#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_وخمسة_وثلاثون
#أحداث_السنة_السابعة_من_الهجرة
#فتح_خيبر_الجزء_الأول
#الطريق_إلى_خيبراتكلمنا في الأجزاء الأخيرة إللي فاتت عن رسائل رسول الله ﷺ إلي ملوك وزعماء زمانه وشوفنا ردود أفعالهم،
في نفس الوقت إللي رسول الله ﷺ أرسل فيه الرسائل مع السفراء بدأ يجهز جيش يروح يكمل القتال بينه وبين اليهود في خيْبَر👌
قبل ما نبدأ في الكلام عن أحداث خيبر، عايزين نتكلم عن نقطة مهمة وهي:
السفراء إللي رسول الله ﷺ أرسلهم للملوك،
احنا قلنا قبل كده إن كل حاجة رسول الله ﷺ بيعملها وراها حكمة وتفكير وتدبير،
وإنه مش بياخد أي قرار كده وخلاص، وخصوصا إنه قدوة للأمة الإسلامية كلها ويجب اتباعه،
فلما نيجي نشوف السفراء إللي رسول الله ﷺ أرسلهم هنلاحظ إنهم:
◇أولا:
السفراء كلهم كانوا يتصفون باللّباقة والكياسة والذكاء والدهاء وحسن الحوار،
واحنا شوفنا في حوار المقوقس وحاطب بن أبي بلتعة إزاي حاطب كان بيدعو المقوقس للإسلام وشوفنا اختياره للألفاظ،
فرسول الله ﷺ مكنش بيختار أي حد، كان بيختار الشخص الصحيح إللي ينفع للمهمة 👌وده هياخدنا للنقطة الثانية وهي:
◇إن رسول الله ﷺ مكنش بيختار السفراء على أساس القبيلة ولا أساس درجة القرابة منه ﷺ،
يعني السبع سفراء دول كانوا كلهم من قبائل العرب المختلفة ما عدا واحد فقط وهو عبد الله بن حُذافة السهمي،
ومش هنلاقي أي حد من بني هاشم قبيلة رسول الله ﷺ خرج في المهمة دي، فرسول الله ﷺ بيوصل رسالة للجميع إن إللي يتولى المهام هم الأصلح والأكفأ بغض النظر عن النسب والمكانة العائلية،
وإن القائد الحقيقي هو إللي يهتم بمصلحة الأمة مش مصلحة القبيلة ويهتم بقضايا الرعية مش قضايا العائلة👌☆ ممكن تطلع وجهة نظر تقول:
مش كان الأفضل إن رسول الله ﷺ يجعل كل السفراء من قريش، وبكده هترتفع قيمتهم عند الزعماء دول على أساس إن قريش قبيلة عربية مشهورة🤔حتى لو وجهة النظر دي صحيحة؛ في المقابل هيبقى في رسالة عكسية سلبية وهي:
إن السفارة لا تكون إلا في أشراف الناس، وده مش صحيح، لأن الأكفأ والأفضل هو إللي يتولى المهمة بغض النظر قبيلته أو مكانته إيه👌◇الملاحظة الثالثة هي إن كل السفراء كانوا من المهاجرين مفيش فيهم ولا أنصاري واحد، ودي حاجة هنلاحظها على مدار السيرة، إن محدش من الأنصار مسك منصب هام أو قيادي في الدولة الإسلامية،
مع إن الأنصار يُعتبروا هم حجر الأساس في قيام دولة الإسلام،
ولعل السبب في كده هو إن الأنصار يستمروا في كونهم رمز للعطاء مش الأخذ،
فالصفة إللي تميز الأنصار هي صفة الإيثار، ومننساش طبعا في أحداث بيعة العقبة الثانية لما الأنصار سألوا رسول الله ﷺ عن المقابل إللي هيأخذوه مقابل نصرة الإسلام ورسول الله ﷺ وعدهم بالجنة،
يعني مفيش أي مناصب في الدنيا كله في الآخرة، فكان الأنصار هم مَضرب المثل في خُلق الإيثار،
لأنهم كانوا بيعطوا عطاء بلا حدود وبدون انتظار أي مقابل في الدنيا،
ومرة واحد من الأنصار جاء لرسول الله ﷺ وقال له:
يا رسول الله! ألا تستعملني كما استعملت فلاناً؟
فقال ﷺ وهو بيكلم الأنصار : إنكم ستلقون بعدي أَثَرَة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض"
يعني رسول الله ﷺ بيقول للأنصار إن الناس هتنفرد عنكم بأمور كثيرة وانتم مش هيكون لكم حاجة مع إنكم أصحاب حق فيها، فاصبروا ومتطلبوش الإمارة لحد ما تقابلوني على الحوض،
وده عشان الأنصار يفضلوا رمز ومثال واضح ونقي لخُلق الإيثار😊