• PART TWENTY | مـعـاقـبـان ثـانـيـة | •

145 61 12
                                    

SAHAR P.O.V :

ل

قد كان صوته‍ أكثر من مدهشاً ،، وإحساسه‍ كان حماسياً لدرجة لا تصدق وكأنه‍ يغني من كل إنشٍ في جسده‍ وليس شفتيه‍ فقط التي تتناغم مع الكلمات .
كان يحمل جيتاره‍ ويغني بكل الشغف الذي يكنه‍ في قلبه‍ تجاه‍ أي شئ ... كانت ألحانه‍ توضح كم المشاعر المبهمة التي تجتاح قلبه‍ في هذه‍ اللحظة .
أصابعه‍ التي كانت تضرب علي الأوتار صعوداً ونزولاً صانعة أفضل الألحان .. شفتيه‍ التي كانت تتمتم كلمات الأغنية وتبتسم لي بإتساع تارة وتبتسم لي بجانبية تارة أخري .
عينيه‍ التي أرتكزت علي خاصتي طول الفترة التي كان يغني بها وبالطبع أنا بدوري قمت بإستغلـال الفرصة وحدقت بعيناه‍ الذهبية التي تبتسم لي أكثر من شفتيه‍ .
أنا أعترف الآن لـ يومياتي العزيزة بأنني قد وقعت في حب أدق وأصغر التفاصيل التي تختص بـ أحمد مالِك الغامض كما تقول رينا .

أغلقت دفتر يومياتي برفق وأنا أتنهد بإبتسامة أرتسمت علي محياي عندما تذكرت وجهه‍ الهادئ وملـامحه‍ المتقنة .
لا أعلم ما الذي يحدث لي منذ أن بدأت بقضاء الوقت معه‍ ولكني خائفة للغاية ... خائفة بأن أقع في حبه‍ وأكتشف لاحقاً بأنه‍ لا يبادلني .
حينها فقط سأشعر بالخيبة واليأس تجاه‍ كل شئ ونظرتي للحياة ستتغير وبالتالي معاملـاتي مع الناس ستتغير وأنا بأكملي سأتغير .
بالإضافة إلي ذلك هو أنني لم أكمل تحقيق أحلـامي التي أرغب بها ولقد عاهدت نفسي مسبقاً بأن لا أخوض علـاقة حب وأنا لم أحققها بعد .

هناك الكثير من الأشياء التي تدور بعقلي في هذه‍ اللحظة بسبب شخص قد قابلته‍ منذ خمسة أيام فقط .
في أول الأمر كانت فكرة أن أقابله‍ وأن أقضي معه‍ الوقت مستحيلة بالنسبة لي ؛ لأن رينا كانت تخبرني بأنه‍ دوماً منعزل عن الجميع ويجلس في غرفته‍ بالإضافة إلي أنه‍ غامض لأقصي درجة قد تأتي علي خاكر أحد ويتحدث ببرود ليس له‍ حدود ، لكن ما رأيته‍ أنا معه‍ كان العكس تماماً .
لقد تحدث معي بحرية وأخبرني عن أبيه‍ وكان يبتسم لي بين الحين والأخر ، بل كان يبتسم لي دوماً .
لا أعلم لما يتصرف معي بهذه‍ الأريحية والهدوء واللطافة بينما يكون منعزلاً وغامضاً عندما يكون مع عائلته‍ !
أنا لا أنكر بأنه‍ غامض بدرجة ما معي ولم يخبرني بأي شئ يتعلق به‍ هو ، ولكن أنا متأكدة بأنه‍ سيخبرني بكل شئ عنه‍ يوماً ما .

أطلقت نفساً عميقاً لم أعرف بأنني قد كتمته‍ لفترة طويلة وأنا ألقي بجسدي المتهالك علي السرير بتثاقل .... لم أنم منذ يومين بسبب فضولي اللعين الذي جعلني أقضي أفضل الأوقات مع أحمد .
أستلقيت علي جانبي الأيمن وأحتضنت الوسادة بكل ما أوتيت من قوة كي أستطيع النوم .
لم تمر لحظات كثيرة حتي أستكانت جميع خلـايا جسدي وبدأت أنفاسي في الإنتظام معلنة أنني قد غطت في نومٍ عميق للغاية .
..
..
..
تململت في نومتي بكسل وأنا أحاول بقدر الإمكان أن أهرب من أشعة الشمس التي تغزو عيني في هذه‍ اللحظة .
أنا لا أريد الإستيقاظ الآن .. في النهاية أنا وأحمد معاقبان مرة أخري بسبب أننا تأخرنا في الغابة ليلة أمس بينما الجميع سيذهبون إلي الشاطئ .
وضعت الوسادة علي رأسي كي تحجب أشعة الشمس من الوصول إلي عيني ونجحت في ذلك ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .
سمعت صوت طرقات عنيفة علي الباب لأتنهد بعدم أرتياح .. بالتأكيد سيعطونا قائمة بما سنفعله‍ اليوم في المنزل بما أننا معاقبان بسبب شئ تافه‍ لا يذكر .
لكن لا يهمني أننا سنفعل أشياء شاقة أو متعبة ... أحمد سيكون معي وذلك أفضل ما سيحدث في يومي .

THE SINGLE GOLDEN DUOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن