5 حزيران /1967
تاريخ معروف جدا عند العرب والمسلمين، تاريخ النكسة الكبرى، تاريخ حرب الستة أيام او الست ساعات كما يقول البعض.
تاريخ الهزيمة والمصيبة الكبرى.
لكل بيت عربي وفلسطيني قصة مع حرب حزيران.
وقصتي بدأت قبل الحرب بكثير..عندما توفي والدي كنا مجرد أطفال صغار.
كنت طفلةً ما بين الست والسبع سنوات.
اخي الأكبر كان في السابعةَ عشرةَ من عمره، واخي الأصغر كان عمره بضعةَ أشهر.
كان على أمي ان تتولى مسؤولية 6 أطفال بنفسها، وأن تعمل كالرجال في زمنٍ لم يكن يحترم الأرملة أو يراعيها.إضطرت للعمل في الزراعة وتطريز الملابس وخياطتها، وحتى في أعمال البناء!
كانت تحمل الأسمنت على رأسها وتنقله، مثل الزير او الفخاريات التي كانوا يملؤون فيها المياه من البئر.امي عملت بجد وتعبت كثيرا لكنها لم تشتكي لأحد ولم يحمل أحد همها سواها، عائلتها أخبروها انها لا تزال صغيرة، وبإمكانها الزواج وترك أطفالها؛ لأنهم مسؤولية أهل الاب ويجب عليهم إعانتهم بما انهم يحملون إسم عائلتهم.
أرسلت ابنها الأكبر ليعمل في الكويت وقبل ان يذهب زَوَجته وجعلت زوجته تعيش معها؛ حتى تتأكد انه سيعود من وقت لآخر ليزورهم..
والحمد لله ان عملها أثمر وجنت ثماره..
جمعت الكثير من المال واشترت أرض مساحتها 9 دونمات، وزرعتها بكل انواع الفاكهة والخضار، وعينت مزارعين ليعملوا معها بها.
وبنت في منتصف أرضها منزلاً كبيرا أشبه بفيلا فخمة، وشاركت ببناءه بأيديها!
لا زلت اذكر النوافذ البلورية الملونة، والاراضي الفخارية الامعة، والدرابزين الذهبي.في ليالي الصيف المنعشة كنا نجلس على الشرفة ونستمع لقصص امي الشيقة والممتعة.
وفجأة كل هذا إختفى..
الجيوش العربية خسرت أمام الجيش الاسرائيلي، النكسة الكبرى نكست حياتنا ونقضتها.
كأننا كنا في حلم واستيقظنا منه على كابوس.
كابوس الواقع المُر، واقعنا الذي رمانا في شقةٍ صغيرة بغرفةٍ واحدة وحمام لسبع أشخاص.
واقعنا الذي سلب منا حياتنا وجعلنا نبدأ من الصفر.*******************************
هذه قصة جدتي كريمة رحمها الله والدة أمي ارجوا ان تدعوا لها بالرحمة..
أرض جدتي الكبرى لا زالت موجودة ومنزلها أيضا في قرية شويكة في طولكرم.
بعض أبناء القرية عادوا للقرية ويعيشون بها الآن.
أنت تقرأ
مذكرات فلسطين
Non-Fictionاستمعوا لفلسطين وهي تروي حكاياتها، حكايات الأسرى والشهداء والمعتقلين والمقاومين، حكايات الجهاد والبطولة. حكايات الخيانة والظلم والكبت والقهر. اغلب هذه الحكايات حقيقية ارجوا ان تستمتعوا بها وتشاركوها لنشر الوعي عن القضية الفلسطينية. هذه داري" "الله...