• PART TWENTY ONE | حـقـيـقـة | •

157 58 6
                                    

SAHAR POV :

ملـامح الصدمة التي أرتسمت علي وجهه‍ وكلتا عينيه‍ اللتان أتسعتا بدهشة بالإضافة إلي فكه‍ الذي يكاد يلمس الأرض .
ل

قد تفوهت بهذه‍ الجملة رغماً عني وأنا أشعر بوخز حاد يخترق قلبي في هذه‍ اللحظة .

"هل تقصدين بأن السيدة سيدرة هي زوجة أبيكِ وليست أمك الحقيقية !" تساءل مستغرباً وهو يحاول فهم الأمر لأومأ له‍ برأسي بمعني نعم .
"إذاً أين ذهبت أمك الحقيقية !" تساءل مجدداً لأتنهد أنا بألم .
"أمي وأبي لم يتزوجا عن حب نهائياً بل أبي قد أرغم علي أن يتزوج من أمي بسبب أن جدي كان مصاباً بمرض لعين سينه‍يه‍ في غضون أيام قليلة .
وقد طلب جدي من أبي قبل موته‍ بأنه‍ يريد أن يحضر زفافه‍ قبل أن يفارق الحياة ولكن أبي لم يكن يحب أي فتاة فأخبره‍ جدي بأن لديه‍ صديقه‍ العزيز الذي يمتلك أبنة جميلة للغاية في تقارب مع عمر أبي ولكنها تصغره‍ بشهر ... كانت هذه‍ الفتاة هي أمي" تحدثت متذكرة ما حدث منذ أكثر من عشرة سنين ثم أنهيت كلـامي مبتسمة بحزن أخترق قلبي للتو .
"كانت أمي جميلة للغاية ... عيناها كانتا زرقاء ليست مثلي تماماً وجسدها كان ممشوقاً ورشيقاً للغاية بالإضافة إلي بشرتها النقية ... حقاً إنها سيدة جميلة" أكملت بإعجاب ليقاطعني هو متسائلـاً : "ما هو أسم أمك !" .
"سيلينا ... سيلينا ـأنصاري ، كان أبي يناديها دوماً بـ سيلين لأنه‍ وقع بحبها للغاية قبل أن يتزوجها لكن لسوء الحظ أمي لم تبادله‍ .
لكنها ظلت تخفي الموضوع علي أمل أن تحبه‍ في يوم ما وتتقبل مشاعره‍ نحوها حتي أنجبت ثلـاثتنا .. أياد ولينا وأنا .
لم تستطيع أن تتحمل أكثر من ذلك وصارحت أبي بمشاعرها وهي أنها لا تكن له‍ مشاعر من الأساس وأخبرته‍ بأن يطلقها في أسرع وقت لأنها قبلت بذلك الزفاف فقط من أجل أن جدي كان مريضاً وأنها قد حاولت كثيراً أن تحبه‍ ولم تستطيع" أردفت بصوت مبحوح وقد تجمعت الدموع في عيناي لتكون طبقة زجاجية ركيكة ليتنهد هو بأسف .
"أبي لم يرد أن يرغم أمي علي البقاء معه‍ علي الرغم من أنه‍ أصبح يحبها كثيراً ولكن ليس كل ما يتمناه‍ المرء يدركه‍ .
تركتني أمي وأنا في الثالثة من عمري ... لم أكن أعي أي شئ في وقتها ولكن أبي قد حكي لي كل ما حدث عندما أصبحت بالغة ويمكنني تفهم الأمر .
ومنذ ذلك الوقت وأنا لم أري أمي ، فقط كل ما علمته‍ من أبي عنها هو أنها قد تزوجت وتعيش حياتها بسعادة الآن" أنهيت كلـامي بيأس وأنا أخفض رأسي بإنكسار .
"والسيدة سيدرة كيف تزوجت من أبيكِ !" تساءل بعدم فهم .
"هي كانت صديقة أمي المقربة وعندما علمت بكل شئ حدث معنا كانت تأتي لنا كثيراً كي تطمئن علي ثلـاثتنا ونحن تعلقنا بها كثيراً ؛ لذلك عرض أبي عليها أن تكون زوجته‍ وهي لم ترفض لأنها تعلم ما نمر به‍ .
كانت تعلم بأن أبي لن يحبها يوماً بعد حبه‍ الشديد لأمي ولكنه‍ أحبها في النهاية وترك حبه‍ لأمي يخبو في قلبه‍ شيئاً فشيئاً حتي نسي أمي تماماً ونحن فعلنا المثل ... حتي أنا نسيتها" أجبت عليه‍ وأنا أحاول كتم دموعي عن طريق وضع شفتي السفلية بين فكي بقوة .

THE SINGLE GOLDEN DUOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن