ليذهبوا إلى جحيم مع جدارهم الجزء الثاني

255 66 13
                                    

2009

إسمي أمجد عمري 19 سنة.
قبل أربع سنين قام الاحتلال بإعتقال والدي لتورطه في عملية اختطاف مع المقاومين.
كانوا يحاولون اختطاف ضابط اسرائيلي؛ ليقوموا بتبادله مع الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال.

لكن للأسف فشلت خطتهم، أحد الخونة وشى بمكان والدي وقام جنود الاحتلال باعتقاله ،وهو الآن بالسجن بعد أن حكم عليه بثلاثين سنة.

حاليا تخرجت من المدرسة وعثرت على عمل؛ لأستطيع إعانة امي وأخوتي الصغار.
مؤخرا إمي أصيبت بمرضٍ وتعبت كثيراً ، بحثت طويلا عن الدواء الذي تحتاجه، وبالنهاية عرفت انه متوافر فقط في بعض الصيدليات المتواجدة في الضفة الغربية وراء الجدار.

لذلك وبعد اشهرٍ من التخطيط، انا وأصدقائي سنذهب لهناك خلسةً عن طريق القفز من فوق الجدار، والتسلل الى اراضي الضفة الغربية، والعودة دون إثارة انتباه الجنود.

"يلا بسرعة ولى، شو بتستنى فيهم ينتبهوا بعدين بتنزل؟"
قال صديقي رامي، كان هو عبقري التكنولوجية خاصتنا، هو الذي قام باطفاء الكاميرات على الجدار، لكنه استطاع فعل ذلك لخمس دقائق فقط حتى لا ينتبه الجنود.
"بسرعة يلا مش ضايل غير 3 دقايق"

"طب ماشي فهمنا، مش شايف يعني قديش ارتفاع السور! لو وقعت بتنكسر اجري ولا رقبتي شو بتستفيدوا مني وقتها؟"

أجاب صديقي محمد كان هو صاحب العضلات من بيننا؛ لهذا السبب احضرته معي  وليس لذكاءه طبعا.

بعد ان وصلنا للارض، قمنا بقطع الحبال واخذناها معنا.
تسللنا عن طريق الشوارع الداخلية والشوارع الفرعية بحثا عن الصيدلية التي سمعت ان الدواء متوافر فيها، والحمد لله وجدتها واشتريت اكثر من علبة من الدواء الازم.

في طريق عودتنا حاول رامي ان يطفئ كاميرات المراقبة ثانيةً، لكن هذه المرة أجهزة الانذار كشفته، بعد لحظات صار الجنود يلاحقوننا، تسلقنا الجدار ونحن نحاول النزول لحق بنا احد الجنود وأطلق النار علي وأصابتني رصاصة في كتفي، قبل أن أرتطم بالأرض استطاع صديقي محمد ان يمسك بي بسرعة واخذني هو ورامي قبل أن يلحق الجنود بنا.

عندما استيقظت وجدت نفسي بغرفةٍ غير مألوفةٍ لي!
بعدها دخل رامي الغرفة واخبرني انه اخذني الي منزل خالته الطبيبة لتقوم بعلاجي.
سألته عن دواء امي!
فاخبرني ان محمد أخذه إليها وانه إتفق معه ألا يخبرها عما حدث.
إطمئن قلبي لمعرفة ان جهودنا لم تذهب في مهب الريح.
لكن لأنني اعرف قدرات امي ومواهبها بالتحقيق واعرف ان صديقي ليس بارع بالكذب، فعلى الأغلب امي ستكون هنا بأي لحظةٍ.
اعلم انها ستوبخني وتشد أذني، لكن سيكون على قلبي مثل العسل لان رؤيتها سعيدة وبصحة جيدة يساوي الدنيا بالنسبة لي.




اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
مذكرات فلسطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن