• PART FIFTY | لـيـلـة هـادئـة ثـانـيـة | •

245 21 118
                                        

WRITER POV :
وقعت تلك الجملة التي قالها السيد يوسف علي أذن أحمد كالصاعقة وجعلت من فكه‍ يكاد يلامس الأرض من دهشته‍ المبالغ فيها ، بالتأكيد هو لا يكن الحقد والكره‍ لأخاه‍ الأكبر ، ولكن أبيه‍ يعلم جيداً بأن ما بينهما لا يمكنه‍ أن يحل بلقاء مفاجئ بينهما ، بالإضافة إلي أنه‍ سيجعل ثالثهما سهر ، ما يقلق أحمد بشأنه‍ وبشدة .
ف

ي الأساس أحمد يعتقد بأنه‍ لم يمر وقتٍ كافي علي جعل سهر تحبه‍ ، لا يعلم بأنها أصبحت علي الهاوية ، ينقصها عدة وهلـات لتقع في حبه‍ إن لم يكن في عشقه‍ ؛ لذلك يخشي بأن عمر من الممكن أن يحتل مكانة أكبر في قلبها ويعود هو لنقطة الصفر مرة أخري وهو لا يريد ذلك بتاتاً .

زفر أحمد بخنق وهو يقبض علي يديه‍ بقوة كما حال فكه‍ آخذاً شفتاه‍ السفلية بين عناق أسنانه‍ يكبت شعور الغضب الذي تسلله‍ بمجرد نطق أباه‍ لأسم عمر ، حولت سهر عينيها علي أحمد لتجد هيئته‍ المتذمرة تلك ، فهي أول مرة لها تجد أحمد مرغماً علي فعل شئ من قبل والده‍ ، وها هو لا يستطيع الإعتراض علي ما قاله‍ أبيه‍ كي لا يتضخم حجم المشكلة بينهما ، بين عمر وأحمد ؛ لذلك صمت وكتم غيظه‍ في نفسه‍ ، لكن ما كشفه‍ بالنسبة لسهر كانت قدميه‍ التي تتحرك بوتيرة سريعة كما تنفسه‍ ، هو غاضب وبشدة ، وعلاوة علي ذلك هو لا يريد رؤية عمر الآن بتاتاً ، ليس الوقت المناسب للتصادم بينهما نهائياً .

"اليوم في الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ستقلع طائرته‍ من لندن ، وسيصل بإذن الله‍ في تمام الساعة الثامنة صباحاً ؛ لذلك كونا مستعدان كي لا ينتظركما كثيراً في المطار" تابع السيد يوسف حديثه‍ بصوته‍ الرجولي عندما وجد الجميع منصتاً له‍ بمن فيهم سهر ، ثم هم بالوقوف هو والسيد محمد معاً ليتحدث قائلـاً بجدية : "أما الآن فعلينا أنا ومحمد أن نذهب للشركة ؛ لأن لدينا أجتماعات هامة وبعض الصفقات التي يجب علينا إنهائها" .
توجه‍ كلاهما -السيد يوسف والسيد محمد- لناحية الباب بعدما سلم كلاً منهما علي زوجته‍ وودعها ، أما السيد محمد فقد قام بتقبيل وجنتي سهر برقة تحت عيني أحمد الذي كان يراقبهما بضيق وخنق ، وما زاد غضبه‍ أضعافاً هو أن سهر قابلت قبلة والدها بصدر رحب وأبتسمت له‍ بتوسع دليلاً علي قبولها بما فعل ، فعض أحمد علي وجنتيه‍ من الداخل بأسنانه‍ ونهض من علي الأريكة سريعاً بعدما رحلا كلاً من السيد يوسف والسيد محمد لتعقد سهر حاجبيها بإستغراب شديد لتصرفه‍ المفاجئ ذلك ، نهضت خلفه‍ وسط تحديق الجميع بهما وبالأخص رينا وتاليا لتجده‍ يتجه‍ نحو الباب وسيكاد يرحل لولا يديها التي ألتفت حول معصمه‍ بقوة مانعة أياه‍ من المضي قدماً فيما كان سيفعله‍ .

"إلي أين ستذهب ؟" تساءلت سهر بجدية وهي تقف أمامه‍ مقابلة أياه‍ بجسدها الصغير مقارنة بخاصة أحمد : "سأرحل" أجاب بإختصار وهو يحرر يديه‍ من بين قبضتها لتستنكر سهر فعلته‍ تلك : "ما بك ! لما تتصرف بهذه‍ الطريقة الجافة معي ؟" تابعت متساءلة غير آبهة بأنه‍ سيرحل فتنهد بغضب وهو يحاول بشتي الطرق أن يخفيه‍ عنها : "أنا من يتصرف بغرابة أم أنتِ هي اللعينة !" هتف بحنق في وجهها وهو يقلب لسانه‍ في فمه‍ ، جعدت سهر حاجبيها بشك وأقتربت منه‍ قليلاً ليبتعد هو في المقابل : "أنا لا أفهم شئ ، ما الذي فعلته‍ لك ليجعلك تتصرف هكذة أيها المعتوه‍ ؟" أستفهمت بإستنكار متذمر وهي تحدق في عروق يديه‍ ورقبته‍ التي برزت بشدة أثر غضبه‍ ذلك ، لأول مرة تراه‍ غاضباً بهذا الشكل : "أتذكري ذلك اليوم عندما كنا بالرحلة وأباكِ قبلكِ وأخبرتكِ بأنني لا أحب مشاهد التقبيل ووعدتيني بأنكِ لن تقبيله‍ مجدداً ، وها أنتِ فعلتيها مرة أخري وقابلتيها بصدر رحب وكأنه‍ يلوح لكِ ، واللعنة الملعونة أنتِ بالغة كفاية ليلمسكِ أباكِ ويقبلكِ" أنفجر في وجهها بغضب شديد وهو يلوح بيده‍ في الهواء غير مهتماً بصوته‍ الذي كاد يكون عالياً إن لم يكن من الأساس مسبباً أبتسام كلاً من أستمع لصوته‍ ، ألا وهما رينا وتاليا ، بينما الباقي كان منهم من يعبث في هاتفه‍ بلا أهتمام لما يحدث حوله‍ كـ لينا وإسلام ومنهم من يشاهد التلفاز بإنسجام كڤيولا وأياد ومنهم من يتحدث مع الآخر في أمور تخصهما كالسيد ياسر والسيدة ساندي ، أما علي الجهة الأخري كانت سهر تقف مطأطأة رأسها وهي تبتسم بحياء شديد بسبب كلامه‍ : "أكتفيت وسأرحل ، في البداية اللعين عمر سيأتي ثم يختمها أباكِ بتقبيلكِ أمام الجميع ، اللعنة عليكم جميعاً واحداً واحداً لا أكترث لكم بتاتاً ولا حتي أنتِ ، بالأساس أنا هادئ الآن ، وسأقتلك أقسم إن تجرأتِ علي فعلها مرة أخري أنتِ وذلك العجوز الأخرق" كان يتحدث بهدوء في البداية ثم أنهي كلامه‍ ببلاهة وهو يتأفف بين كل كلمة والأخري تحت أنظار تلك التي كانت تكتم ضحتها بصعوبة بالغة بسبب وجهه‍ المحمر وطريقة تحدثه‍ الهيستيرية تلك ، لم تمر ثواني حتي أنتبه‍ لإبتسامتها التي أخذت تتستع تدريجياً حتي باشرت بالضحك رغماً عنها وهي تمسك بمعدتها من شدة الضحك ، هدأت وتيرة تنفسه‍ وهو يراها تضحك بهذه‍ الطريقة ، وعادت ضربات قلبه‍ لمعدلها الطبيعي ليجد نفسه‍ يلصقها في الحائط الذي خلفها دون مقدمات ودون سابق تحذير واضعاً كلتا يديه‍ علي الحائط الذي خلفها محاصراً أياها أمامه‍ ، جفلت حدقتي عينيها وتوقفت عن الضحك تماماً تنظر له‍ بقلق عندما وجدته‍ يحدق بها في صمت ، لقد تغيب عن الوعي وهو ينظر لها ربما : "لا يحق لأي مخلوق خلق علي سطح الكوكب أن يتذوقكِ عداي ، لم تخلقي سوي لتكوني معي ، فأحذري لأنني أخاف علي ممتلكاتي وأنتِ أغلاها" همس بجانب أذنها بتملك ثم أبعد يديه‍ عن الحائط ليحيط بها خصرها مقربا أياها منه‍ ، سرت رعشة قوية في سائر جسدها بسبب جملته‍ التي كانت مخدرة كفاية بأن تجعلها فاقدة لوعيها وثانياً بسبب لمسة يديه‍ لخصرها والتي بدت مختلفة هذه‍ المرة بالنسبة لها .

THE SINGLE GOLDEN DUOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن