#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_وتسعة_وسبعون
#أحداث_السنة_الثامنة_من_الهجرة
#منهج_رسول_الله_في_حل_المشاكلوقفنا المرة إللي فاتت عند الكلام إللي بعض الأنصار قالوه،
وكانوا قالوا:
" إذَا كَانَتِ الشِّدَّةُ فَنَحْنُ نُدْعَى، وَتُعْطَى الغَنَائِمُ غَيْرَنَا"
وفي رواية تانية قالوا:
" يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسولِ اللَّهِ ﷺ ، يُعْطِي قُرَيْشًا ويَدَعُنَا، وسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِن دِمَائِهِمْ"
واحنا نلاحظ هنا إن حتى والأنصار زعلانين محدش فيهم تعدّى حدود الأدب مع رسول الله ﷺ👌سعد بن عبادة سيد الأنصار لما سمع الكلام ده، راح لرسول الله ﷺ وقال له:
" يا رسول الله! إن هذا الحي من الأنصار قد وَجَدوا عليك في أنفسهم لِمَا صَنعت في هذا الفيء الذي أصبت،
قَسمتَ في قومك، وأعطيتَ عطايا عِظاماً في قبائل العرب،
ولم يكن في هذا الحي من الأنصار منها شيء"يعني بيقول لرسول الله ﷺ إن الأنصار زعلوا منه بسبب القسمة إللي قسمها بين العرب وقريش، ولم يُعطهم من التقسيم ده شيء زي ما شرحنا المرة إللي فاتت كده،
فقال له رسول الله ﷺ:
فأين أنت من ذلك يا سعد؟
يعني انت إيه رأيك في الموضوع يا سعد،
فقال سعد: يا رسول الله! ما أنا إلا من قومي!
يعني أنا عندي نفس إحساسهم وإن كنت مقلتش نفس الكلام إللي قالوه.☆الأنصار بشر يا جماعة مش ملائكة، والبشر جُبِلُوا على حب المال، فإذا كان المال ده حلال فإيه المانع من طلبه
وخاصة إذا كانوا حاسين إنهم هم السبب في الثروة دي🤷♂️ده غير بقى إن في نقطة تانية مهمة خلّت الأنصار قلقانين وخايفين، وهي إن رسول الله ﷺ مع الوضع الجديد ده ممكن يتركهم ويرجع يعيش في مكة،
ومكة هي خير بقاع الأرض، وأحب بلاد الله إلى قلب رسول الله ﷺ ،
وفيها الأهل والعشيرة، وفيها الطفولة والشباب والذكريات، وفيها قريش أعز قبائل العرب،
وهي أهم مركز من مراكز التجارة في الجزيرة العربية، ويأتي لها الناس جميعاً طول السنة من كل مكان،
وفيها مقومات كثيرة تخليها تكون هي عاصمة جديدة للدولة الإسلامية💁♂️
فلو قرر رسول الله ﷺ العودة لمكة هتبقى حاجة متوقعة ومحدش هيقدر يلوم عليه،
ومننساش إن الانصار قالوا لرسول الله ﷺ صراحة كده
قبل أقل من شهرين لما فُتحت مكة إنهم خايفين إن رسول الله ﷺ يرجع لمكة،
ورسول الله ﷺ ساعتها طمنهم إنه هيرجع معاهم تاني للمدينة ومش هيقعد في مكة وقال لهم:
《المحيا محياكم، والممات مَمَاتُكم》
لكن لمّا حصل توزيع الغنائم بالصورة إللي شرحناها دي، ثارت الشكوك في قلوب الأنصار،
وخافوا إن ممكن يكون الظرف اتغير، والأحداث الجديدة غيّرت من الصورة، وإن رسول الله ﷺ بقى له رأي جديد في الموضوع، وإنه هيرجع لمكة المكرمة ومش هيرجع معهم إلى المدينة😕فالموقف ده بداية لأزمة خطيرة للدولة الإسلامية؛ لأن انتشار الشعور ده في الطائفة المهمة دي من الجيش هيؤدي لكوارث مستقبلية ممكن تدمر الدولة الإسلامية 😶
فكان لازم تصرف حكيم جدا في التعامل مع الموقف ده،
وفعلا رسول الله ﷺ عالج المشكلة بطريقة فريدة تجمع بين إقناع العقل وإرضاء العاطفة👌
تعالوا نشوف رسول الله ﷺ عمل إيه وبعدين نحلل إللي عمله ده😊