#الحلقة_التسعون

90 10 0
                                    

#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_التسعون
#أحداث_السنة_الخامسة_من_الهجرة
#حفر_الخندق

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن تجميع اليهود للمشركين من كل الجزيرة العربية عشان يكوّنوا جيش ييجي يقضي على المسلمين في المدينة،
جمعوا فعلا أكبر جيش تشهده الجزيرة العربية في تاريخها وكان عددهم عشرة آلاف مقاتل، وصل الخبر لرسول الله ﷺ وأخبر أهل المدينة عن الجيش ده،
الخبر كان ثقيل جدا على أهل المدينة، لكن المؤمنين الصادقين كانوا عارفين إن هو ده الطبيعي،
عارفين إن الدنيا كلها هتجتمع على حربهم وعارفين إن النصر من عند ربنا وهو هينصرهم لو هم نصروه باتباع منهجه سبحانه وتعالى👌
فبدأوا يستعدوا ويجهزوا نفسهم مع رسول الله ﷺ عشان يشوفوا خطة لحرب الجيش القادم ده،
أما بقى المنافقين فكانوا مرعوبين، إزاي هيحاربوا عشرة آلاف😱
أصل هم ميعرفوش غير الحسابات المادية، معندهمش قناعة بقدرة ربنا...لأنهم مش مسلمين، دول ناس أظهروا الإسلام فقط...الإيمان مدخلش قلوبهم، فربنا ملوش وجود في حياتهم،
مش قادرين يفهموا إن الكون ده كله ملكه...مش قادرين يتصوروا إن ربنا إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون،
فقرروا عدم القتال وهيتحججوا بأي حجة عشان يهربوا من القتال،
وياريتهم سكتوا على كده دول حاولوا يمنعوا المسلمين من القتال ويثبطوهم ويقولوا لهم مفيش فايدة من القتال وأحسن حاجة إننا نستسلم لهم عشان نحافظ على حياتنا، وعادي لو اتنازلنا شوية يعني أهم حاجة نحافظ على حياتنا،
"قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا"
والناس دي للأسف مش فاهمة إن المسلم الصادق أغلى أمنية عنده إنه يموت في سبيل الله👌

وهنا بقى بدأ التَّمايُز، يعني الإبتلاءات والأزمات بتكشف عن معادن الناس وعن إللي في قلوبهم،
"مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ"
المؤمنين هيعرفوا المنافقين على حقيقتهم بسبب هروبهم من تحمل المسؤولية👌

☆صادق الإيمان عارف إنه كل ما تقدم في طريق الله هيقابل الابتلاءات، فلما يصبر ويستمر بيقين ربنا بيرفع عنه البلاء وينصره،
أما ضعيف الإيمان أو المنافق لما يواجهه بلاء تلاقيه رجع وبدأ يتسخط ويقول يعني هي دي مكافئتي...بقى أنا بعمل إللي يرضي ربنا وهو يبتليني...مانا لو مكنتش مشيت في طريق الطاعة مكنش حصل لي حاجة😑
عشان كده لازم الأزمات ولازم الابتلاءات....ليميز الله الخبيث من الطيب...ليميز الله الصادق في إيمانه من الكاذب، ربنا يجعلنا وإياكم من الصادقين الطيبين🤲

اجتمع رسول الله ﷺ مع الصحابة عشان يستشيرهم ويشوفوا حل، وده كان عادته ﷺ،
فاكرين قبل غزوة بدر وقبل غزوة أحد كان بيستشير أصحابه يعملوا إيه،
وده فيه تأكيد إن المسلم هو صاحب القضية، يعني مش رسول الله ﷺ هو بس يقول القرارات وخلاص والناس تنفذ،
كان بيُشركهم معاه وبيحسسهم إن الإسلام ده بتاع كل واحد فيهم، وإن كل واحد رأيه مهم..كبير أو صغير..عربي أو غير عربي👌
كان حاضر مع الصحابة في الوقت ده سلمان الفارسي رضي الله عنه لو تفتكروا قصته اتكلمنا عنه في الجزء الثاني والخمسين،
وده كان أول مشهد يشهده مع رسول الله ﷺ، محضرش معاه غزوة بدر ولا أحد ولا أي غزوة قبل كده،
وده لأنه كان لسه عبد عند اليهودي، فرسول الله ﷺ أراد إنه يحرره فقال له: كاتِب يا سلمان!
يعني يتفق مع اليهودي على مبلغ معين يعطيه له سلمان مقابل إنه يحرره،
فاتفقوا إن سلمان يزرع لليهودي ثلاثمائة نخلة ويعطيه أربعين أوقية من الذهب،
واحنا قلنا قبل كده إن الأوقية في العهد النبوي كانت حوالي ثلاثين جرام إلا ربع من الذهب،
رسول الله ﷺ قال لأصحابه أعِينوا أخاكم👌
فبدأ كل واحد يعطيه من عنده إللي يقدر عليه لحد ما جمع الثلاثمائة نخلة، بس مش النخلة الكبيرة أوي😅
هو جمع نخل صغير عشان يعرف يزرعه، فلما حفروا مكان الحفر رسول الله ﷺ قال له إن هو إللي هيضع النخل بيده الشريفة ﷺ،
ووضع رسول الله ﷺ الثلاثمائة نخلة في مكانهم في الحفر، ولم تمت منهم نخلة واحدة،
وبكده أدى سلمان أول جزء من الاتفاق، باقي الأربعين أوقية،
جاء لرسول الله ﷺ في الغنائم من الغزوات بيضة من الذهب  في نفس حجم بيضة الدجاجة كده،
فسأل عن سلمان عمل إيه في المال إللي كان فاضل عليه، فأرسل له رسول الله ﷺ فجاءه سلمان وأعطاه البيضة من الذهب وقال له خذها وأدي بها ما عليك،
فسلمان قال لرسول الله ﷺ: دي متجيش حاجة جنب إللي عليّ😓
فقال له رسول الله ﷺ: خذها فإن الله سيؤدي بها عنك👌
أخذ سلمان البيضة وراح وزنها وطلع منها الأربعين أوقية كاملة😮
وبكده أخذ سلمان حريته بعد سنين في الرق والعبودية،
ومن ساعة ما أخذ حريته وهو بقى مع رسول الله ﷺ وحضر معاه كل الغزوات وأولهم غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق إللي احنا بنحكي عنها دلوقتي😊

السيرة النبويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن