• PART SIXTY SEVEN | سـفـر لـأمـيـركـا | •

116 6 43
                                    

WRITER P.O.V :
بمجرد ما أعلنت عينيها بأنها أنتهت من قراءة رسالة المبهم للمرة الخامسة علي التوالي ، أصدر عقلها أمراً صارماً بأن يستكين جسدها فجأة ، وتبدأ جفونها بالتثاقل تدريجياً ، مستقبلة عالم جديد من الأحلام التي لا تعرف من ستقابل فيها ، هل هو مبهمها الذي تسبب لها بألم مزمن لم تجد له دواءاً بعد ! أم أحمد الذي في حوذته هذا الدواء ويقوم بإعطائه لها رويداً رويداً !

لكن السؤال الأهم سيبقي عن ماهية مشاعرها ! وعن الخطط المستقبلية التي يخطط لها كلاً من المبهم وأحمد ، الشخص الذي ظهر في حياتها بهيئتين ، أحدهما مخفية جرحتها ، والأخري مرئية تضمد جرحها بطيب خاطر .

في الوقت الذي أغمضت سهر فيه عيناها بسكون تام أحتل جسدها ، دلف أحمد إلي غرفته في قصر مالِك بينما يبتسم بسعادة بالغة علي ما آلت إليه الأمور في حياته ، وكيف هو أصبح قريباً منها لدرجة تجعله يود لو يكسر تلك القواعد التي وضعها لنفسه كي لا يتخطاها معها ، فبمجرد رؤيتها  أمامه يبدأ قلبه بإرسال ذبذبات متتالية تحثه علي لمسها وضمها بين ذراعيه ، مستمتعاً بقريها منه لهذا الحد الذي لا يشعر فيه بأنه يتنفس ، فهي قد تسللت لداخله ، جعلته يتنفس برئتيها ويري بعينيها ، يحب ما تحب وينفر ما تنفر ، فلأي حد برأيكم قد وصل عشقه !
-
• بعد مرور ٦ شهور .
مر ستة أشهر علي عيد ميلاد سهر ، وبالتأكيد طوال الوقت قد كان أحمد معها لا يفارقها لأينها ذهبت ، سواء إن كان هذا ذهنياً أو حتي حقيقة ، وبسبب ذلك ؛ هي أصبحت تتهرب من التفكير بالمبهم أيضاً ، وذلك عن طريق قضاء الوقت مع أحمد وعائلتها التي ساعدتها كثيراً فعلاً بعودة طفولتها التي لم تنعم بها في الماضي .
ولصعوبة هذا الوقت وهذه الفترة علي سهر ، أحمد قد وصي الجميع بأن لا يتركوها بمفردها ، من ناحية لا يريدها تتشتت بالتفكير فيه وبالمبهم ، ومن ناحية ثانية يربكها برسائله ، ولكن الرسائل التي يرسلها لها ، ما هي سوي أداة تفريغ عم يشعر به ولا يستطيع مشاركته معها وجهاً لوجه ، فيتجه لأكثر الطرق تشتيتاً ويستخدمها ؛ ليريح قلبه مما يكبته بداخله من مشاعر أصبحت تقتله يومياً ، أوليس له حق بأن يرتاح ولو قليلاً من هذا الحب !

محمد والد سهر أصبح يتشارك معها معظم وقتها إن لم يكن بأكمله ، ولم يكن ذلك بسبب توصية أحمد بقضاء الوقت معها وحسب ، بل كان أيضاً بسبب أنه شعر بالذنب لإهمالها طيلة هذه السنوات الماضية ، وكيف أنه جعلها تفقد جزءاً مهماً من مراحل حياتها ، ألا وهي طفولتها البريئة التي لم تشعر بها سوي بالشهور القليلة التي قضتها مع المبهم .
سهر رحبت بتلك الفكرة للغاية ، وسعدت كثيراً لكون أباها أصبح يشاركها ما يحدث له بيومه ، وكأنه يخبرها بأنها هي الوحيدة التي تخفف عنه شعوره بالألم وبالوحدة ، حيث كان يترك غرفته طيلة أسبوعين متتاليين ، ويذهب لغرفة أبنته يتشارك معها السرير ذاته ، يضمها لصدره بحنان ويعبث في شعرها بينما يسمع منها ما حدث في يومها أيضاً بالتفصيل الممل ، ولا يقوم بتفويت أي حدث من دون ما يعلمه ، حتي تلك الأوقات التي تتشاركها أحمد .

THE SINGLE GOLDEN DUOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن