عروس فلسطين (يافا)

107 21 2
                                    

1938

إسمي هو زهرة، اليوم حصلتُ على نتيجتي في امتحانات الصف السادس والحمد لله انا الأولى على جميع زملائي!!.
حصولي على أعلى درجات يعني أنني سأحصل على منحة للدراسة في المدارس الاعدادية والثانوية من بعدها اذا إستمررتُ في النجاح والتفوق.

أرادت صديقاتي الذهاب الشاطئ للعب بعد الامتحانات فأخبرتهن أن يسبقوني لأنني سأذهب إلى الميناء حيث يعمل والدي لأبث له الخبر السعيد.
ابي يعمل كصياد سمك وكذلك يملك بعض القوارب في ميناء يافا، أحب انا وإخوتي الذهاب معه للصيد واللعب والجزء المفضل لدينا هو مشاهدة الغروب من الميناء.
لكن أبي منعني من الذهاب هذه الفترة لأركز في دراستي واحصل على أعلى الدرجات وبالفعل أوفيت بوعدي له والحمد لله.
اتشوق جدا لرؤية ردة فعله على الخبر، واتوقع انه سيكافئني ويشتري لي حلوى الكنافة فهو بالعادة يشتريها لنا في المناسبات السعيدة.

*******************************

ارتديت أجمل فستان من بين فساتين جهازي التي اختارتهم والدتي معي قبل زفافي ببضع ايام وسرحت شعري بإكسسوارٍ بسيط لكن جميل، ثم ارتديت معطفي الطويل و حجابي الوردي اللون وخرجتُ من المنزل بعد أن تأكدت من إغلاق الباب بإحكام.

طلب مني زوجي قبل أن يخرج للعمل هذا الصباح  أن الاقيه عند برج الساعة في تمام الساعة الثالثة ظهراً، الساعة الآن 2:40 مع العلم أن برج الساعة على مسافة 20 دقيقة من منزلنا أتوقع أن أصل هناك على الموعد المحدد، بالعادة انا سريعة بالمشي لكن ربما هذا الحذاء ذو الكعب العالي لم يكن الخيار الأفضل!!
أخذت نظرة خاطفة على المكان من حولي لأتاكد ألا يراني أحد بعدها خلعت حذائي ومشيت بسرعة حتى أصل بالموعد، عندما إقتربت من ساحة برج الساعة ارتديت حذائي، لم أرى زوجي في المكان فجلست على مقعد لألتقط أنفاسي، بعدها تفاجأت بيدين تسدُ ضوء الشمس عن عينيّ وسمعتُ صوت زوجي يقول :
"إحزري مين يا بنت الفلاحين؟!"
تضايقت من اسلوبه ونفضت يديه عن وجهي وقلت :
"إنت إلي أصريت تشتريلي هاد الكعب وانت عارف اني ما بحبهم... بعدين مالهم بنات الفلاحين ليكون مش عاجبينك؟!"

ضحك زوجي ضحكة مستفزة وجلس بجانبي وقال :
"انا إشتريتلك اياهم لانه اتوقعت يطلعوا حلوين عليكي.. ولو انه مش عاجبيني بنات الفلاحين ما كنت تجوزت فلاحة"

قررت أن اسامح تصرفاته الطفوليةهذه المرة ولم اقل شيئا، بعدها أعطاني وردة حمراء وقال لي :
" هاي إلك.. الورد للورد يا بطيختي"

ضحكت غصب عني ينعتني بالفلاحة وهو ليس بإستطاعته إكمال جملة واحدة بطريقة رومنسية وبدون سخرية.
أخذت الوردة منه وشكرته بصوت خافت.

بعدها أخرج من جيبه تذكرتي سينما وقال :
"العفو بس مش هاي المفاجأة، المفاجأة إني اشتريت تذكرتين لنحضر فيلم مصري جديد لليلى مراد، الفلم ببلش  عالثلاث ونص شو رايك نروح هسى؟"

مذكرات فلسطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن