• PART FIFTY THREE | غـيـاب وشـوق | •

107 12 10
                                    

WRITER P.O.V :
- ١ من شهر يونيو ( اللقاء الثاني عشر ) .
يمر شهران علي كلاً منهما وهما يشعران بأن الوقت يمضي ببطئ شديد لبعدهما الشديد عن بعضيهما ، كلاهما يرغب في أن ينتهي الشهران بأقصي سرعة قد خلقت في الكون ، ليعودا إلي اللقاءات التي أدمنا فعلها كل فترة والأخري ، مر عليهما أحد عشر لقاء ومازال متبقي الكثير بينهما ، الكثير والكثير سيحدث بعد عودة سهر من فرنسا ، فهذا ما يرغب به‍ الصغير المبهم الذي كان يفكر بها طوال الشهران الماضيان دون أنقطاع .

كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة يفكر بها هي وحسب وكأنها ألقت عليه‍ لعنة مؤبدة ومستمرة المفعول ، لكنه‍ سعيد وبشدة بتلك اللعنة حد الجحيم ، فلو كل لعناتها ستجعله‍ سعيد بهذا الشكل المبالغ فيه‍ ، فهو يتمني أن تلقي عليه‍ لعنة كهذه‍ يومياً كما يحلو لها ومن دون أن تخشي فقدانه‍ .
هي وحسب من سكنت عقله‍ في هذان الشهران ، كما حدث معها بالظبط ، لم تكن تشارك عائلتها في جلساتهم التي كانت تحدث يومياً بحجة أنها تشعر بالتوعك الشديد أو الإعياء أو ربما الملل وهذا غالباً ، لم تكن تتحدث مع أي شخص من عائلتها حتي جدها وجدتها اللذان لا تلتقي بهما سوي نادراً ؛ لأنها وبكل بساطة باتت لا تشعر بطعم الحديث سوي معه‍ هو فقط ، لم تبتسم ولا مرة من قلبها ، فكيف ستبتسم وهو ليس أمام ناظريها كما أعتادت ! كيف سيقشعر بدنها وهي لا تحظي بلمساته‍ التي عشقتها للأبد ! كيف ستشرد في أبتسامته‍ وهو ليس معها الآن كما تود أن يكون !

رغبتهما في بعضيهما بلغت أقصي حد ، رغبة أطفال بريئة ونقية لا تعلم معني الخداع أو الحزن ، رغبة قد تملكت قلبيهما وذغف يزداد يوماً بعد يوم ، فرغم أن بينهما الكثير من الأقطار والبحار والمدن ، إلا أنهما مازالا يمثلا الأولوية عند بعضيهما البعض .

يا تري هل هو بخير ؟ يا تري هل هي تبتسم الآن ؟
هل هو سعيد بحوذة من معه‍ ؟ هل هي تفكر فيه‍ مثلما يفكر بها ؟
أينام جيداً طوال هذه‍ الليالي ؟ أتشعر بالأمان مع عائلتها من دونه‍ ؟

كلاً منهما يفكر في الآخر بطريقته‍ الخاصة ، هما يهتمان بشدة لأدق التفاصيل التي باتت تصنع يومهما ، وها هما علي وشك الإلتقاء ببعضيهما بعد ساعات قليلة علي ما تظن سهر ؛ بسبب أنها قد وصلت إلي منزلها للتو بعد غياب ستون يوماً كاملين من دون أن تتواصل معه‍ بطريقة أو بأخري ، وأخيراً عادت الحبيبة إلي موطن حبيبها .

دلفت سهر إلي غرفتها بحماس وخلفها مارتن يقهقه‍ عليها ، بمجرد ما فتحت باب غرفتها تفاجئت بعدد الرسائل الموجودة علي فراشها بنظام ، حولت نظرها لمارتن ، فوجدته‍ يبتسم لها بإتساع شديد .

"لم يترك يوماً إلا وأرسل لكِ فيه‍ رسالة" أعلمها بهدوء لتفتح عينيها بدهشة وتركض للفراش بحماس : "أقرأئيهم حسب الترتيب سهر" أمرها مارتن بجدية لتومأ له‍ برأسها عدة مرات قبل أن تجلس علي الفراش وتتنهد بحب يغمرها ، ستقرأ الستون رسالة التي أرسلها لها من دون ملل ، وكلما فتحت ورقة سيتضاعف شغفها أكثر وأكثر حتي يبلغ ذروته‍ .
خرج مارتن من الغرفة وأغلق خلفه‍ الباب ليترك لها الراحة ، جالت سهر بعينيها بين الرسائل لتقع علي الرسالة الأولي وتمسك بها بشوق ، أغلقت عينيها تستنشق رائحته‍ العالقة بالورقة ، فجعلت من ثغرها يبتسم رغماً عنه‍ ، تجلس وسط كلماته‍ التي تداعب قلبها برقة بالغة ورائحته‍ التي عقمت أنفها من أي شئ آخر حتي الهواء .
فتحت الرسالة وتسطحت علي معدتها ، أي جلستها المفضلة ، ظلت تقرأ سهر لآخر رسالة ، فالمبهم وكلماته‍ لا يقاومان نهائياً .

THE SINGLE GOLDEN DUOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن