• PART FIFTY FOUR | ذهـاب دون عـودة | •

75 10 48
                                        

WRITER P.O.V :
- ١٤ من شهر يونيو ( اللقاء السادس عشر ) .
يجلسان معاً بينما يحدقان بشاشة الحاسوب التي أمامها بتركيز بالغ ، وكأنهما مقدمان علي أتخاذ قراراً مصيرياً سيغير حياة كلاً منهما ، رغم أن تركيزهما ما كان سوي لأخيار برنامج الأطفال الذي سيشاهداه‍ مع بعضيهما ، وكالعادة شجارات الأطفال في ما هو البرنامج الذي سيقومان بمتابعته‍ .

أما بالنسبة للأيام السابقة التي مرت من دون لقاء بينهما ، فكانت بسبب إنشغال سهر كثيراً مع أبيها في الذهاب إلي الشركة ومن ثم التنزه‍ في الخارج لباقي اليوم ، حتي أنها أصبحت نادراً ما تري والدتها التي كلما رأتها عانقتها بكل حب ودمعت عيناها لما سيحدث بعد أيام قليلة وحسب ، وهذا ما يسعي والدها لفعله‍ ، أن يشغلها عن والدتها علي قدر ما يمكن ، حتي لا تعاني عندما تذهب من هنا للأبد ؛ ولكن يبقي السؤال ، هل هي حقاً ستذهب وتترك أبنتها بمفردها هنا ؟ هل ستمضي في حياتها وكأنها لا تمتلك أولاداً من الأساس كما تشرط عليها محمد بأن تفعل ؟ الإجابة عندها هي وحسب ونحن ننتظر لنري ما هو قرارها الحاسم الذي سيتغير عنده‍ مجري الرواية بأكملها ، ومن يعلم ، ربما شخصية سهر أيضاً ستتغير ومع الجميع !

"سنشاهد ميكي ماوس" هتفت سهر بجدية وهي تحرك الفارة لتكاد تضغط علي حلقة ميكي ماوس التي تريد مشاهدتها لولا إمساك الصغير بيديها مانعاً أياها : "لا أحب ميكي ماوس ، ثم أنكِ من المفترض أن تتابعي سندريلا أو روبانزل وليس ميكي ماوس" تهكم الصغير المبهم وهو يحدق بها في بلاهة لتقلب سهر عينيها بملل ، ما العيب في مشاهدة ميكي ماوس للفتيات ؟ هذا ما فكر فيه‍ عقلها قبل أن تتنهد بضيق : "تعلم بالتأكيد أنني لم ولن أشاهد سبونج بوب ، ما المفيد في قطعة أسفنخية صفراء ها !" ضيق عينيه‍ بتوعد نحوها ليقترب منها رويداً رويداً بنظرات مخيفة تحتل عينيه‍ : "وما المفيد في مشاهدة لا أعلم هل هو كلب أم هرة أم فأر ، ناه‍ سخيف" جلس مكانه‍ مرة أخري وأخذ خصلة من خصلات شعرها المنسدلة علي كتفيها ليلفها حول أنامله‍ غير آبها بأن رأسها تحركت مع حركة يديه‍ في جذب خصلتها وتموضعت علي صدره‍ : "هييي ، لا تكن عنيفاً يا مبهم" ضربت صدره‍ بكلتا يديها ليترك هو خصلتها ويضع كلتا يديه‍ علي فمها مانعاً أياها من التحدث أكثر : "يا قلب المبهم وعيونه‍ لست عنيفاً" همس بجانب أذنها مقبلاً كتفها من فوق الملابس بترو لترتعش هي للمسته‍ ، ضربت يديه‍ مراراً ليبعدها عن فمها حتي ضحك بعلو وهو يميل لأذنها مجدداً : "هل لو بعدت يدي ستقبليني !" أستفهم بشك لتومأ سريهاً برأسها نافية : "ولما ؟" عبس مبعداً يديه‍ عن فمها لتضع هي يديها عن خصرها عندما وقفت علي الفراش بتوعد هذه‍ المرة : "ليس من العدل أن أقبلك وأنا غاضبة منك" هتفت بضيق وكادت تلتفت لتنزل من علي السري لكنه‍ عركلها لتقع عليه‍ تزامناً من خروج شهقة من فمها عندما أصتدمت رأسها بصدره‍ : "وليس من العدل أن تذهبي بعيداً وطعمكِ بين شفتاي" حاوط خصرها بين يديه‍ لتبتسم هي بخجل وتخفي وجهها في عنقه‍ كي لا يراها وهي هكذا : "يمكنني مشاهدة حلقات ميكي ماوس بأكملها الآن لو أردتِ ذلك" قلب الوضعية وأصبح هو فوقها لتبتعد هي وتحدق بعينيه‍ لدقائق : "أنا فقط لا أريد أي شئ غيرك" ببطئ شديد أقتربت وقبلت فكه‍ ليبتسم الصغير المبهم مبعثراً شعرها‍ : "لنطمئن علي صن وكينج هيا" جذبته‍ من ذراعه‍ وتوجهت به‍ ناحية شرفتها التي كانت مغلقة قبلما تقوم هي بفتحها ، دلفت إليها معه‍ وأقتربت قليلاً من قفص العصافير الذي جلبه‍ لها المبهم مسبقاً .

THE SINGLE GOLDEN DUOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن