هنادي حلواني

141 14 2
                                    

"وإنِّي لا أراكِ بعينِ المُبعَد الكسير حزناً، بل بعينِ المُحبِّ الذي يؤمِن بوعدِ الله نصراً..
أراكِ وأدركُ أن روحي أشدُّ قرباً إليكِ من كل المسافات.. أنها هناكَ، مولعةٌ بكِ، متمسكة بحقها وأرضها وموطنها.."
كلمات المناضلة والمرابطة المقدسية هنادي حلواني.
علمتنا مرابطات الأقصى القوة والثبات... علمونا الصبر والمواجهة ولو بالكلمة ولو بالدعاء طالما قضيتنا ثابتة بقلوبنا، علمونا ان الانكسار والذل موجود فقط في نفوس الضعفاء...وانا شخصيا تعلمت منهم معنى الرباط والتمسك بالعقيدة والايمان بالقضية حتى في رحم اليأس.

هنادي حلواني هي إحدى المرابطات في المسجد الأقصى، تعرضت للإعتقال والابعاد من سلطة الاحتلال أكثر من مرة، لكنها في كل مرة كانت تعود أكثر اصرارا وقوة وإيماناً.

"القدس تعرفُ من يباتُ الليل يدعو أن تعود حرّة ..
وتعرف من يباتُ الليل يمكرُ مع مرتزقةٍ غاصبين لكي تُهان وتستكين !
صباح الخير، لمن كان تحرير القدس همه "

واحدة أخرى من مقولاتها... هنادي هي معلمة قرآن في المسجد الأقصى، عدا عن تعليم القرآن وتحفيظه لابناء القدس، فهي أيضا معلمة في القضية لكل مسلم مرتبط بعقيدته ومقدساته.
تعرضت مثل غيرها من المرابطات والمناضلات للإعتقال والحبس ،أُجبرت على خلع حجابها في سجون الاحتلال وتعرضت للتفتيش العاري وإضطرت للمكوث في زنازين الاحتلال القذرة التي تحتوي على كاميرات مراقبة أربعة وعشرين ساعة عدا عن المعاملة الوحشية التي كانت تلقاها من السجانين، تعرضت للتهديد والإهانة والشتم من المحققين الصهاينة، لكنها في كل مرة كانت تخرج من سجون الاحتلال كما دخلت... كانت تخرج لنا كهنادي المناضلة ذات العزيمة والارادة القوية كالصخر بل كالجبال الشامخة.
تروي لنا هنادي عن تجربتها في سجون الاحتلال وعن محاكمة إبعادها عن المسجد الأقصى :
ليلة في سجن الرملة.

الحمد لله الذي أحسن بي فأخرجني من السجن والذلّ والقهر، الحمد لله الذي يرفعنا بالابتلاء درجات،
واللهُ أكبر على كل من طغى علينا وتجبر فينا!

في اليوم التالي لتسلّمي قراراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى 6 أشهر، أوقفني حرس الحدود الذين يراقبونني ويترصدون لي منذ أسبوع، وبمجرد وصولي باب الاسباط اعتقلوني بمرافقة شرطيّ واقتادوني للتحقيق!
قادوني لمركز القشلة وتم توجيه تهمةٍ لي بمحاولة كسر الإبعاد، وطلبوا مني التوقيع على إبعاد عن البلدة القديمة 15 يوم، ورفضت! لأنني لا أُمضي بإرادتي على قرار اختاره الاحتلال.

أخبروني أنني سأبيت في سجن المسكوبية وتركوني مقيّدةً بالأغلال بانتظار نقلي للسجن حتى الواحدة بعد منتصف الليل! وخلال انتظاري جاءني ضابط يستنكر رفضي للتوقيع على ورقة الإبعاد، فأخبرته أن المخالفة التي يدعيها في الأقصى، فما الداعي للإبعاد عن البلدة القديمة؟ هز رأسه بمكر ومضى.

مذكرات فلسطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن