عام 2012، انتشرت صورة لمقاوم فلسطيني،
أعزل إلّا من حجره، تحديداً أمام سجن عوفر قضاء رام الله، تعود هذه الصورة الى باسل، في مسيرة إسناداً للأسرى المضربين عن الطعام، في ذلك العام كثرت أنشطة باسل الوطنية، إسناده للأسرى في المسيرات والمظاهرات، والخيم والاعتصامات التي كانت تُقام في رام الله وغيرها من المدن، وكان هو المسؤول عن الحراك الشبابي الموجّه لدعم الأسرى حينها، يذكر أحد الأصدقاء أنه التقى لباسل للمرة الأولى عام 2012 في إحدى الخيم المتضامنة مع الأسرى المضربين، يقود الشباب ويجمّعهم ويهتف بهم بعباراتٍ حماسيّة وطنية.حدث يومها احتداد بين شباب الفصائل الفلسطينية المختلفة توجهاً وفكراً، أما باسل الذي كان بين الجموع فوقف بينهم مشاهداً للحظة ومستغرباً في أخريات، ما كان منه بعدها إلا أن يحاول جاهداً وبقوته الفردية المحدودة أن يوقف ما كانوا فيه.
لم ينتسب يوماً إلى أي فصيل أو جهة معينة، رافضاً لفكرة اختزال الوطن والطريق إليه في حزبٍ أو توجهٍ محدد محكومٌ بقرارات رؤسائه والمناكفات مع التجمعات السياسة الأخرى، في الوقت ذاته كان منتمياً للكل الفلسطيني، لم تكن فكرته رفض الفصائل بقدر ما كانت رفض التعصّب، كان يرى في كل حزب بصيصاً من الأمل في خطى التحرير.
"فاحمل بلادك أنّى ذهبت":
"على تقديري"، جملة كانت في بداية شريط مصور اشتهر كثيراً لباسل الأعرج وهو يشرح لجموع المشاركين إياه في جولة إلى محافظة جنين كيف حرر الجيش العراقي المدينة بعد سقوطها لساعات بيد العصابات الصهيونية في أيار من عام النكبة، وكيف وقفت مدفعيات العراقيين على مشارف جنين وشرع بقصفها وتحريرها في وقتٍ أقل من الذي لزمهم لسلبها.
هكذا كان نهجه في" تجوال سفر"، بدأت هذه المبادرة الشبابية عام 2012، وكان باسل أحد منسقيها، واستلم مهمّته التوعوية، النابعة من الذات، حتى ينقل تاريخ البلاد وأحداثها إلى المشاركين في هذه الجولات، "تجوّل في أرضك تمتلكها" شعار هذه الجولات، ولأن إرث الأرض لا يحقّ إلّا لمن يعرفها جيّداً، ويحفظ معالمها عن ظهر قلب، كان لا بدّ من إدراك الشباب لهذه الثقافة، ثقافة التوعية بحقّ الأرض والوطن.
يشرح في إحدى جولاته عن فكرة الجدوى المستمرّة، على مشارف مدينة جنين، عام 1948، هجمت العصابات الصهيونية على منطقة الخضيرة واليامون، والمثلت بشكل كامل، في هذا الوقت كانت فرقة من الجيش العراقي متوجهة من نابلس الى طولكرم، وعند مفرق "دير شرف" تحديداً غيرت وجهتها لتذهب الى جنين، التقت بأهالي قرية برقين وأخبروهم أن البلاد تعرضت لهجمات صهيونية وهرب الأهالي، وقفت القوات العراقية وبدأت بالضرب التقديري، فتمكنت من السيطرة على مناطق اليامون والخضيرة وبرقين وأخرجت العصابات الصهيونية منها، وكانت النتيجة أن المنطقة خلَت من استيطان الصهاينة، واستفاد أهالي البلاد وأحفادهم من بعدهم، بأن هذه المناطق خالية من الاستيطان حتى يومنا هذا، بعكس الكثير من المناطق، مثلاً بلد باسل "الولجة" التي تحاوطها المستوطنات من كل حدب وصوب، وهذه هي فكرة الجدوى المستمرة للمقاومة.
أنت تقرأ
مذكرات فلسطين
Non-Fictionاستمعوا لفلسطين وهي تروي حكاياتها، حكايات الأسرى والشهداء والمعتقلين والمقاومين، حكايات الجهاد والبطولة. حكايات الخيانة والظلم والكبت والقهر. اغلب هذه الحكايات حقيقية ارجوا ان تستمتعوا بها وتشاركوها لنشر الوعي عن القضية الفلسطينية. هذه داري" "الله...