الحقيقة سَتُظهر نفسها.

209 58 17
                                    


2018
إسمي هو مايكل، انا في السابعةَ عشرةَ من عُمري وقريباً سأتمم الثامنة عشر.

لم أكن يوما فتىً عادياً، فَبينما كان أصدقائي يخرجون للسهر والشرب والاحتفال كنت اتعلم أكثر عن أمور السياسة وعن أمور ديني.

في الكنيس الذي اذهب اليه، يقول لنا الكاهن ان اليهودية ضد كل ما تفعله إسرائيل باسم ديننا، وأنهم يختبئون وراء الدين ليغطوا على دوافعهم المادية والسياسية. وقال أيضا الكاهن انه" قال الحاخام اليهودي يسرائيل ويس عضو جماعة اليهود المتحدين ضد الصهيونية إن دعم الولايات المتحدة الأميركية لإسرائيل يزيد معاناة الشعب الفلسطيني واليهود، مشددا على أنه ليس من حق إسرائيل وفق التوراة إقامة وطن لها.

وأضاف ويس في تصريحات لوكالة الأناضول  أن الصهيونية تستخدم الديانة اليهودية أداة لتحقيق مصالحها، وهذه هي الطريقة الأساسية للحصول على الدعم من العالم عبر إلباس أنفسهم ثوب القداسة باستخدام الرمز اليهودي (نجمة داود واسم إسرائيل).

ومضى قائلا إنه ليس لإسرائيل تماما الحق في إقامة وطن لها، وهذا من التوراة، فلا يسمح لنا بأن يكون لدينا وطن يهودي منذ ألفي عام، ونحن نحترم هذا.

وتابع أنه منذ ألفي سنة لم نقم أبدا بإنشاء وطن يهودي، كذلك لا يسمح لنا بالسرقة ولا القتل، لذلك فالتصرفات الصهيونية لا تخضع لقواعد، وليس من حق الصهيونية وفق التوراة إقامة دولة إسرائيل. "

لهذا السبب صارت لدي قناعة تامة أنه يجب على كل يهودي متشدد ان يأخذ موقفاً حازما تجاه إسرائيل.

كأي شخصٍ آخر أكره التنمر والظلم والقهر.
عندما أرى متنمرين بالمدرسة احاول ان اتصدى لهم وأضع حداً لهم، لهذا السبب لا اتحمل رؤية الأطفال الفلسطينين يتشردون يصرخون ويبكون والعالم كله يتأملهم بصمت.

لذلك قررت مع بعض أصدقائي الذين يشاركونني آرائي ان نذهب إلى فلسطين في العطلة الصيفية لنرى الحقيقة بأنفسنا، بعد ذلك سنعود الى الولايات المتحدة لنخبر الجميع بما رأينا ونكشف لهم الصهيونية على حقيقتها!

وصلت طائرتنا بعد منتصف الليل، وصلنا للفندق متعبين ونمنا كالأطفال.
استيقطنا باكراً في اليوم التالي لنبدأ بمهمتنا التي جئنا لأجلها.
تحدثنا مع بعض الأشخاص المحليين في الفندق، فقد اصرينا على أن ننزل في فندق في الأراضي التابعة للحكومة الفلسطينية، وليس في اراضي التابعة لحكومة الاحتلال.

عرفنا من بعض الأشخاص الذين قابلناهم انهم سيذهبون للاعتصام قرب الجدار الذي يفصل اراضي فلسطين الشرقية عن اراضي فلسطين المحتلة.

عندما وصلنا  كانت الأعتصامات قد بدأت بالفعل، إرتدينا قبعاتنا اليهودية مع الكوفية الفلسطينية التي اشتريناها من الفندق الذي كنا فيه.

هتفنا مع الفلسطينين، وشاركناهم اعتصامهم واخذنا بعض الصور، بعض الاسرائيلين رأونا وكان ظاهراً من تعابير وجوههم المقشعرة انه لم يعجبهم ما رأوا، لكننا لم نهتم لهم، إستمرينا في الهتاف والاعتصام واخذنا اكثر عدد من الصور والفيديوهات.

بعدها اوقفني جندي من جنود الاحتلال وطلب ان يرى هويتي، رفضت إعطائه اياها، وعندما فعلت لاحظ من لهجتي انني أمريكي.
فطلب رؤية جواز سفري فرفضت ثانية، فدفعني وحاول اعتقالي، لاحظ أصدقائي ما يحدث وجاءوا لمساعدتي.
طلبت ان اتصل بالسفارة الأمريكية لكنهم تجاهلوني.
فرق الجنود أصدقائي وقاموا باعتقالي و وضعوني في سيارة الشرطة.

لم أكن خائفا لأنني اعلم انه ليس باستطاعتهم
فعل اي شيء معي، عالاغلب قاموا باعتقالي لأنني أثرت غضبهم ليس اكثر، وما ان يقوم أصدقائي بالاتصال بالسفارة سيقومون بإخراجي كالشعرة من العجينة.
اتمنى لو كان الأمر في تلك السهولة بالنسبة الفلسطينين.
لذلك عندما أعود للولايات سأحرص على ان اكشف حقيقتهم للجميع..

مذكرات فلسطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن