دون سابق إنذار.

256 66 11
                                    

2019

إستيقظت باكرا لإعداد الفطور لأولادي وزوجي، أطفالي الصغار ما زالوا نائمين بينما ذهب زوجي لشراء الخبز.

"يلا حبيبي إصحى، اليوم أول يوم بالروضة يلا ماما"
قلت لأبني ذو الخمس سنوات وأنا احاول إيقاظه لتناول فطوره قبل أن يصل باص الروضة ، أعترف لكم هو كسول جدا بالنسبة لطفلٍ بعمره!

إنتهيت من إعداد الفطور واطفالي إستيقظوا اخيرا وجلسوا ليتناولوا فطورهم، فجأة سمعت صوت طرقٍ عنيف على الباب!

إرتديت حجابي وذهبت لأفتح الباب، لكن عندما اقتربت سمعت صوت رجلان يتحدثان بالعبرية!
أخذت نفسا عميقا وسألت بصوتٍ عالي :
"مين انتوا وشو بدكم؟"

سمعتهم يضحكون وأحدهم أجابني بأسلوبٍ ساخر :
"أجينا نحكيلك تخلي بيتك بسرعة، بدهم يعملوا طريق جديد مكانه"

غضبت كثيرا ولم استطع تمالك أعصابي وأجبته بغضب :
"ومين انتوا عشان تحكولي أخلي البيت ما بطلع إلا على جثتي فاهمين!"
مرة أخرى أجابني باستفزاز وقال :
" والله انتي حرة الآليات وصلت والعمال وصلوا واذا ما طلعتي منهد البيت فوق راسك"

جسدي كان يرتجف، اسناني تطقطق من الغضب، من المستحيل ان أغادر منزلي هكذا! نظرت من النافذة وتفاجأة بأن ما قاله صحيح! الآليات كانت هناك خارج منزلي بالفعل وأحد العمال دخل الجرافة وشغل المحرك ليبدأ الهدم بالفعل!

ماذا أفعل لا استطيع تركهم يهدمون منزلي!
بعدها تذكرت أطفالي، ولداي الصغيران أحباء قلبي، أسرعت للداخل وحملتهما وخرجت من الباب الخلفي...

الساعة الان الثانية عشرة ظهرا.
الجنود والعمال جاؤوا الساعة الثامنة وبدأوا الهدم، والآن بعد اربع ساعات لا زلت جالسة أمام المنزل، راقبتهم يهدمون منزلي وانا أبكي، جاءت امي واقربائي، وتجمع الجيران عندما سمعوا بالخبر لكن لم يكن بيد أحدٍ حيلة.
حاولت امي وقريباتي إقناعي بالذهاب لكنني لم أتحرك من مكاني لأنني أدركت شيئا.
قبل أن يصل الجنود ذهب زوجي ليجلب الخبز وحتى الآن لم يعد!
لذلك السؤال هو :  أين ذهب!

مذكرات فلسطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن