SAHAR P.O.V :
الشئ الوحيد الذي أشعر به تجاه أحمد في هذه اللحظة تحديداً هو الأمتنان ؛ لأنه لولا وجوده معي في تلك اللحظة المؤلمة لما كنت أخذت حقي من تلك النعامة المتعجرفة عندما أهانت أمي بهذه الكلمة البذيئة .
فهي قد نعتت أمي بالعاهرة كما نعتها الأخرون في الماضي ، لكن أمي لم تكن عاهرة يوماً ما ولن تكون كذلك .. هي فقط لم تستطيع أن تحب أبي كما يليق به .
لذلك هي أبتعدت عنه كي لا تجرحه أكثر من ذلك وتظلمه معها بسبب عدم قبول قلبها به كزوجاً لها في هذه الحياة .
هي لم تخطئ في حقي نهائياً أو في حق أبي حتي ولن تفعل ذلك في يومٍ ما عن قصد ، أو حتي تجرح أحدهم من أجل نفسها ومصلحتها الشخصية فقط كما كان يعتقد البعض ؛ لقد تحملت كثيراً وحاولت أن تحب أبي أكثر من مرة ولكنها لم تستطيع ففضلت الإنسحاب بكل هدوء كي لا يتضخم حجم المشاكل عليها وعلي أبي .
إنها أفضل سيدة في العالم وأنا أعلم ؛ لذلك أنا متأكدة بأنها ستأتي لي في يومٍ ما وتخبرني عن كم أشتياقها لي ... فقط سأنتظر بعض الوقت .أطلقت تنهيدة طويلة متناغمة مع صوت وصولنا أخيراً إلي وجهتنا ليترجل الجميع من السيارة بينما كل منهم متوجه إلي منزله .
أمسكت حقيبتي بهدوء ولم أحاول خلق أي حديث بسيط مع أحد حتي أحمد لأنني ليس لدي طاقة كفاية للتحدث مع أي أحد .
ترجلت من السيارة وتوجهت بخطاي المتعبة نحو منزلي ليمسكني أحد ما من الخلف من معصمي فألتفت برأسي له لأجده أحمد .
عقدت حاجباي مستغربة وألتفتت له بجسدي من أجل أن أقف مقابلة له ليبعد يده عني ويحك خلف عنقه بحرج ."شكراً لك" همست بصوت يكاد يسمع فورما نظرت له لينظر نحوي بإهتمام بمعني أن أكمل .
"لا أعلم ما الذي كان سيحدث لولا وجودك معي اليوم ؛ لذلك أنا مدينة لك بالكثير" أكملت بخفوت بينما تجمعت الدموع في عيناي مكونة طبقة زجاحية شفافة عليهما .
"ولكن الأسوء من كل ذلك هو وجودي حولك الذي قد أدي إلي ظهور إشاعات غريبة عنك" تابعت بندم بينما هو رفع حاجبيه بإستنكار .
"وما هي تلك الإشاعات الغريبة التي ظهرت عني ؟" تساءل بجدية بينما يضع كلتا يديه في جيبوب بنطاله الأمامية .
"أولها أننا حبيبان و ...." كدت أكمل كلـامي بحزن ليقاطعني هو فجأة : "تعجبني هذه الإشاعة .. غيرها" .
"أستمحيكِ عذراً ! أعيد ما قلته" قلت بحزم بينما أنظر نحوه بتشوش .
"تعجبني تلك الإشاعة التي تبين بأننا حبيبان" أعاد كلـامه بثقة بينما يحدق بي لأخفض نظري بتوتر ، يتصرف معي دوماً بطريقة غريبة للغاية بعدما أبكي أمامه .
"أخبريني بقية الإشاعات" تابع كلـامه بنبرة هادئة لأنظر نحوه بنظرة تائهة .
"هـ هو فـ في ..." تلعثمت بشدة أثر نظرته المرتكزة عليَّ ليبتسم هو بهدوء .
"حسناً لا تكملي" قال متفهماً لتلعثمي الملحوظ أمامه ثم أردف بجدية : "ستقضون اليوم عندنا" .
"لقد تحدث أمي معي عبر الهاتف ونحن في الطريق وأخبرتني بأنكم ستقضون اليوم معنا وأنها قد تحدثت مع الخالة سيدرة في ذلك الأمر اليوم وقد قبلت بذلك ؛ لكنك لم تلـاحظي المكالمة لأنكِ كنتِ شاردة للغاية" برر بوضوح لأطلق أوه متفهمة من فمي .
"لا بأس إذاً ، سأبدل ثيابي وأتي سريعاً" قلت مبتسمة نصف أبتسامة ليومأ هو برأسه .
..
..
..
يجلس الجميع الأن ملتفاً حول مائدة الطعام الكبيرة في منزل السيد يوسف مالِك الذي سنقضي معه الليلة اليوم .
يترأس الطاولة أبي والسيد يوسف بينما أمي تجلس علي الجانب الأيمن من أبي وجدتي تجلس علي الجانب الأيسر منه .
أما من الناحية الأخري يجلس السيد يوسف وعلي جانبه الأيمن الخالة تاليا ومن الجانب الأيسر السيد ياسر والباقي في المنتصف .
أنت تقرأ
THE SINGLE GOLDEN DUO
Roman d'amourتسللت لقلبي سيد مالِك ولم تعي ما سيحدث بعد ذلك من صعاب ستقابلني ، حقاً كان قلبك قاسياً حينها ؛ فتجولي معك لم يكن يوماً في صالحي ، مسكك ليدي برفق وتحليقي للسماء معك لم سوي كذباً ووهماً . فكرت بأنك تحتويني بأفعالك تلك ، وما كنت تقوم بشيئ سوي تعذيبي وج...