اول ما وصلت طيارتهم لبيڤرلي هيلز كلمت ام رنيم سواق التاكسي وعطته العنوان بدون ما تودع رنيم ولا حتى ابوها ما حن قلبهم لها
ولا هي .. كانت مكتفية من كل شي صار بحياتها ومن كل القسوة اللي طلعت منهم .. كانت قاعدة بهدوء عكس الصخب اللي داخل قلبها والصداع اللي برأسها
قلبها ناغزها وحاسة بشي غلط .. ما حست على نفسها الا والسواق يكلمها " انستي لقد وصلتِ " نطق لها بالانقليزيه وهو منزل راسه
تنهيدة طويلة طلعت من فمها وطلعت من السيارة واخذت شنطتها الصغيرة اللي تكفيها لأسبوعين تجرها وهي محتقنة وتحس انها بتبكي بأي لحظة
وقفت عند الباب اللي كان حجمه كبير نسبيًا اخذت نفس بعدها دقت الجرس وانتظرت .. سمعت صوت وحدة باين انها اجنبية " من هناك ؟"
رنيم " انـ .. انا " ما عرفت شتقول وسكتت
.. " هل انتِ رنيم ؟"
رنيم " نعم "
انقطع الصوت وظلت ثواني واقفة الين ما انفتح الباب من نفس الخادمة اللي ردت عليها ، كان شكلها عشريني وقالت لها بابتسامة " تفضلي "
دخلت رنيم والخادمة اخذت الشنطة بعدها اشرت بيدها للكراسي بالصالة القريبة وقالت " تستطيعين الانتظار هناك ستنزل السيدة بعد ان تنهي استحمامها" اومئت رنيم وهي تأخذ نظرة على الدرج اللي
كان مقابل للباب قبل لا تلتفت جهة اليمين وتدخل للصالة .. راحت الخادمة تودي شنطتها ورنيم جلست على وحدة من الكنبات
.. توترها وحزنها كانوا لاعبين فيها صح كان في كثير مرات ما حزنت فيها على موت ناس من قرايبهم ولا حزنت لتعامل ابوينها الجاف بس
كل هذا بسبب كمّ الآلام اللي تعرضت له في صغرها وتظل محتاجة اب وام يدارونها ويعوضونها عن كل اللي فات .. ما توقعت انها راح تحس بيوم انها محتاجة
لشخص كثر ما هي محتاجة لهم اللحين و .. لمها .. مها اللي حركتها وحاستها من اول ما طاحت عينها عليها واللي خلتها تحس بأشياء عمرها ما حست فيها
دقايق اللي انتظرت فيها رنيم وهي سرحانة بس قاطعها دخول وحدة لها .. وحدة تعرفها .. تعرفها عدل وكانت محتاجة لها بهاللحظة حيل
جلست مها جنب رنيم وهي تحمحم .. رنيم ومن قوة صدمتها ما حركت راسها من المكان اللي دخلت فيه مها .. فقالت مها مقاطعة صدمة وشرود الثانية
مها " بنقعد هالاسبوعين هنا وبعدها بنرجع السعودية"
لفت راسها ناحية مها " ممكن تدليني لغرفتي ابي ارتاح اذا ممكن " وكانت كاتمة انفعالها على قد ما تقدر لكن مها قالت " لا حبي .. بتعيشين معي من اليوم ورايح فلازم تعرفين نمط العيشة عدل"
