أم الشهداء (خنساء فلسطين)

102 18 8
                                    

مريم محمد يوسف محيسن والشهيرة بخنساء فلسطين أو أم نضال فرحات (1949–2013)، داعية إسلامية، ومربية، ومجاهدة، وسياسية فلسطينية، ونائبة في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح.
وقيادية في حركة المقاومة الإسلامية.

وعرفت (أم نضال)، التي ولدت في ‬24 ديسمبر ‬1949م، بـ«خنساء فلسطين»، و«أم الشهداء، وهي أحد أعلام حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في فلسطين، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي تم انتخابه في يناير عام ‬2006، فقد قضت حياتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وهي تجمع بين العمل السياسي والإنساني والمقاوم، فكانت آخر كلماتها «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين»، لتفارق بعد ذلك الحياة، فجر الأحد الماضي، بعد صراع دام عامين مع المرض، و«تلحق بأبنائها الشهداء الثلاثة».

وبعد رحيل «خنساء فلسطين»، خيم الحزن على جميع سكان قطاع غزة، وعلى رأسهم أبناؤها وقيادات وعناصر حركة «حماس» وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام، فيما ازدحمت شوارع القطاع خلال تشييع جثمانها الذي شارك فيه آلاف الفلسطينيين، فقد كانت (أم نضال) تعني الكثير لهم، وكانت بمثابة «قبلة التربية والمقاومة » للكثير من النساء و«المجاهدين».

حسام فرحات الابن الأوسط لـ(أم نضال)، وهو أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام في غزة، أصيب أثناء تأديته عمله المقاوم للاحتلال، ونشأ في بيت لعائلة احتضنت المقاومة والمقاومين منذ أن كان طفلا.

يقول حسام لـ«الإمارات اليوم» ـ بحزن شديد ـ خلال تشييع جثمان والدته «أحمد الله كثيرا على أنه رزقني بأم مثل أمي، فقد منحتنا الحب والعطاء والتضحية، وزرعت في قلوبنا حب التضحية والمقاومة، فمنذ أن كنت طفلا وكان منزلنا مأوى للفدائيين والمقاومين والمطاردين من قبل الاحتلال، وكانت أمي ترعاهم وتحثهم على الجهاد، وعلى رأسهم قائد الجناح العسكري لحركة (حماس) الشهيد عماد عقل». ويضيف، «أمي لم تشعر بالراحة في أي وقت كان يتعرض فيه قطاع غزة لعملية إسرائيلية، إلا بعد أن ترسلنا لأرض الميدان والتصدي لقوات وآليات الاحتلال، وكانت توصينا بألا نرجع إليها إلا ونحن شهداء، أو قد نلنا من الصهاينة، فهي التي ودعت شقيقي محمد قبل أن ينفذ العملية الاستشهادية، وبقيت معه على اتصال مباشر حتى لقي الله شهيدا».
وكان حسام فرحات يتمنى ألا ترحل والدته عن الحياة إلا بعد أن تودعه شهيدا كما ودعت أشقاءه الثلاثة من قبل، فقد كانت ترجو الله دائما أن ينال أبناؤها الشهادة في سبيله. ويشير إلى أن والدته ـ وهي على فراش الموت ـ كانت تشعر بأنه قد آن أوان الرحيل، إذ كانت تذكر أنها في شوق كبير لأبنائها الشهداء، وأنها تراهم كل ليلة في المنام، كما كانت تردد أنها «تشتاق إلى طعام الجنة».

وفي عام ‬1992، آوت (أم نضال) في بيتها المناضل الذي وصفه الإسرائيليون بـ«صاحب الأرواح السبعة»، عماد عقل، فيما نال الشهادة بمنزلها في نوفمبر ‬1993، بعد أن تحول المنزل إلى جبهة حرب، بينه وبين ما يزيد على ‬200 جندي إسرائيلي، قبل اقتحامهم المنزل واستشهاد عقل. وتعرض منزل (أم نضال) للقصف من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي أربع مرات، في محاولة للانتقام منها ومن أبنائها المجاهدين.
ويقول (أبومصعب)، لـ«الإمارات اليوم»، لقد «كنت أتمنى دائما أن تكون والدتي مثل (أم نضال)، هذه المرأة المقدامة المعطاءة التي قدمت ثلاثاً من فلذات كبدها فداء للوطن، ودفعت بقية أبناءها لمقاومة المحتل».

ويضيف، «كانت (أم نضال) مثالاً نفتخر به أمام أمهاتنا وزوجاتنا، ففي كل مرة كنت أخرج فيها لمقاومة الاحتلال كانت والدتي تحاول منعي خوفا عليّ، ولكن كنت أذكر لها دوما ما تقوم به (أم نضال)، وهي تودع ابنها محمد، لينفذ عملية فدائية ضد الاحتلال». ويتابع (أبومصعب)، إنني «لم أرَ مثل تواضع (أم نضال)، فقد كان منزلها بسيطا ومتواضعا، على الرغم من أنها نائب في المجلس التشريعي، لكنها كانت سيدة زاهدة، تقدم المساعدة والعون للفقراء والمحتاجين، كما كانت قدوة يقتدي بها المقاومون في القطاع، فأي نقطة رباط كنت أذهب إليها، كنت أستمع إلى سيرتها العطرة من قبل المقاومين».

مذكرات فلسطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن