#الحلقة_مائة_وثمانية

74 7 0
                                    

#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية_إيمان_شلبي
#الحلقة_مائة_وثمانية
#أحداث_السنة_السادسة_من_الهجرة
#الطريق_إلى_الحُدَيْبِيَة

وقفنا المرة إللي فاتت عند الرؤيا إللي شافها رسول الله ﷺ،
وقلنا إن بسبب الرؤيا دي هتحصل أحداث كبيرة جدا هيكون لها الأثر مش بس على شبه الجزيرة العربية لكن كمان على العالم كله👌
إيه بقى الرؤيا دي🤔
رأى رسول الله ﷺ إنه أخذ أصحابه وذهبوا لمكة وطافوا بالبيت الحرام،
ورؤيا الأنبياء وحي، يعني كده ربنا أمر رسول الله ﷺ إنه يأخذ الصحابة ويروحوا يعملوا عمرة،
لكن إزاي رسول الله ﷺ والصحابة معاه هيروحوا يعملوا عمرة وفي حرب قائمة بينهم وبين قريش😬
لأ وقريش من سنة واحدة بس كانوا جايبين عشرة آلاف مقاتل وجايين يحاربوا المسلمين،
ده كده هيبقوا بيسلموا لهم نفسهم وخصوصا إن مفيش بينهم أي معاهدات😳
رسول الله ﷺ أخبر الصحابة بالرؤيا وقال لهم يتجهزوا للعمرة، الصحابة بدأوا يتجهزوا للعمرة من غير ما يسألوا ولا يعترضوا ولا أي حاجة خالص😮
مع إن السفر لمكة في الوقت ده فيه خطر عليهم، ومع ذلك رضيوا وقبلوا وبدأوا يتجهزوا للخروج مع رسول الله ﷺ،
قريش كان عندها قانون مُتعارف عليه بين العرب وهو إن إللي يذهب إلى مكة لأداء العمرة فهو آمن مهما كان الخلاف إللي بينه وبين قريش👌
والقانون ده كان في مصلحة رسول الله ﷺ والصحابة، كده قريش مش هتقدر تعمل لهم حاجة🤷‍♂️
فرسول الله ﷺ استغل القانون ده لمصلحته وبكده قريش مش هتقدر تتعرض للمسلمين بأذى،
لكن هل قريش بقى هتلتزم بالقانون ده ولا هييجوا لحد المسلمين وميطبقوش القانون🙂
ده إللي هنعرفه كمان شوية،
تجهز ألف وأربعمائة صحابي للخروج للعمرة مع رسول الله ﷺ،
وطبعا كل المنافقين مخرجوش مع رسول الله ﷺ لأنهم كانوا شايفين إن المشوار ده مُهلك، ما عدا رجل واحد منهم،
فهم إزاي يروحوا للأعداء في عُقر دارهم ومش معاهم غير سلاح المسافر فقط وهو السيف مش سلاح المُحارب، يعني دي عملية انتحارية من وجهة نظرهم،
فكل إللي خرج مع رسول الله ﷺ للعمرة كانوا من المؤمنين الصادقين ما عدا منافق واحد وهو الجَدّ بن قَيْس،
وخرج مع رسول الله ﷺ من زوجاته في السفر ده السيدة أم سلمة رضي الله عنها،
خرج رسول الله ﷺ من المدينة مع الصحابة في اتجاه مكة وكان خروجهم في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، وأخذ معاه مجموعة كبيرة من الإبل وقلّدها يعني وضع في رقبتها جلدة عشان يتعرف إن الإبل دي من الهَدْي إللي هيُذبح  في مكة،
ووصل إلى ذي الحُلَيفة أو ما يسمى الآن بأبار علي، وهو المكان إللي بيُحرِم منه القادم من المدينة إلى مكة،
يبقى رسول الله ﷺ لبس ملابس الإحرام وبدأ بالتلبية والصحابة معاه،
وبقى واضح جدا إن رسول الله ﷺ رايح للعمرة، وهو يعلم ﷺ إن في عيون لقريش على الطريق والعيون دي هتنقل الخبر لقريش،
ورسول الله ﷺ مش عايز قتال مع قريش هو شاف في الرؤيا إنه بيعتمر فقط، مكنش في أي قتال👌
فكده قريش على حسب قانونها ملهاش أي حجة إنها ترد المسلمين أو تمنعهم من أداء العمرة🤷‍♂️
رسول الله ﷺ كان عايز يعرف رد فعل قريش على خروجه للعمرة فأرسل واحد من الصحابة اسمه بِشر بن سفيان الخزاعي يستطلع الخبر،
فلقى إن قريش جمعت جيش وجمعت الأحابيش عشان يمنعوا رسول الله ﷺ من الدخول لمكة،
والأحابيش دول مجموعة من القبائل تحالفت مع قريش عند جبل اسمه حبشي وعاملين مع بعض اتفاقية دفاع مشترك للدفاع عن مكة،
رجع بِشر لرسول الله ﷺ وأخبره الخبر،
فقال رسول الله ﷺ:
يا ويح قريش! قد أكلتهم الحرب،
يعني الناس دي مشتاقة للحرب بشكل غير مفهوم، يعني احنا اتحاربنا مرة واتنين وثلاثة خلاص بقى،
وأنا موضح إني جاي أعمل عمرة ومش معايا غير سلاح المسافر فليه التصميم على القتال ده؟
ولو انهم فكروا بعقل شوية مش هيبقى في مشكلة لو خلوا بيني وبين العرب أقابلهم وأدعوهم، فلو قتلوني خلاص هو ده إللي هم عايزينه،
ولو ربنا أظهرني عليهم يدخلوا في الإسلام من غير ما حد يموت منهم، أو على الأقل هيقاتلوني وهم فيهم قوة لأنهم كانوا مرتاحين وأنا إللي تعبان في الحروب🤷‍♂️
وصل رسول الله ﷺ في طريقه لمنطقة اسمها كُرَاع الغَميم،
وهي على بعد حوالي ستين كيلو من مكة،
وهناك كان مستنيه خالد بن الوليد ومعاه فرقة مقاتلة مكونة من مائتين فارس واقفين بكامل سلاحهم عشان يَصُدوا رسول الله ﷺ عن العمرة،
مع إن على حسب القانون بتاعهم رسول الله ﷺ له الحق الكامل إنه يدخل مكة مُعزز مكرم وكمان في حماية أهل مكة وأهل مكة مُلزمين إنهم يراعوا حقوق المسلمين ويخدموهم زي ما بيخدموا أي حد تاني بييجي للعمرة👌
لكن زي مانتم عارفين القوانين إللي فيها مصلحة بتيجي عند المسلمين وتقف🙂
العالم ينادي بالحرية للجميع وإعطاء الناس حقوقهم، لكن ييجوا عند المسلمين ويقولوا لأ ويمعنوهم من ممارسة حقوقهم😑
المهم يعني قريش ضربت بقوانينها عرض الحائط وبدأت تتعامل بنوع من الغدر ومخالفة القوانين والعهود التي بينها وبين العرب، وكل ده عشان تمنع رسول الله ﷺ من أداء العمرة،
دلوقتي رسول الله ﷺ في موقف صعب، مستنيه جيش مُجهز ومستعد للحرب وهو مش معاه غير ألف وأربعمائة مش معاهم غير سلاح المسافر إللي هو السيف فقط زي ماقلنا من شوية،
فجمع رسول الله ﷺ الصحابة وبدأ يستشيرهم يعملوا إيه في الموقف ده👌
رسول الله ﷺ كان دائما يستشير أصحابه في كل المواقف إلا لو في وحي فيبقى مفيش استشارة، في تنفيذ أوامر فقط زي خروجهم للعمرة كده،
فرسول الله ﷺ لم يستشِر الصحابة في الخروج للعمرة ولكنه أمرهم بالخروج،
هنا مفيش وحي يقول لرسول الله ﷺ يعمل إيه بالضبط،
هل يُقاتل الجيش إللي اتجمع ده ولّا يرجع للمدينة ولّا يدخل مكة غصب،
ولّا يروح يهجم على قبائل الأحابيش إللي دلوقتي مفيهاش مقاتلين يدافعوا عنهم وبكده هتقوى شوكة المسلمين أكثر؟
كل دي أفكار مطروحة أمام الصحابة،
أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال لرسول الله ﷺ :
احنا جئنا للعمرة ولم نأتِ لقتال أحد، ولكن إللي هيقف قصادنا ويمنعنا من العمرة هنقاتله👌
يعني رأي أبي بكر إنهم يتقدموا ويكملوا الطريق لحد ما يوصلوا لبيت الله ولو جيش مكة اعترضهم بالقوة، المسلمين هيقاتلوهم لكن المسلمين نفسهم مش هيسعوا للقتال،
فالصحابة عجبهم رأي أبي بكر رضي الله عنه وكملوا الطريق،
لكن قريش مصرة إنها تمنع رسول الله ﷺ من الدخول لمكة، لما اقترب رسول الله ﷺ من فرقة خالد المقاتلة كان جاء وقت صلاة الظهر،
وقف الصحابة يصلون خلف رسول الله ﷺ صلاة الظهر قصرا يعني ركعتين فقط لأنهم كانوا مسافرين،
ركعوا وسجدوا وخالد بن الوليد شايفهم من بعيد وبيراقبهم😈
ودي كانت أول مرة خالد بن الوليد يشوف المسلمين وهم بيصلوا بالشكل ده، فلاحظ إن المسلمين وهم ساجدين مش بيشوفوا إللي قصادهم، فلقى إن دي فرصة مناسبة جدا للهجوم على المسلمين👌
وسأل المشركين إللي معاه هل في صلاة تانية للمسلمين زي الصلاة دي؟
فقال له بعض المشركين إللي يعرفوا أحوال المسلمين:
عندهم صلاة ثانية اسمها صلاة العصر وهي أحب إليهم من أنفسهم وأبنائهم👌
فقرر خالد بن الوليد في نفسه من غير ما يقول لأي أحد إنه هيهجم على المسلمين وهم ساجدين في صلاة العصر.

السيرة النبويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن