بداية جديدة

211 49 25
                                    


هذه القصة تبدأ بحرب حزيران ١٩٦٧.

رواية خديجة :

كان زوجي يعمل بالبناء، كان يعمل في مدن مثل يافا ورام الله والقدس وعمان.
ذهب مؤخرا هو وأخي للعمل في عمان وعالاغلب انهم سيعودون اليوم في وقتٍ متأخر.

لدي ٣ أطفال اعيش معهم في منزلنا المتواضع مع حماتي وزوجي، أعمل في زراعة أرضنا في الصباح، وفي المساء اجتمع مع اقربائي وجيراني في القرية ونتسامر ونتشارك الطعام و القصص.

لكن يومٌ واحد فقط في يوم وليلة تغير كل هذا.
الجيوش العربية خسرت اربعُ جيوش فشلت في حمايتنا!
دخلت قوات الاحتلال الأراضي الفلسطينية، وأغلقت الحدود بين الاردن وفلسطين!

رواية محمد :

عندما سمعنا انا وأخو زوجتي بخسارة الجيوش العربية وإغلاق الحدود لم نتمالك أنفسنا.
كيف نترك أولادنا وعائلاتنا؟
من سيعتني بهم، من المستحيل ان نتقبل ذلك ببساطة، لا يمكنهم التحكم بنا ولن نسمح لهم.

سمعنا انهم كانوا يطلقون النار على كل من يجرؤ على الاقتراب من الحدود، لكننا أصررنا على العودة، سنعود حتى لو اضطررنا الذهاب سيرا على اقدامنا.

وبالفعل هذا ما فعلناه، عندما وصلنا للحدود أطلقت قوات الاحتلال قنبلةً علينا..
بإرادة الله القنبلة لم تصبني لكن، أحد شظايا القنبلة أصابت اخو زوجتي في مقتل.

نهضت لاتفقد حاله لكن كان قد فات الأوان فإصابته كانت خطيرة جدا..
أصابتني حالةٌ من الحيرة، ماذا أفعل!
هل اتابع السير وأموت انا الاخر؟
ام أعود لعمان واعيش بعيدا عن عائلتي واولادي؟

في لحظةِ غضب كنت سأعبر الحدود وليحدث ما يحدث لن يهمني.
لكنني تذكرت اولاد حسن!
لقد صاروا ايتاماً الآن من سيعتني بهم؟
واولادي وزوجتي وامي، كل هؤلاء بحاجتي، يجب أن احافظ على حياتي لأجلهم، لأجل مستقبلهم وسلامتهم..

دفنت أخو زوجتي تحت شجرة ودعوتُ له، بعدها غيرتُ وجهتي وعدتُ أدراجي بعيدا عن الحدود....

رواية خديجة :

وصلنا اخيرا لعمان.
لقد كانت رحلةً طويلة ومليئة بالمشاق والمتاعب ،المخيمات القذرة وقلت الموارد الغذائية،والمواصلات السيئة.

لكن بالنهاية استطعت انا واطفالي الثلاثة الوصول إلى عمان.
انا الان في محطة الحافلات حيث طلب مني زوجي لقائه في رسائله حتى نذهب من هنا لبيتنا الجديد.

*******************************
هذه. القصة هي قصة جدي وجدتي من ناحية ابي رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته

مذكرات فلسطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن