غيب الموت يوم السبت الموافق 28/3/2020، المناضلة الأردنية الفلسطينية تيريزا هلسة، بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، فمن هي تيريزا؟ ولدت تيريزا هلسة في عكا عام 1954، لعائلة أردنية مسيحية تعود أصولها لمدينة الكرك الأردنية، حيث كان والدها قد انتقل من مدينة الكرك إلى الأراضي الفلسطينية في عام 1946. قضت تيريزا طفولتها وبداية شبابها في مدينة عكا الفلسطينية، وهي المدينة التي خضعت للاحتلال الإسرائيلي عام 1948. وبعد أن أنهت الثانوية العامة في عكا، انتقلت لدراسة التمريض في المستشفى الإنجليزي في مدينة الناصرة.كانت النقطة المفصلية في حياة تيريزا، بحسب ما ذكرت في عدة لقاءات، هي حادثة وقعت في عكا، عندما قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية باعتقال فلسطيني من أبناء عكا، والذي توفي لاحقاً تحت التعذيب، ومنعت السلطات الاسرائيلية عائلته آنذاك من الاطلاع على جثته، خوفاً من كشف آثار التعذيب عليها، بعد هذه الحادثة، وفي نهاية عام 1972، قررت تيريزا مغادرة الأراضي الفلسطينية، بصحبة زميلة لها في الدراسة، إلى الضفة الغربية ومن ثم إلى لبنان، وبدون علم عائلتها. في لبنان انضمت إلى منظمة فتح ومنظمة أيلول الأسود، وهي منظمة أنشئت في بداية السبعينات، في أعقاب الصدامات التي وقعت بين الفصائل الفلسطينية والجيش الأردني، وأدت إلى خروج الفدائيين الفلسطينيين من الأردن إلى لبنان.
انطبعت صورة هلسة وهي تقبض على زناد بندقيتها في أذهان المناضلين، وارتبط اسمها بعملية خطف الطائرة البلجيكية "سابينا" إلى مطار اللد في فلسطين في العام 1972.
8 أيار/مايو 1972، نفذت هلسة برفقة 3 فدائيين آخرين أطلقوا على أنفسهم اسم "مجموعة وليم نصّار"، عملية خطف لطائرة سابينا البلجيكية إلى مطار اللد في فلسطين المحتلة.
علي طه، قائد المجموعة، أبلغ برج المطار بطلب المنظمة بإطلاق سراح 100 فدائي أسير، وأمهلهم 10 ساعات، وإلا ستقوم المجموعة بتفجير الطائرة بركابها.
مندوب الصليب الأحمر الدولي حضر إلى المطار، وطلب تمديد مهلة الإنذار، وأعلن عن استعداد الصليب الأحمر للتوسط مع السلطات الإسرائيلية لتنفيذ شروط المنظمة.
وزير الدفاع الإسرائيلي موشي دايان، ورئيس الأركان دافيد العازار، وشمعون بيريز وزير المواصلات، إضافة إلى كبار المسؤولين البلجيكيين، حاولوا التفاوض مع المجموعة التي أصرت على تنفيذ كل شروط المنظمة.
وفي انتظار تنفيذ الشروط، طلب مندوبو الصليب الأحمر الدولي السماح بإدخال الطعام والماء إلى الطائرة، ووافق الفدائيون على ذلك.
وصلت سيارات الطعام إلى الطائرة. ولدى دفع صناديق الطعام بواسطة السيارة المخصصة لذلك، اندفع جنود إسرائيليون كانوا متنكرين بملابس العمال إلى داخل الطائرة، واشتبكوا مع المجموعة. وعُهد بقيادة العملية إلى إيهود باراك الذي أصبح رئيس وزراء "إسرائيل" لاحقاً. وكان أحد أفراد السرية الإسرائيلية رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، الذي أصابته رصاصة الفدائية تيريز هلسة في كتفه خلال الاشتباك.
استشهد اثنان من الفدائيين الأربعة، وأسرت الفدائيتان تيريز هلسة وريما طنوس، وصدر بحقهما حكمان بالسجن مدى الحياة، إلى أن أطلق سراحهما في عملية لتبادل الأسرى بعد 12 سنة.بعد تحريرها، انتقلت هلسة لتعيش في الأردن مع زوجها وأولادها الثلاثة، محرومة من دخول الأراضي الفلسطينية ورؤية عائلتها في عكا وحيفا، وكان لها تصريح بأنّها غير نادمة أبداً على عملها المسلح.
طوال حياتها، لم تتوقف هلسة عن النضال في سبيل القضية الفلسطينية حتى توقف نبض قلبها.
*******************************
مصدر هذا الجزء موقع الميادين وموقع الجزيرة. نت
أنت تقرأ
مذكرات فلسطين
Non-Fictionاستمعوا لفلسطين وهي تروي حكاياتها، حكايات الأسرى والشهداء والمعتقلين والمقاومين، حكايات الجهاد والبطولة. حكايات الخيانة والظلم والكبت والقهر. اغلب هذه الحكايات حقيقية ارجوا ان تستمتعوا بها وتشاركوها لنشر الوعي عن القضية الفلسطينية. هذه داري" "الله...