#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_وثلاثة_وستون
#أحداث_السنة_الثامنة_من_الهجرة
#أبو_سفيان_بين_القتل_والدخول_في_الإسلاموقفنا المرة إللي فاتت عند أبي سفيان لما خرج من مكة عشان كان عايز يقابل أي حد جاي من طريق المدينة ويسأله عن أخبار رسول الله ﷺ وإذا كان جهّز جيش لغزو مكة ولّا ناوي يعمل إيه،
وكان ساعتها خارج معاه حكيم بن حِزام، ولو تفتكروا حكيم بن حزام ده يبقى ابن أخت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها،
وكان بيساعد المسلمين لما كانوا مُحاصرين في شعب أبي طالب، وكان لحد دلوقتي لسه على الكفر،
وكان خرج معاهم بُدَيْل بن وَرْقاء عشان يشوف أخبار رسول الله ﷺ هو كمان،
فلما شاف أبو سفيان بن حرب النار المشتعلة اتفزع وقال
ما رأَيْتُ كاللَّيلةِ نِيرانًا قطُّ😲
يعني إيه الجيش الكتير العظيم القوي ده، أنا عمري ما شفت زيه،
فقال له بُديل:
"هذه والله نيران خُزَاعة حَمّشتها الحرب"😤
يعني خُزاعة جاءت بالجيش ده عشان تنتقم من قريش بسبب إللي عملته،
فقال له أبو سفيان:
خزاعة واللهِ أذلُّ من أن يكونَ هذه نيرانُهم😤
يعني مستحيل تكون خزاعة بالعدد الكبير ده، هم أقل وأحقر من إن ده يكون جيشهم.كان مين بقى سامع الحوار ده بين أبو سفيان وبُديل بن ورقاء🤭
العباس بن عبد المطلب👌
العباس لما كان شاف رسول الله ﷺ جاي في عشرة آلاف مقاتل قال في نفسه:
والله لَئِن دخل رسول الله ﷺ مكة عَنْوَة قبل أن يَسْتأمِنوه إنه لهلاكُ قريش إلى آخرِ الدّهر😶
يعني لو رسول الله ﷺ دخل مكة بالقوة مع جيشه القوي ده قريش كلها هتهلك ومش هيبقى لها أي أثر،
وقريش قبيلة قوية فأكيد إنها تدخل في الإسلام أفضل من إنها تُقتل، وكمان هُم الأهل والعشيرة، ومفيش حد يكره إن أهله يدخلوا في الإسلام بعد ما كانوا كفار🤷♂️
فبدأ العباس يبحث عن أي شخص يُخبر قريش عن مجِيء رسول الله ﷺ في جيش عشان يخرجوا ويستسلموا له ويطلبوا منه الأمان،
وطبعا موقف العباس هنا مختلف عن موقف حاطب بن أبي بلتعة لما أرسل برسالة لقريش عشان يُخبرهم بنية رسول الله ﷺ في غزو مكة،
لأن دلوقتي الجيش أمره بقى معروف والنيران بتاعته مشتعلة وقريب جدا من مكة،
ومفيش أي نوع من أنواع التّخفّي وأي حد ممكن يعرف عن جيش رسول الله ﷺ💁♂️
بعكس الوضع لما كان الجيش لسه مخرجش من المدينة وكان على بُعد أيام من مكة وقريش كانت تقدر تستعد بجيش،
لكن دلوقتي خلاص مفيش أي وقت للاستعداد، فقريش مش هيبقى قصادها حل غير الاستسلام لرسول الله ﷺ👌فالعباس عايز قريش تستأمن لنفسها، فركب بغلة رسول الله ﷺ وانطلق ناحية مكة عشان يدور على أي حد يُخبر أهل مكة بجيش رسول الله ﷺ عشان يطلبوا منه الأمان،
فسمع بقى أبو سفيان و بُديل بن ورقاء وهم بيتكلموا😅
فعرف صوت أبو سفيان فنادى عليه، فلما سمع أبو سفيان صوت العباس عرفه هو كمان وسأله:
أبو الفضل؟🤔
يعني انت العباس بن عبد المطلب؟ طبعا زمان مكنش في أضواء زي عندنا دلوقتي والدنيا ساعتها كانت ليل وضلمة فمحدش كان شايف حاجة😅
المهم العباس رد عليه وأكد له إن هو العباس فعلا، فقال له أبو سفيان:
" ما لكَ فداكَ أبي وأمي"
يعني بيقوله إيه إللي خرّجك في الوقت المتأخر ده، وعلى فكرة أبو سفيان صديق قديم للعباس ففي بينهم صحوبية وأُلفة،
وأبو سفيان لحد دلوقتي مكنش يعرف إن العباس خرج مهاجر وبعدين رجع تاني لمكة، فهو مستغرب إيه إللي خرّج العباس من بيته في الوقت ده من الليل،
فقال له العباس:
ويلَكَ هذا واللهِ رسولُ اللهِ في الناسِ واصباحَ قريشٍ واللهِ لئن دخل رسولُ اللهِ ﷺ مكةَ عَنوة قبل أن يأتوه فيستأمِنوه، إنه لَهلاكُ قريشٍ إلى آخرِ الدهرِ👌
يعني الجيش إللي انت شايفه ده جيش رسول الله ﷺ ولو دخل مكة بالقوة مع جيشه ده قبل ما قريش تطلب منه الأمان؛ قريش كلها هتهلك ومش هيتبقى منها واحد حتى،
فقال له أبو سفيان:
فما الحيلةُ فداك أبي وأمي😥
يعني أعمل إيه انا دلوقتي عشان أطلّع قريش من المشكلة دي،
فقال له العباس:
"لا واللهِ إلا أن تركبَ في عجُزِ هذه الدابةِ فآتي بك رسولَ اللهِ ﷺ فإنه واللهِ لئن ظفر بك ليَضربَنَّ عُنقَكَ"
يعني ملكش أي حل غير إنك تركب معايا على البغلة دي وأخدك ونروح لرسول الله ﷺ،
لأنك لو وقعت في إيده من غير ما يكون معاك أمان ومن غير ما تكون مسلم هيقتلك👌
فوافق أبو سفيان بدون أي تردد؛ لأن هو موقفه صعب جداً دلوقتي ومعندوش أي حل تاني 😅
ركب أبو سفيان خلف العباس على بغلة رسول الله ﷺ واتوجهوا ناحية معسكر المسلمين عشان يقابلوا رسول الله ﷺ ورجع حكيم بن حِزام وبُدَيْل بن وَرْقاء لمكة،
وصل العباس ومعاه أبو سفيان لمعسكر المسلمين وكانوا مُشْعِلين النار زي ما قلنا، فكان كل ما العباس يعدّي على جماعة من المسلمين كانوا يسألوا :
مَنْ هَذا🤔
فلما يشوفوا بَغلة رسول الله ﷺ وعليها العباس عم رسول الله ﷺ مكنش حد بيقوم وبيقولوا لبعض ده عم رسول الله ﷺ وعلى بغلة رسول الله ﷺ،
ومحدش واخد باله من أبي سفيان إللي قاعد وراء العباس على البغلة،
لأن الدنيا ضلمة زي ما قلنا ويادوب النار مبينة بس الجزء الأمامي من البغلة، وشايفين ظل وخلاص فمحدش هييجي في باله إن أبا سفيان موجود مع العباس،
وفضلوا ماشيين لحد ما وصلوا عند نار عمر بن الخطاب رضي الله عنه🤭
قال عمر مَن هذا؟ وقام للعباس وبص على مين الموجود ورا العباس على بغلة رسول الله ﷺ، لقاه أبو سفيان😅
فقال عمر:
أبو سفيانَ عدوُّ اللهِ الحمدُ للهِ الذي أمكنَ منك😈
يعني انت خلاص كده وقعت في إيدنا ومفيش بينا عقد ولا عهد وانت مش مسلم وبكده يقدروا يقتلوه براحتهم قصاصا للي عمله في المسلمين قبل كده،
وانطلق عمر لخيمة رسول الله ﷺ بسرعة عايز يوصل قبل العباس عشان العباس ميلحقش يطلب الأمان لأبي سفيان،
وانطلق العباس بالبغلة هو كمان عشان يلحق يروح لرسول الله ﷺ قبل عمر، وكان سباق بين الاتنين 😅
والعباس سَبق عمر لرسول الله ﷺ ودخل عليه ومعاه أبو سفيان، وجاء عمر وراهم على طول وتكلم قبل ما العباس يتكلم وقال:
يا رسولَ اللهِ! هذا أبو سفيانَ قد أمكن اللهُ منه بلا عقدٍ ولا عهدٍ فدعْني فأضربُ عُنُقَه 👌
يعني ربنا مكننا من أبي سفيان عدو الله إللي حزّب الأحزاب وحاصر المدينة وقتل المسلمين في أُحد ورضي بالتمثيل إللي حصل في جثثهم، وخلَف العهد مع المسلمين، يعني هو له تاريخ أسود مع المسلمين😶
فالعدو ده بقى في إيدينا خلاص بدون ما يكون له عهد ولا أمان فخلينا بقى نقتله قِصَاصًا للي عمله ده كله، يعني عمر كان عايز ينتصر لله عز وجل،
فهنا العباس قال :
يا رسولَ اللهِ إني قد أجرْتُه🤚
يعني هو خلاص بقى في حمايتي دلوقتي يا رسول الله،
وبعدين العباس راح جنب رسول الله ﷺ وقعد قصاده عشان يكلمه ويقنعه إن يسمع من أبي سفيان ويعطي له الأمان،
كل ده وعمر بن الخطاب عمال يتكلم ويُلِح ويتحايل على رسول الله ﷺ إنه يقتل أبا سفيان،
فهنا العباس قال لعمر:
"مهلًا يا عمر! واللهِ لو كان رجلٌ من بني عديِّ بن كعبٍ ما قلتَ هذا ولكن قد عرفتَ أنه رجلٌ من بني عبدِ منافٍ"
يعني إيه الكلام ده😁
عمر بن الخطاب كان من بني عدِي،
وأبو سفيان كان من أقارب رسول الله ﷺ في النسب، ولو تفتكروا لما هرقل طلب حد من أقارب رسول الله ﷺ قال له أبو سفيان إنه أقربهم لرسول الله ﷺ نسباً،
فهنا العباس بيقول لعمر إن لو أبو سفيان كان من قبيلته مكنش قال خلينا نقتله وكان هيدافع عنه زي ما العباس بيدافع عن أبي سفيان دلوقتي،
بس عمر متشجع ومتحمس لقتل أبي سفيان عشان هو مش من قبيلته،
فهنا عمر قال للعباس كلمة بيوضح له فيها إن العبرة مش بالنسب ولكن العبرة باللي يرضي الله ورسوله، قال عمر:
"مهلًا يا عباسُ لَإسلامُك يومَ أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلامِ الخطابِ،
ومَالِي إلّا أني قد عرفتُ أنَّ إسلامَك كان أحبَّ إلى رسولِ اللهِ ﷺ من إسلامِ الخطاب"
يعني بيقول له استنى بس وافهم، أنا فرحت بإسلامك يوم ما أسلمت أكتر من فرحي لو أسلم أبي الخطاب،
يعني أبو عمر لم يُسلم، لكن لو كان أسلم مكنش عمر هيبقى فرحان بإسلامه زي ما هو فرحان بإسلام العباس يوم ما أسلم ،مع إن الواحد بيحب الخير لأبوه والعصبية القبيلية ده من أصل العرب،
طيب إيه السبب بقى في التفكير بتاع عمر ده🤔
لأن رسول الله ﷺ بيحب العباس أكتر من حبه للخطاب، وفرح جدا بإسلامه، وفرح رسول الله ﷺ بإسلام العباس أكتر من فرحه بالخطاب لو أسلم،
يعني عمر بيقوله إن المقياس في حبي لإسلام الناس هو حب رسول الله ﷺ لهم، يعني أنا مشاعري الشخصية مش هي إللي بتتحكم فيّ ولكن ما يحبه الله ورسوله👌
فهنا رسول الله ﷺ اتكلم وقال للعباس:
"إِذهبْ به إلى رَحلكَ فإذا أصبحتَ فأْتِنا به"
يعني خد أبا سفيان وخلّيه عندك وبيّته معاك في رَحلِك والصبح هاته وتعال، وساعتها هنشوف حل للموضوع،
وفعلا العباس أخد أبا سفيان وراح للخيمة بتاعته وبات هناك معاه للصبح.