• PART TWENTY NINE | شـكـر | •

131 57 14
                                    

SAHAR P.O.V :

الشئ الوحيد الذي أشعر به‍ تجاه‍ أحمد في هذه‍ اللحظة تحديداً هو الأمتنان ؛ لأنه‍ لولا وجوده‍ معي في تلك اللحظة المؤلمة لما كنت أخذت حقي من تلك النعامة المتعجرفة عندما أهانت أمي بهذه‍ الكلمة البذيئة .
ف

هي قد نعتت أمي بالعاهرة كما نعتها الأخرون في الماضي ، لكن أمي لم تكن عاهرة يوماً ما ولن تكون كذلك .. هي فقط لم تستطيع أن تحب أبي كما يليق به‍ .
لذلك هي أبتعدت عنه‍ كي لا تجرحه‍ أكثر من ذلك وتظلمه‍ معها بسبب عدم قبول قلبها به‍ كزوجاً لها في هذه‍ الحياة .
هي لم تخطئ في حقي نهائياً أو في حق أبي حتي ولن تفعل ذلك في يومٍ ما عن قصد ، أو حتي تجرح أحدهم من أجل نفسها ومصلحتها الشخصية فقط كما كان يعتقد البعض ؛ لقد تحملت كثيراً وحاولت أن تحب أبي أكثر من مرة ولكنها لم تستطيع ففضلت الإنسحاب بكل هدوء كي لا يتضخم حجم المشاكل عليها وعلي أبي .
إنها أفضل سيدة في العالم وأنا أعلم ؛ لذلك أنا متأكدة بأنها ستأتي لي في يومٍ ما وتخبرني عن كم أشتياقها لي ... فقط سأنتظر بعض الوقت .

أطلقت تنهيدة طويلة متناغمة مع صوت وصولنا أخيراً إلي وجهتنا ليترجل الجميع من السيارة بينما كل منهم متوجه‍ إلي منزله‍ .
أمسكت حقيبتي بهدوء ولم أحاول خلق أي حديث بسيط مع أحد حتي أحمد لأنني ليس لدي طاقة كفاية للتحدث مع أي أحد .
ترجلت من السيارة وتوجهت بخطاي المتعبة نحو منزلي ليمسكني أحد ما من الخلف من معصمي فألتفت برأسي له‍ لأجده‍ أحمد .
عقدت حاجباي مستغربة وألتفتت له‍ بجسدي من أجل أن أقف مقابلة له‍ ليبعد يده‍ عني ويحك خلف عنقه‍ بحرج .

"شكراً لك" همست بصوت يكاد يسمع فورما نظرت له‍ لينظر نحوي بإهتمام بمعني أن أكمل .
"لا أعلم ما الذي كان سيحدث لولا وجودك معي اليوم ؛ لذلك أنا مدينة لك بالكثير" أكملت بخفوت بينما تجمعت الدموع في عيناي مكونة طبقة زجاحية شفافة عليهما .
"ولكن الأسوء من كل ذلك هو وجودي حولك الذي قد أدي إلي ظهور إشاعات غريبة عنك" تابعت بندم بينما هو رفع حاجبيه‍ بإستنكار .
"وما هي تلك الإشاعات الغريبة التي ظهرت عني ؟" تساءل بجدية بينما يضع كلتا يديه‍ في جيبوب بنطاله‍ الأمامية .
"أولها أننا حبيبان و ...." كدت أكمل كلـامي بحزن ليقاطعني هو فجأة : "تعجبني هذه‍ الإشاعة .. غيرها" .
"أستمحيكِ عذراً ! أعيد ما قلته‍" قلت بحزم بينما أنظر نحوه‍ بتشوش .
"تعجبني تلك الإشاعة التي تبين بأننا حبيبان" أعاد كلـامه‍ بثقة بينما يحدق بي لأخفض نظري بتوتر ، يتصرف معي دوماً بطريقة غريبة للغاية بعدما أبكي أمامه‍ .
"أخبريني بقية الإشاعات" تابع كلـامه‍ بنبرة هادئة لأنظر نحوه‍ بنظرة تائهة .
"هـ هو فـ في ..." تلعثمت بشدة أثر نظرته‍ المرتكزة عليَّ ليبتسم هو بهدوء .
"حسناً لا تكملي" قال متفهماً لتلعثمي الملحوظ أمامه‍ ثم أردف بجدية : "ستقضون اليوم عندنا" .
"لقد تحدث أمي معي عبر الهاتف ونحن في الطريق وأخبرتني بأنكم ستقضون اليوم معنا وأنها قد تحدثت مع الخالة سيدرة في ذلك الأمر اليوم وقد قبلت بذلك ؛ لكنك لم تلـاحظي المكالمة لأنكِ كنتِ شاردة للغاية" برر بوضوح لأطلق أوه‍ متفهمة من فمي .
"لا بأس إذاً ، سأبدل ثيابي وأتي سريعاً" قلت مبتسمة نصف أبتسامة ليومأ هو برأسه‍ .
..
..
..
يجلس الجميع الأن ملتفاً حول مائدة الطعام الكبيرة في منزل السيد يوسف مالِك الذي سنقضي معه‍ الليلة اليوم .
يترأس الطاولة أبي والسيد يوسف بينما أمي تجلس علي الجانب الأيمن من أبي وجدتي تجلس علي الجانب الأيسر منه‍ .
أما من الناحية الأخري يجلس السيد يوسف وعلي جانبه‍ الأيمن الخالة تاليا ومن الجانب الأيسر السيد ياسر والباقي في المنتصف .

THE SINGLE GOLDEN DUOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن