2007
إسرائيل جاءتهم فكرة جديدة.
جدار الفصل العنصري او كما يحبون ان يطلقوا عليه(الحاجز الأمني) .المساكين كل ما يطمحون له هو ان يعيشوا بأمان، وسلام بعيدا عن الفلسطينين، وعنفهم وحماس والمقاومين ،وعملياتهم الاستشهادية.
لا يريدون ان يقلقوا راحتهم بمطالب الفلسطينين بالحرية، والحياة الكريمة، وان ينالوا حقوقهم بالعيش على أراضيهم الخ...
يريدون الاستمتاع بارض فلسطين، ومواردها الطبيعية وطبيعتها الخلابة دون أي اعتراض من الفلسطينين او احتجاج، وكأنهم اصنام صامتة تراقبهم وهم يعيشون حياتهم على الأرض التي سرقوها بسعادة.لذلك ؛وحتى يتفادوا اي محاولات مقاومة او عمليات استشهادية. قاموا ببناء السور بطول 402 كم ويمر بمسار متعرج حيث يحيط بمعظم اراضي الضفة الغربية.
ارتفاع السور 9 متر بالمناطق المأهولة بالسكان الفلسطينين، وسياج إلكتروني بالمناطق الغير مأهولة بالفلسطينين. وبالرغم أن 15% من مقاطع الجدار تمتد على حدود عام 1948 المسماة بالخط الأخضر إلا أن الباقي يبنى/سيبنى في الاراضي التي احتلت عام 1967 المسماة بالضفة الغربية ويدخل فيها بعمق يصل إلى 22 كم في منطقة اصبع أرئيل، ومسار الجدار يمر عبر ارضي مأهولة وزراعية في الضفة الغربية، كما وصول الفلسطينين إلى الشوارع المحلية وحقول المزارعين الفلسطينيين. كما أن مسار الجدار في المنطقة الشمالية يعزل أكثر من 5 آلاف فلسطيني في مناطق "مغلقة" بين الخط الأخضر والجدار، وقامت السلطات الإسرائيلية بتأسيس شبكة من البوابات في الجدار ونظام تصاريح مرور للتحرك خلال الجدار التي اثبتت عدم جدواها في توفير حياة عادية للسكان، وفيما تقول الحكومة الإسرائيلية ان الهدف من بناء الجدار هو حماية المواطنين الإسرائيلين من الهجمات الانتحارية الفلسطينة، يقول الفلسطينيون ان شبكة الجدران، الأسوار والخنادق هي سرقة لاراضيهم وتقسيم للتجمعات السكانية وتفصل المواطنين عن المدارس وأماكن العمل.اسمي هو آية انا اعيش في الضفة الشرقية، وحتى اصل لمدرستي في الضفة الغربية أضطر لتسلل عبر فتحةٍ صغيرة بالجدار؛ حتى أتمكن للوصول للمدرسة كل يوم دون الحاجة لتصاريح خاصة من الاحتلال.
كل يوم تحدٍ جديد، كل يوم مغامرة ومخاطرة جديدة، لكننا تعودنا على الخطر والخوف من اللحظة التي ولدنا بها على أرض فلسطين لذلك تعودنا عليها.
في طريق عودتي من المدرسة اليوم أوقفني جنود الاحتلال انا وبقية أصدقائي الذين كانوا معي.
أخذوا حقائبنا وفتشوا فيها، بعدها قاموا بإلقائها على الأرض و داسوا عليها وطلبوا منا الذهاب.
بعض الأطفال رفعوا أصواتهم وتشاجروا مع الجنود،فقام الجنود بضربهم، وبعد فترة قصيرة تجمع الكثير من الأشخاص وحصل اشتباك مع جنود الاحتلال.
بعدها جاء المزيد من الجنود وقاموا باعتقال الرجال وهددوا الأطفال والنساء باعتقالهم اذا لم يذهبوا لبيوتهم حالا..في ذلك اليوم عدت للمنزل بوقت متأخر عن العادة وقلقت امي علي، ما إن رأتني احتضنتي وبكت، بعدها عاقبتني بشدة لتاخري عليها حتى بعد أن اخبرتها بما حدث، فهي كانت قد طلبت مني أكثر من مرة ان اهرب بسرعة اذا رأيت الجنود او وقعت أحداث من هذا النوع.
قبل أن اخلد للنوم تلك الليلة دعوت الله أن اكبر بسرعة؛ حتى اتمكن من التنقل بحرية والذهاب حيث اريد، دون الحاجة لتصاريح.
لم أكن أعلم أن في فلسطين العمر لا يهم فالحرية مسلوبة من الكبير قبل الصغير..
أنت تقرأ
مذكرات فلسطين
Non-Fictionاستمعوا لفلسطين وهي تروي حكاياتها، حكايات الأسرى والشهداء والمعتقلين والمقاومين، حكايات الجهاد والبطولة. حكايات الخيانة والظلم والكبت والقهر. اغلب هذه الحكايات حقيقية ارجوا ان تستمتعوا بها وتشاركوها لنشر الوعي عن القضية الفلسطينية. هذه داري" "الله...