#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية_إيمان_شلبي
#الحلقة_مائة_واثنين
#أحداث_السنة_السادسة_من_الهجرة
#غزوة_بني_المصطلقكنا واقفين المرة إللي فاتت عند خروج زيد بن حارثة في سرية رابعة لمكان اسمه الحَسْمى،
ليه رسول الله ﷺ أرسله للمكان ده ومعاه خمسمائة مقاتل؟ يعني دي أول سرية تخرج بعدد كبير جدا كده🤔هنرجع بالزمن للوراء شوية، صحابي اسمه دِحْيَة الكلبي، كان في زيارة لهِرَقل ملك الروم في الشام وكان هرقل أعطاه هدايا وملابس، وهو راجع للمدينة اعترض طريقه واحد من زعماء قبيلة جُذام،
والقبيلة دي تسكن في شمال الجزيرة العربية، والزعيم ده كان اسمه الهُنَيْد بن عُوص وكان معاه ابنه ومجموعة من الرجال، هجموا على دِحية رضي الله عنه وأخذوا الهدايا إللي كانت معاه وحتى أخذوا ملابسه وتركوا له ثوب قديم مقطع،
سمع بالموضوع ده مجموعة من قبيلة بني الضّبِيب وكانوا مسلمين فاجتمعوا وراحوا ينقذوا دحية،
وفعلا استطاعوا إنهم يرجعوا لدحية كل الحاجات إللي أخذها الهنيد بن عوص وإللي كانوا معاه،
أخذ دحية الكلبي حاجاته ورجع للمدينة وأخبر رسول الله ﷺ إللي حصل معاه،
المعروف عند ناس كثير إن خلاص كده الموقف انتهى، حاجته اتسرقت ورجعناها وانتهى الموضوع ومفيش داعي للمشاكل🤷♂️
لكن رسول الله ﷺ كان له رأي تاني وموقف تاني👌
قرر رسول الله ﷺ إن الموقف ده ميعديش من غير ما ياخد موقف،
أيوة إللي أخذوه من دحية رجع تاني لكن لازم وقفة عشان مش أي واحد تُسوّل له نفسه إنه يعتدي على المسلمين يفكر إنه هيعدي منها،
إللي يعتدي على واحد مسلم أو امرأة كأنه اعتدى على الدولة الإسلامية كلها، فالموضوع لازم له وقفة عشان يعرفوا إن دماء وأعراض وحرمة المسلمين غالية👌
وعلى فكرة الدولة إللي تحترم رعاياها وتدافع عنهم كده محدش يقدر يعتدي على رعاياها بعدين والناس تعمل لهم ألف حساب،
وهو ده إللي رسول الله ﷺ كان بيعمله بالضبط👌
أي حد يعتدي على المسلمين مش هيعدي منها بدون ما يتعاقب،
والمسلمين نفسهم لما يحسوا إنهم مهمين والقائد بتاعهم بيهتم بيهم وبيدافع عنهم هيحسوا بالأمان والانتماء لدولة الإسلام وإنهم مش مجرد أعداد ملهاش قيمة😞
فلأن رسول الله ﷺ فاهم المعنى ده كويس جهز سرية زيد بن حارثة وإللي كانت مكونة من خمسمائة صحابي عشان يروح يقاتل قبيلة جذام وخصوصا الهنيد وابنه ويعاقبهم على اعتدائهم على دحية رضي الله عنه👌
مع إن المسافة بعيدة جدا، يعني قبيلة جذام بعيدة عن المدينة بحوالي ثمانمائة كيلو،
يعني هيمشوا المسافة دي كلها في الصحراء وبعدين يقاتلوا قبيلة قوية عشان بس اعتدوا على رجل مسلم واحد👌
خرج زيد رضي الله عنه بأكبر سرية جهزها رسول الله ﷺ حتى الآن واتجه لقبيلة جذام،
وكان بيمشي بالسرية في الليل ويرتاح في النهار عشان محدش يعرف بخروج السرية وتبقى مفاجأة للقبيلة،
وفعلا وصل زيد للقبيلة وهجم عليهم فجأة وقتل منهم عدد كبير وكان من بين القتلى الهنيد وابنه،
وغنمت السرية ألف وخمسمائة بعير وشاة، وأخذ مائة سبي من النساء والأطفال،
وكان انتصار السرية دي له أثر كبير جدا في كل الجزيرة العربية،
الكل دلوقتي عرف إن أي حد هينتقص من هيبة الدولة الإسلامية بالاعتداء على أي فرد منها هيكون عاقبته زي عاقبة قبيلة جذام👌
الغنائم إللي السرية دي أخذتها هتفرِق جدا مع المسلمين في المدينة لأن حالتهم الاقتصادية صعبة،
رجعت السرية للمدينة ومعاها الغنائم، وبعدها على طول جاء لرسول الله ﷺ زيد بن رفاعة الجذامي وكان معاه كتاب بالأمان من رسول لأنه كان أسلم هو ومجموعة من قبيلة جذام،
مع إن قبيلة جذام هم إللي نقضوا العهد مع رسول الله ﷺ باعتدائهم على دحية، لكن رسول الله ﷺ آثر إنه يكسب قلوب القبيلة بإنه يرجع الأموال والنساء والأطفال للقبيلة👌
إللي يشوف الموقف يقول إن رسول الله ﷺ خسر غنائم كثيرة كانت هتفرق في اقتصاد الدولة الإسلامية،
لكن رسول الله ﷺ لا يقاتل من أجل المال ولا الغنائم، لكنه يقاتل لنشر دين الله بين الناس ولإدخال الناس في الإسلام،
موقف رسول الله ﷺ ثبّت المسلمين من قبيلة جذام وفي نفس الوقت كان سبب في إسلام من لم يُسلم من القبيلة،
هو إيه إللي يجبر رسول الله ﷺ على التنازل عن الأموال والغنائم دي في ظل مجتمع عايش بس على الغارات إللي بيعملوها على بعض ويقتلوا وينهبوا الأموال🤷♂️
فواضح جدا في نظرهم إن رسول الله ﷺ مختلف وإن المال مش مهم بالنسبة له وإن هدفه مختلف عن باقي الناس،
وكمان السرية حققت الهدف الرئيسي من خروجها وهو إظهار هيبة الدولة الإسلامية وإظهار قوتها وإن محدش يقدر يعتدي على رعاياها في أي مكان،
وإنها مبقتش الدولة الضعيفة إللي كانت محاصرة من كم شهر، وحتى أفرادها مبقوش المجموعة المطاردة إللي قريش كانت بتعذبهم قبل الهجرة، دي رسالة واضحة جدا لكل العرب زي ما رسول الله ﷺ قال:
اليوم نغزوهم ولا يغزونا👌