الخاتمة

183 26 17
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا لكل شخص تابع كتاب مذكرات فلسطين من البداية بنية التعرف على القضية وفهمها وأسأل الله أن يستخدمه في سبيل إعلاء راية القضية الفلسطينية وتحرير القدس الحبيبة.
هذه نهاية كتابي لكنها ليست نهاية الحكاية.
حكايتنا لن تنتهي إلا عندما ندخلها فاتحين، عندما يتحقق الوعد الإلهي بالتحرير...
قال أحمد ياسين ذات مرة أنه يؤمن بزوال إسرائيل لانه يؤمن بالقرآن الكريم.
والشيخ بسام جرار أمضى حياته بدراسة القرآن ودراسة نظرية زوال إسرائيل، حتى بعض الحاخامات اليهود إعترفوا بقرب زوال إسرائيل... كل هذا إن دل على شيء فهو يدل على ضرورة تمسكنا بقضيتنا حتى آخر لحظة، القدس حرة ولا يملكها إلا خالقها سبحانه وتعالى، لكن هل نحن أحرار؟
هل نحن أحرار في التحرك والدفاع عنها؟
ام الحقيقة هي أننا طوال هذه الفترة نحن من كنا أسرى...أسرى الخوف والتخاذل، أسرى وهم الهزيمة والعدو الجبار الذي رسموا له صوراً  وهمية ليزرعوا الخوف في قلوبنا.  القدس هي رمز الحرية والكرامة، اذا  إستمررنا في خذلانها فهو دليل أخر على ضعفنا واذا تحركنا فهي نهاية الذل والتشتت الذي عشناه من 72 سنة.
ص: 47 ] ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ( 4 ) فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا)
الآية السابقة من سورة الإسراء  بعض العلماء فسروها بأنها بشرى لتحرير الأقصى.
لكن متى؟... العلم عند الله، الشيخ أحمد ياسين قال في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في حلول 2027 ستكون قد زالت ان شاء الله، والشيخ بسام جرار خلال دراساته للقرآن خرج بنظرية زوال إسرائيل عام2022 ،وقال انه لا يتنبأ لكنه يستنطق القرآن، وله محاضرات كثيرة على مواقع التواصل بإمكانكم الاطلاع عليها.
القصص التي شاركتها في كتابي ليست سوى نماذج تمثل جزء من معاناة الشعب الفلسطيني  تحت وطأة الحرب والاحتلال... من عام ١٩٦٧ قام الاحتلال الإسرائيلي باعتقال اكثر من مليون شخص من بينهم 16.000 إمرأة فلسطينية، وأكثر من 50.000  طفل فلسطيني تحت سن 18 وفي عام 2019 قام باعتقال 880 طفل من بينهم أطفال أعمارهم ما بين 3 و 12 سنة!
نعم ثلاث سنوات هو عمر أصغر طفل تم اعتقاله في فلسطين!
وقد بلغ عدد الشهداء منذ بداية النكبة حتى اللحظة اكثر من 100ألف شهيد، ومنذ إنتفاضة القدس الأولى عام 2000 حتى عام 2019  بلغ عدد الشهداء 10.853 شهيد.

هذه الأرقام الكبيرة هي عدد التضحيات التي قدمت للقدس وفلسطين ، وهي بالمقابل تمثل الجرائم التي تلطخ يد الاحتلال، بعد كل هذه الخسائر والجراح هل من المنطق التفكير في فكرة التعايش والسلام؟
سلام مع من؟
مع الذين اغتصبوا الأرض وذلوا أهلها لأكثر من اثنين وسبعين سنة!
مع من يزعمون امتلاك الأرض مع انهم هم أكثر من افسدوا فيها!
بعد كل هذه الجراح هل سترضى ام الشهيد ان تسكن بنفس الشارع الذي تعيش فيه والدة المجند الذي قتل ابنها؟
هل سترضى اخت الاسيرة بالذهاب للجامعة مع المجندة التي رأتها تعتقل شقيقتها ؟... هل ستلقي التحية عليها كل يوم دون أن تشعر بالذل!
هل سترضى العمل مع من أخذوا منزلك وطردوك منه؟
ألا تشعر بالذل بالفعل عندما ترى الكوفية والثوب الفلسطيني المطرز في عروض الازياء العالمية صار اسمه الثوب الإسرائيلي!
وحتى في برامج الطهو سرقوا الحمص والمقلوبة والمسخن جميعها صارت أكلات إسرائيلية... لم يكتفوا بسرقة الأرض بل سرقوا التراث أيضا... يريدون تجريدنا من كل معالم الهوية... يريدون طمس هويتنا ومحونا من التاريخ والذاكرة الإنسانية!

فالسوال هو إلى متى الانتظار؟...وماذا ننتظر من الأساس؟

مذكرات فلسطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن