#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_واثنان_وستون
#أحداث_السنة_الثامنة_من_الهجرة
#المَسِير_إلى_مكةاتكلمنا المرة إللي فاتت عن أبي سفيان لما راح المدينة عشان يقابل رسول الله ﷺ ويجدد معاه العهد ويمدّه لفترة أطول،
وبعد محاولات كتير رجع مكة خائبا من غير ما يحقق أي حاجة وفضلت قريش قلقانة ومستنية تشوف رسول الله ﷺ والمسلمين هيعملوا إيه،
ده كان الوضع في مكة، هنرجع بقى لرسول الله ﷺ في المدينة ونشوف هيعمل إيه،
قلنا إن رسول الله ﷺ انتهز فرصة الأحداث إللي حصلت دي وأخذ القرار بفتح مكة،
عمل إيه بقى رسول الله ﷺ عشان ينفّذ القرار ده🤔
أول حاجة رسول الله ﷺ عملها إنه أمر المسلمين إنهم يتجهزوا للخروج للجهاد، حتى إنه أرسل للقبائل القريبة من المدينة وكانت على الإسلام إنهم يتجهزوا،
لكن مقلش لأي حد لسه هو هيروح فين بالضبط ، يعني يا جماعة اتجهزوا احنا خارجين للجهاد، فين بقى المكان إللي هيتوجهوا له؟ محدش كان عارف👌
حتى إن أبا بكر دخل على ابنته عائشة رضي الله عنها، وهي بتحرك بعض جِهاز رسول الله ﷺ فسألها:
أي بنية! أَأَمركم رسول الله ﷺ أن تجهزوه؟
يعني رسول الله ﷺ أمركم إنكم تجهزوا لسفره للغزو،
قالت له عائشة: نعم، فتجهّز👌
يعني انت كمان تجهّز عشان تخرج مع رسول الله ﷺ،
فسألها : فأين تَرَيْنه يُريد؟
يعني تفتكري ناوي يروح فين للغزو، فقالت له:
لا والله ما أدري! يعني هي كمان مش عارفة رسول الله ﷺ هيروح فين،
لأن رسول الله ﷺ مكنش عايز الأخبار توصل لمكة إن المسلمين هييجوا يفتحوا مكة عشان قريش متجهزش جيش وتحصل حرب،
وبعد شوية رسول الله ﷺ أخبر الناس إن وجهة الغزوة دي هي مكة عشان يستعدوا بجديّة👌
وزيادة بقى في التّمْوِيه عشان المشركين ميعرفوش وجهة رسول الله ﷺ فين بالضبط رسول الله ﷺ أخرَج سرية مكونة من ثمانية رجال من الصحابة بقيادة أبي قتادة ناحية وادي إِضَم كطليعة للجيش، يعني كأنهم فرقة استكشافية للجيش إللي هييجي بعدين،
وأرسل رسول الله ﷺ للقبائل إللي طلب منهم يخرجوا معاه للجهاد إنهم يقابلوه في منطقة اسمها مَرّ الظَّهْران على بُعد حوالي اثنان وعشرون كيلو من مكة،
يعني القبائل هتيجي من طرق مختلفة ويتقابلوا في منطقة مَر الظهران عشان عيون قريش متعرفش حاجة عن الجيش إللي هييجي لمكة،
وفي رواية تانية برده إنهم تقابلوا مع رسول الله ﷺ وهو خارج من المدينة وانضموا لجيش رسول الله ﷺ،
المهم يعني إن الجيش هيبقى مكتمل قبل دخوله مكة😅تجهز الصحابة في المدينة للخروج للقتال، وأمر رسول الله ﷺ إن محدش يُخبر أي إنسان خارج المدينة عن موضوع اتجاه المسلمين لغزو مكة،
ورفع رسول الله ﷺ يده للسماء ودعا وقال:
"اللهم خُذْ على أسماعِهم وأبصارِهم فلا يرونا إلا بَغْتة، ولا يسمعون بنا إلا فجأة"
يعني رسول الله ﷺ بيدعي ربنا إنه ميخليش قريش تعرف أي حاجة عن المسلمين وجيشهم ويتفاجؤا بالجيش ده،
وبدأ الإستعداد للخروج من المدينة،
حصلت هنا حادثة مهمة👌
واحد من الصحابة من أهل بدر اسمه حاطِب بن أبي بَلْتَعة كتب رسالة وأعطاها لامرأة عشان توصلها لقريش، والرسالة دي كان مكتوب فيها إن رسول الله ﷺ مجهز جيش وهييجي يغزو مكة😶
وحاطب ده لو تفتكروا كان أرسله رسول الله ﷺ برسالة للمقوقس حاكم مصر بيدعوه فيها للإسلام، يعني ده مش واحد عادي، ومع ذلك عمل الخيانة دي،
أيوة دي خيانة كبيرة جدا لرسول الله ﷺ والمسلمين، يعني مطلّع أسرار الدولة الإسلامية للأعداء😬
جاء الوحي لرسول الله ﷺ يخبره إن حاطب بن أبي بلتعة أرسل رسالة مع امرأة لقريش وهي في مكان كذا باتجاه مكة،
فأمر رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب والزبير بن العوام إنهم يروحوا المكان إللي فيه المرأة ويجيبوا منها الرسالة،
وانطلق علي والزبير لحد ما وصلوا للمرأة ووقفوها وقعدوا يدوروا في المتاع بتاعها الموجود على الدابة ملقوش حاجة فقالوا لها هاتي الرسالة إللي معاكِ👌
فطبعا أنكرت وقالت إن معهاش أي رسائل🤷♂️
فقال لها علي:
"إِنِّي أَحْلِفُ بِاللَّهِ مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَلَا كُذِبْنَا،
لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ"
يعني بيقولها إن رسول الله ﷺ مكذبش علينا لما قال لنا إن معاكِ رسالة ولا الوحي كذب على رسول الله ﷺ وعلينا،
فطلعي الرسالة وإلا هنفتشك احنا👌
فلما المرأة شافت إصرارهم وانهم بيتكلموا جد وفعلا هيفتشوها قالت لعلي والزبير :
أَعْرِضا!
يعني التفتوا لمكان تاني عشان أعرف أطلع لك الرسالة، فأعْرَض علي والزبير،
فالمرأة فكّت شعرها وكانت عاملاه ضفيرة ومخبية الرسالة داخل الضفيرة😅
وأعطت لهم الرسالة فأخذوها ورجعوا للمدينة لرسول الله ﷺ وأعطوه الرسالة،
أرسل رسول الله ﷺ لحاطب بن أبي بلتعة، فجاء حاطب لرسول الله ﷺ، فقال له رسول الله ﷺ:
" يَا حَاطِبُ، مَا هَذَا؟ مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟"
يعني إيه ده وإيه إللي خلاك تعمل كده؟!!
فقال حاطب لرسول الله ﷺ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تعجل عليَّ، إني كنتُ امرأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ وَلَمْ أكُن من أنفسِها،
وكان مَن معك من المُهاجرين مَن لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم،
فأحببتُ إذا فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عندهم يدًا يحمون قَرَابَتِي، وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي، وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ"
يعني حاطب بيقول لرسول الله ﷺ : استنى عليّ يارسول الله واسمعني، أنا حليف لقريش لكني مش من أهل المكة الأصليين،
وأنا عندي أهل في مكة ضعفاء مفيش حد يحميهم،
وانت والمهاجرين إللي معاك لكم قرابة وأهل أقوياء يقدروا يحموا نفسهم،
فأنا حبيت إن يكون ليّ فضل على قريش فيحفظوا جميلي ويحموا أهلي، وربنا هينصرك أصلا سواء أنا قلت لهم أو لأ،
وأنا معملتش كده عشان أنا منافق أو ارتديت على الإسلام ولا رضيت بالكفر بعد الإسلام👌
يعني باختصار هي لحظة ضعف خاف فيها حاطب على نفسه وعلى أهله،
فقال رسول الله ﷺ:
" لَقَدْ صَدَقَكُمْ"
يعني هو فعلا صادق في كلامه في إنه لم يكفر ولم ينافق ولكن هي لحظة ضعف منه،
لكن طبعا مش مبرر إنه عشان يحمي عيلته يخون الله ورسوله وتحصل مجزرة بين المسلمين وبين أهل مكة،
في حين إن لو جيش المسلمين دخل مكة فجأة في احتمال كبير إن أهل مكة يدخلوا الإسلام،
فالموقف هنا مش موقف سهل ولا عادي، حتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إللي كان حاضر الموقف قال لرسول الله ﷺ :
" يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي فَلْأَضْرِبْ عُنُقَهُ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ قَدْ نَافَقَ"
يعني خليني أقتله يا رسول الله لأنه نافق وخان الله ورسوله،
يعني عمر نفسه شايف إن حاطب يستحق القتل بسبب خيانته دي،
لكن رسول الله ﷺ رد على عمر وقال له
" وَمَا يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ، لَعَلَّ الله قد اطَّلع على أَصْحَابِ بَدْرٍ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لكم"
يعني حاطب من أهل بدر وأهل بدر لهم مكانة خاصة عند ربنا وهم كلهم من أهل الجنة وربنا غفر لهم وعفا عن سيئاتهم إللي ممكن يعملوها، وخصوصا إن حاطب كمان اعترف بغلطه وهو معملش كده لأنه نافق أو كفر بالله ورسوله👌
ورسول الله ﷺ بيعلمنا هنا إن لما يحصل خطأ من أهل الفضل نعذرهم وخصوصا إن الخطأ مش متعمد ولكنه مُتَأَوّل
يعني حاطب عارف إن الخطاب بتاعه مش هيأثر حاجة في نصر الله لرسوله فعشان كده أرسله،
ونزلت في حاطب الآيات الأولى من سورة الممتحنة:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي"