WRITER P.O.V :
- ١ من شهر يونيو ( اللقاء الثاني عشر ) .
يمر شهران علي كلاً منهما وهما يشعران بأن الوقت يمضي ببطئ شديد لبعدهما الشديد عن بعضيهما ، كلاهما يرغب في أن ينتهي الشهران بأقصي سرعة قد خلقت في الكون ، ليعودا إلي اللقاءات التي أدمنا فعلها كل فترة والأخري ، مر عليهما أحد عشر لقاء ومازال متبقي الكثير بينهما ، الكثير والكثير سيحدث بعد عودة سهر من فرنسا ، فهذا ما يرغب به الصغير المبهم الذي كان يفكر بها طوال الشهران الماضيان دون أنقطاع .كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة يفكر بها هي وحسب وكأنها ألقت عليه لعنة مؤبدة ومستمرة المفعول ، لكنه سعيد وبشدة بتلك اللعنة حد الجحيم ، فلو كل لعناتها ستجعله سعيد بهذا الشكل المبالغ فيه ، فهو يتمني أن تلقي عليه لعنة كهذه يومياً كما يحلو لها ومن دون أن تخشي فقدانه .
هي وحسب من سكنت عقله في هذان الشهران ، كما حدث معها بالظبط ، لم تكن تشارك عائلتها في جلساتهم التي كانت تحدث يومياً بحجة أنها تشعر بالتوعك الشديد أو الإعياء أو ربما الملل وهذا غالباً ، لم تكن تتحدث مع أي شخص من عائلتها حتي جدها وجدتها اللذان لا تلتقي بهما سوي نادراً ؛ لأنها وبكل بساطة باتت لا تشعر بطعم الحديث سوي معه هو فقط ، لم تبتسم ولا مرة من قلبها ، فكيف ستبتسم وهو ليس أمام ناظريها كما أعتادت ! كيف سيقشعر بدنها وهي لا تحظي بلمساته التي عشقتها للأبد ! كيف ستشرد في أبتسامته وهو ليس معها الآن كما تود أن يكون !رغبتهما في بعضيهما بلغت أقصي حد ، رغبة أطفال بريئة ونقية لا تعلم معني الخداع أو الحزن ، رغبة قد تملكت قلبيهما وذغف يزداد يوماً بعد يوم ، فرغم أن بينهما الكثير من الأقطار والبحار والمدن ، إلا أنهما مازالا يمثلا الأولوية عند بعضيهما البعض .
يا تري هل هو بخير ؟ يا تري هل هي تبتسم الآن ؟
هل هو سعيد بحوذة من معه ؟ هل هي تفكر فيه مثلما يفكر بها ؟
أينام جيداً طوال هذه الليالي ؟ أتشعر بالأمان مع عائلتها من دونه ؟كلاً منهما يفكر في الآخر بطريقته الخاصة ، هما يهتمان بشدة لأدق التفاصيل التي باتت تصنع يومهما ، وها هما علي وشك الإلتقاء ببعضيهما بعد ساعات قليلة علي ما تظن سهر ؛ بسبب أنها قد وصلت إلي منزلها للتو بعد غياب ستون يوماً كاملين من دون أن تتواصل معه بطريقة أو بأخري ، وأخيراً عادت الحبيبة إلي موطن حبيبها .
دلفت سهر إلي غرفتها بحماس وخلفها مارتن يقهقه عليها ، بمجرد ما فتحت باب غرفتها تفاجئت بعدد الرسائل الموجودة علي فراشها بنظام ، حولت نظرها لمارتن ، فوجدته يبتسم لها بإتساع شديد .
"لم يترك يوماً إلا وأرسل لكِ فيه رسالة" أعلمها بهدوء لتفتح عينيها بدهشة وتركض للفراش بحماس : "أقرأئيهم حسب الترتيب سهر" أمرها مارتن بجدية لتومأ له برأسها عدة مرات قبل أن تجلس علي الفراش وتتنهد بحب يغمرها ، ستقرأ الستون رسالة التي أرسلها لها من دون ملل ، وكلما فتحت ورقة سيتضاعف شغفها أكثر وأكثر حتي يبلغ ذروته .
خرج مارتن من الغرفة وأغلق خلفه الباب ليترك لها الراحة ، جالت سهر بعينيها بين الرسائل لتقع علي الرسالة الأولي وتمسك بها بشوق ، أغلقت عينيها تستنشق رائحته العالقة بالورقة ، فجعلت من ثغرها يبتسم رغماً عنه ، تجلس وسط كلماته التي تداعب قلبها برقة بالغة ورائحته التي عقمت أنفها من أي شئ آخر حتي الهواء .
فتحت الرسالة وتسطحت علي معدتها ، أي جلستها المفضلة ، ظلت تقرأ سهر لآخر رسالة ، فالمبهم وكلماته لا يقاومان نهائياً .
أنت تقرأ
THE SINGLE GOLDEN DUO
Romanceتسللت لقلبي سيد مالِك ولم تعي ما سيحدث بعد ذلك من صعاب ستقابلني ، حقاً كان قلبك قاسياً حينها ؛ فتجولي معك لم يكن يوماً في صالحي ، مسكك ليدي برفق وتحليقي للسماء معك لم سوي كذباً ووهماً . فكرت بأنك تحتويني بأفعالك تلك ، وما كنت تقوم بشيئ سوي تعذيبي وج...