي وتعابيره‍ الهادئة ولكنته‍ المتقنة ، الطريقة التي تلـامست بها يدينا أول يوم عندما رأيته‍ ... لا أعلم صوفيا كيف أعبر لكِ عن ما حدث لا أعلم" .

أطلقت تنهيدة طويلة تدل علي يأسي كوني لم أستطيع التعبير عن مشاعري كما يجب أو كيف أفكر به‍ ولكنه‍ حقاً أصبح يحتل كل ذرة من تفكيري وإنشغالي هذه‍ الفترة .
قاطع شرود أفكاري اليائس صوت تساءل صوفيا الذي ألجم لساني وجعلني متصنمة في مكاني غير قادرة علي التحرك حتي .

"هل تحبيه‍ ؟" وددت لو أن الأرض تنشق وتبتلعني في هذه‍ اللحظة لأنني لا أمتلك إجابة حقاً .
"لـ لا صـ صوفـ يا" تعلثمت بطريقة ظاهرة مع إرتباك جميع تعابير وجهي التي فضحتني بالنسبة لها .
"تصبحين علي خير صغيرتي" قالت مبتسمة بينما تنهض وتقبل جبيني لأغمض عيناي متذكرة قبلة أحمد التي قبلهاني في الأمس .

تسطحت علي السرير بتشوش ثم دفنت وجهي في الوسادة بينما أبتسم بإتساع فورما تذكرت ملمس شفتيه‍ علي جبيني ذلك اليوم .
ولكن ما جعل أبتسامتي تختفي تدريجياً هو عندما سألت نفسي ... هل حقاً قد أحببت أحمد في هذه‍ الفترة القصيرة التي قضيتها معه‍ ؟
ومن بعدها غفوت في نومٍ عميق غير مدركة ما يدور حولي لأن ملـامحه‍ قد ظهرت فورما أغلقت عيناي .
..
..
..
حالياً نحن في الصف الأخير منذ خمس دقائق منتظرين دخول أستاذة علم النفس التي ستكون أول مرة تدخل لنا هو اليوم حيث أننا سيكون لدينا صف علم نفس يوم ـالـثـلـاثـاء وـالـخـمـيـس فقط طول الأسبوع .
كان الجميع يتكلم بصوتٍ عالي للغاية مما جعل الضجيج هو أقل ما يقال عن الصف في هذه‍ اللحظة .
ربعت يدي علي المكتب الذي أمامي ومن ثم دفنت رأسي بينهما كمحاولة في الهروب من الصوت العالي لأن أذني أصبحت تؤلمني بشدة .
لحظات قليلة مرت حتي هدأ جميع من الصف فرفعت رأسي لأري من الفاعل وبالفعل وجدت سيدة في مقتبل الثلـاثينات تقف في منتصف الصف بينما تحمل كتب وورق بين يديها وتبتسم بنشاط .. يا إلهي أحب الفتيات التي تبتسم بنشاط دوماً .
وقفت بأدب كما حال الجميع لتلتفت تلك السيدة وتترك الكتب والورق الذي كانت تحمله‍ بين يديها منذ لحظات .

THE SINGLE GOLDEN DUOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن