ولد يحيى عياش عام 1966 في بلدة رافات والتي تتوسط مدن نابلس رام الله وقلقيلية وهو ينحدر من عائلة عرفت بتدينها وبساطة أفرادها وماضيها الجهادي. فآل عياش، شاركوا في الانتفاضات والثورات الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني على فلسطين منذ وعد بلفور وحتى الثورة العربية الكبرى ووالده عبد اللطيف ساطي عياش - والذي يعمل بمهنة الزراعة ونقش الحجر- له ابنين بالإضافة ليحيى، هما مرعي الذي ولد عام 1969ويونس الذي ولد في عام 1975 ويوصف يحيى في طفولته أنه كان هادئاً ولا يحب الاختلاط كثيراً بغيره من أطفال الحي.تزوج المهندس ابنة خالته، هيام عياش، بتاريخ 9 سبتمبر / أيلول من عام 1991م. ولكن، سرعان ما طرق زوار الفجر منزله، وأصبحت القوات الخاصة الإسرائيلية وأعتى رجال الأمن والمخابرات الصهاينة من رواد البيت. فمضى يحيى مطارداً مطلوباً تاركاً وراءه زوجةً وابناً أسماه (براء) تفتحت عيناه على الحياة في 1 يناير / كانون الثاني عام 1993. ولم يلئتم شملهم مرة أخرى، إلا بعد نحو عام ونصف حين نجح المهندس في تخطي جيش المخبرين وضباط الشاباك والوحدات الخاصة التي كانت تداهم المنزل باستمرار، وانتقلت هيام مع براء إلى قطاع غزة، وقد رزق المهندس قبل استشهاده بيومين فقط، بابنه الثاني الذي أسماه (عبد اللطيف) تيمناً بوالده، غير أن العائلة أعادت اسم يحيى إلى البيت حين أطلقت على الطفل عبد اللطيف اسم (يحيى).
ولقد كان يحيى متفوقا منذ الصف الأول وحتى إنهائه المرحلة الثانوية وحصوله على شهادة (التوجيهي)، فقد نال المرتبة الأولى دائماً خلال دراسته لاثنتي عشرة سنة في رافات والزاوية وبديا. وكان يحيى قد انتقل إلى مدرسة الزاوية الإعدادية بعد إنهائه الصف السادس الابتدائي في مدرسة رافات نظراً لكون مدرسة قريته لا تستوعب أكثر من هذه المرحلة. ودرس يحيى المرحلة الإعدادية والأول ثانوي في مدرسة الزاوية، ثم انتقل بعد ذلك إلى قرية بديا حيث درس الثاني والثالث ثانوي (الفرع العلمي) في مدرسة بديا الثانوية، وحصل على شهادة الدراسة الثانوية بمعدل 92.8 %
وقد أتم يحيى عياش حفظ القرآن الكريم كاملاً وحصل على شهادة تقدير من مديرية الأوقاف الإسلامية بالقدس لتفوقه في دراسة العلوم الشرعية وتجويد القرآن الكريم، وما تزال محفوظة في صالة منزل والديه
بعد أن حصل يحيى عياش على شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة بديا الثانوية عام 1984، وكان معدله 92.8 %سافر يحيى في شهر أيلول (سبتمبر) من عام 1984 إلى مدينة رام الله للتسجيل في جامعة بيرزيت وقد تخرج يحيى عياش مهندساً كهربائياً من جامعة بيرزيت في شهر آذار (مارس) من عام 1993م، وهذا يعني أنه قضى ثمان سنوات على مقاعد الدراسة الجامعية. ويعود السبب في ذلك إلى الإضرابات والإغلاقات المستمرة للجامعة ففي شهري كانون أول (ديسمبر) من عام 1986 وكانون الثاني (يناير) من عام 1988 أصدر الحاكم العسكري الإسرائيلي عدة قرارات بتعطيل الدراسة وإغلاق الجامعة.
وقد غاب يحيى عن حفل التخرج في الجامعة ولم يحضر مراسم تسليم الشهادات؛ فقد كان وقتها مطارداً ومطلوباً لجهاز الشاباك وتطارده قوات الاحتلال بسبب دوره في التخطيط لعملية "رامات افعال" بتل أبيب في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1992.
أنت تقرأ
مذكرات فلسطين
No Ficciónاستمعوا لفلسطين وهي تروي حكاياتها، حكايات الأسرى والشهداء والمعتقلين والمقاومين، حكايات الجهاد والبطولة. حكايات الخيانة والظلم والكبت والقهر. اغلب هذه الحكايات حقيقية ارجوا ان تستمتعوا بها وتشاركوها لنشر الوعي عن القضية الفلسطينية. هذه داري" "الله...