#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية_إيمان_شلبي
#الحلقة_مائة_وتسعة
#أحداث_السنة_السادسة_من_الهجرة
#ألأحداث_في_أرض_الحديبيةوقفنا المرة إللي فاتت عند عودة بُديل بن ورقاء الخزاعي لقريش وإخبارهم برسالة رسول الله ﷺ إليهم،
المتوقع إنهم كانوا يثوروا ويغضبوا إزاي رسول الله ﷺ يقول لهم الكلام ده،
لكنهم خافوا من رسول الله ﷺ، حسوا إنهم واقفين قصاد واحد مش فارقة معاه الحياة وحسوا بالضعف،
ونصحهم بُديل بن ورقاء إنهم يتركوا رسول الله ﷺ يدخل مكة يعمل العمرة،
لكن قريش مش عايزين يسمحوا لرسول الله ﷺ ولا الصحابة إنهم يدخلوا مكة فمعجبتهمش نصيحة بديل بن ورقاء،
وفي نفس الوقت هم لسه مش عايزين قتال، فإزاي يحققوا المعادلة الصعبة دي😕
قرروا إنهم يرسلوا واحد تاني يتكلم مع رسول الله ﷺ، وبرده لم يختاروا واحد من ساداتهم عشان ميحصلش صِدام والأمور تتأزم أكثر،
أرسلوا الحُلَيس بن عَلْقَمة، والحليس بن علقمة كان من بني الحارث بن عبد مناف بن كنانة زعيم الأحابيش إللي كانوا محالفين لقريش،
فلما شافه رسول الله ﷺ جاي قال :
"هذا من قومٍ يُعظّمُون البُدْن"
يعني هو من قوم متدينين يحترموا قوانين وأعراف البيت الحرام ، وبيحترموا إللي ييجي لأداء العمرة أو الحج،
فقال رسول الله ﷺ لأصحابه: سُوقوا الهَدْي أمامه 👌
يعني خلوه يشوف الإبل إللي جايبينها عشان يذبحوها قربة لله عن البيت الحرام،
فالصحابة أرسلوا الإبل في وجه الحليس بن علقمة وقعدوا يلبوا : لبيك اللهم لبيك...
ابن علقمة شاف المنظر فقال:
سبحان الله 😳الناس دي مينفعش حد يصدهم ويمنعهم عن بيت الله😤☆رسول الله ﷺ استطاع إنه يكسب قلب الحليس بن علقمة حتى قبل ما يكون في بينهم أي كلام،
يعني رسول الله ﷺ كان بيعامل كل واحد على حسب عقليته، لأن كل واحد له طريقة تعامل مختلفة حتى لو كان كافر،
ما هو الكفار أنواع، في كافر غادر وفي كافر لا يُعظم أي دين وفي كافر يعظّم دينه حتى لو كان دينه ده باطل،
فرسول الله ﷺ استغل تعظيم ابن علقمة لدينه عشان يكسبه في صفه،
ورجع الحُلَيس بن علقمة لقريش وقال لهم:
اسمحوا لهم بالدخول إلى مكة لأداء العمرة، ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت👌
لكن قريشاً طبعا معجبهمش الكلام وقالوا:
الكلام ده مش هينفع معانا، احنا مش عايزينه يدخل البيت بأي طريقة😤في الوقت ده كان في واحد بيزور مكة وهو عُرْوَة بن مسعود الثّقَفي سيد الطائف، وعروة بن مسعود ده هو تاني أعظم رجل عند العرب،
فاكرين في الجزء الخامس عشر لما رسول الله ﷺ بدأ يدعوا قريش في البداية خالص وقالوا الكلام حلو بس ليه نزل على واحد فقير ضعيف زي محمد ﷺ،
وقالوا لو كان أُنزل على رجل من القريتين عظيم كان يبقى أحسن،
"وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ "
والمقصود بالقريتين هما مكة والطائف، والرجلين هما:
الوليد بن المغيرة من مكة وعروة بن مسعود الثقفي في الطائف،
فالرجل العظيم ده كان في مكة وسمع الحوار كله وسمع رسالة رسول الله ﷺ إللي جاء بها بُديل بن ورقاء، وسمع شهادة الحليس بن علقمة،
فلما لقى قريش محتارة تعمل إيه، قال لهم:
ألست منكم بمنزلة الولد؟ قالوا: بلى،
قال: ألستم مني بمنزلة الوالد؟ قالوا: بلى!
فقال: طيب انتم ممكن تشكوا في ولائي لكم؟
فقالوا له : لا😕
فقال:خلاص خلوني أروح له واتكلم معاه،
والعرض إللي عرضه عليكم عرض كويس ومعقول فاقبلوه، وأنا ممكن لو اتكلمت معاه يعرض علىّ حاجة معرضهاش على بُديل وأقدر أحل الأزمة🤷♂️
وطبعا لو عروة بن مسعود الثقفي استطاع إنه يحل المشكلة دي هيكون له فضل على قريش ومكانته هتبقى أكبر عند العرب، والناس في الزمن ده كانوا بيدوروا على المصالح الشخصية وعلى مكانتهم بين الناس،
وهو قالهم أنا بمنزلة الولد لأن أم عروة بن مسعود كانت من قريش، فهو بيأكد لهم إنه حريص على مصلحتهم وإنه مش هيخدعهم ولا هيخونهم،
فقريش وافقت إن عروة يروح يتفاوض مع رسول الله ﷺ،
ذهب عروة بن مسعود لرسول الله ﷺ وبدأ يكلمه، سأله في الأول: انت جاي مكة تعمل إيه🤔