في فن المقاومة (يحيى عياش) 3

63 19 4
                                    

على الكريم أن يختار الميتة التي يجب أن يلقى الله بها؛ فنهاية الإنسان لا بُدَّ أن تأتي ما دام قدر الله قد نفذ”.

– “مستحيل أن أغادر فلسطين، فقد نذرت نفسي لله ثم لهذا الدين، إما نصر أو استشهاد، إن الحرب ضد الكيان الصهيوني يجب أن تستمر إلى أن يخرج اليهود من كل أرض فلسطين”.

“بالنسبة للمبلغ الذي أرسلتموه، فهل هو أجر لما أقوم به؟ إنْ أجري إلا على الله، وأسأله أن يتقبل منا، وأهلي ليسوا بحاجة، وأسأل الله وحده أن يكفيهم وأن لا يجعلهم يحتاجون أحدًا من خلقه؛ ولتعلموا بأن هدفي ليس ماديًّا، ولو كان كذلك لما اخترت هذا الطريق؛ فلا تهتموا بي كثيرًا، واهتموا بأسر الشهداء والمعتقلين، فهم أولى مني ومن أهلي”.

هذه كانت بعض أقوال الشهيد المهندس يحيى عياش، البطل الذي أنقض مضجع اليهود وجعلهم يرتجفون خوفاً ويتخبطون هلعاً من عملياته.

كان هو المطلوب رقم واحد في فلسطين من قبل الاحتلال!!.. على الرغم من ذلك لم يستطيعوا إنكار إعجابهم بدهاءه في التخطيط للعمليات وأساليب تنفيذها؛ فقد كان كالشبح لم يستطيعوا رؤيته لكنهم أحسوا بوقع تأثيره بشدة عن طريق عملياته.

أحد قادة الاحتلال العسكريين قال مرة :

"إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرًا للاعتراف بإعجابي وتقديري لهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى روح مبادرة عالية وقدرة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع" .
نعم عن صانع النور عن الفتى العاشق عن عياش نتحدث وهل يوجد مثله يحمل كل تلك الصفات.

طوال مسيرته بالمقاومة هذه كانت اهم العمليات التي نفذها :

15 /3/1993
كانت أول عملياته، نفذها الشهيد ساهر تميم في وادي الاردن، نتج عن العملية قتل وإصابة كثير من الجنود كردة فعل على مذبحة الحرم الإبراهيمي.

6/4/1994 كانت عملية رائد زكارنة في الفولة، حيث جهز سيارة مفخخة بجانب حافلة اسرائيلي وكانت النتيجة مقتل ثمانية وإصابة اكثر من ثلاثين.

13/4/1994
عملية البطل الشهيد عمار عمارنة في الخضيرة، حيث صنع حزام ناسف وفجره عمار في حافلة إسرائيلية، قتل سبعة وسبب إصابات لعشرة.

19/10/1994 عملية الشهيد صالح النزال حيث  فجروا حافلة إسرائيلية في تل أبيب، والنتيجة كانت 22 وفيات و 42 إصابة.

15/2/1994
عملية المجاهد أسامة الراضي، حيث كانت بالقرب من حافلة جنود السلاح الجوي في القدس والنتيجة كانت إصابة 13 منهم.

22/1/1995
عملية استشهادية في محطة جنود إسرائيلية قرب نتانيا ، والنتيجة كانت مقتل 23 جندي وإصابة اكثر من أربعين.

وبعدما فقدت قوات الاحتلال صوابها واقسموا على أن يأتوا بجثة عياش الذي صار عدوهم الأول إنتقل عياش لقطاع غزة وتابع عمله من هناك.

9/4/1995 شارك في عملية استشهادية في مستوطنة كفر دوم جنوب القدس واسفرت عن مقتل سبع مستوطنين.

و القائمة تطول وتطول...

وفي الخامس من شهر يناير عام 1999 أغتيل الشهيد يحيى عياش عن طريق قنبلة زرعت في هاتفه الجوال.
اكثر من مئة الف فلسطيني اشتركوا في تشييع جنازته فقط في غزة!.

بعد اغتياله بدأ طلابه سلسلة عمليات استشهادية سموها الانتقام المقدس والذي أسفر عن مقتل 48 اسرائيلي وإصابة الكثير منهم.

(عياش هو البداية ولسى الحبل عالجرار) هذا ما أعلنه طلابه.

“بإمكان اليهود اقتلاع جسدي من فلسطين، غير أنني أريد أن أزرع في الشعب شيئًا لا يستطيعون اقتلاعه”.

– “لا تنزعجوا فلست وحدي مهندس التفجيرات، فهناك عدد كبير قد أصبح كذلك، وسيقضون مضاجع اليهود وأعوانهم بعون الله”.
لسه الحبل على الجرار، والله -إن شاء الله- ما أخليهم يناموا الليل ولا يعرفوا الأرض من السماء”.

ذكرى الشهيد يحيى عياش لا تزال حية.. طالما قضيته وقضية المسلمين حية بإمكاننا مقاومة الاحتلال وقهره.. الاحتلال ليس سوى كابوس لن يستمر وعد الله لنا سيتحقق عندما نسعى له بأيدينا.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47).

مذكرات فلسطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن