#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_وأربعة_وسبعون
#أحداث_السنة_الثامنة_من_الهجرة
#سبب_الهزيمة_في_حنين_ثم_النصراتكلمنا المرة إللي فاتت عن دخول المسلمين وادي حنين بعد ما قعدوا أربعة أيام في الطريق، وشوفنا إزاي دخلوا أرض المعركة على طول بدون تأَنّي أو تفكير،
وكنتيجة للخطأ العسكري ده كان جيش هوازن مجهز كمائن في الوادي فالكمائن دي هجمت على المسلمين بالسهام والحِراب،
وبسبب إللي حصل ده بدأ جيش المسلمين يهرب من أرض المعركة ومتبقاش مع رسول الله ﷺ غير عشرة فقط،
طبعا في رويات تانية عن العدد إللي ثبت مع رسول الله ﷺ، يعني في رواية بتقول إنهم كانوا أربعة وفي رواية إنهم كانوا مائة،
لكن أصح رواية هي الرواية إللي فيها العشرة،
احنا بقى عايزين نعرف ليه حصل كل ده😕المسلمين وهمّ خارجين في الطريق لحنين، شافوا إن عددهم اثنا عشر ألفا و ده أول أكبر عدد للمسلمين،
فقال بعض المسلمين من الطّلقاء:
لن نُغلب اليوم من قِلة👌
يعني احنا عددنا كتير ومش هنتغلب النهاردة،
وطبعا الكلمة دي كارثة😶
لأنه كده حصل عندهم عُجب، والمقصود بالعُجب هنا هو الاعتماد على الأسباب ونسيان رب الأسباب، بمعني إني أظن إن أنا إللي عملت كذا وكذا والفضل يرجع لي أنا ولمجهودي مش لربنا،
واحنا لو سألنا حد من الصحابة أو الصالحين سؤال مباشر وقلنا:
هل النصر من عندك أم من عند الله؟
مفيش أي شك إن الكل هيجاوب بدون تردد : طبعا النصر من عند الله😤
لكن شعور الإعجاب بالنفس والغرور بيبقى شعور خفي بيتسلل للنفس براحة ومن غير ما الواحد ياخد باله وميحسش بيه إلا بعد ما بيكبر جواه وتحصل له الكوارث بسببه👌
ومشكلة الأمراض القلبية دي بقى زي العُجب والكبر وحب الدنيا والحسد وغيرها إنها أمراض مُعدية😬
يعني لو ظهرت في مجموعة بسيطة ومتعالجتش كويس هتنتشر زي الوباء،
إللي أعجبتهم الكثرة كانوا مجموعة من المسلمين من الطلقاء إللي لسه مسلمين جديد؛ لأن الصحابة جايين من المدينة في عشرة آلاف ومحصلهمش العُجب، فمش الألفين الزيادة دول همّ يعني إللي هيفرقوا😅
فمع إن مجموعة صغيرة هي إللي قالت الكلمة دي، إلا إن باقي الجيش اتأثر بيها ودخل العجب في قلوبهم من غير ما يحسّوا،
عشان كده ييجي دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إللي كان واضح إنه متحققش هنا في الغزوة دي على أكمل وجه بين المسلمين، وإلا كان المفروض إن الصحابة يقولوا لبعض لأ، احنا مش بننتصر بالعدد ولا بالسلاح ده ربنا هو إللي بينصرنا،
لكن واضح إن محدش قال كده😐
ودي نتيجة خروج ضِعاف الإيمان في وسط الجيش المؤمن👌
ولو تفتكروا في غزوة أحد لما المنافقين انسحبوا قبل بداية المعركة إزاي انسحب بسببهم بعض المؤمنين الصادقين،
وربنا بعدها قال عنهم :
"لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ"
همّ الطلقاء مكنوش منافقين ولكنهم كانوا حديثي عهد بجاهلية، لسه مسلمين من أقل من شهر، ولم يمروا بتجارب إيمانية كافية عشان قلوبهم تثبت على الإيمان زي باقي الصحابة،
لكن رسول الله ﷺ كان مضطر ياخدهم معاه لأنه خاف لو تركهم في مكة ينقلبوا ويرجعوا للكفر مرة تانية وينفصلوا بمكة عن الدولة الإسلامية زي ما قلنا قبل كده،
ففي الظروف العادية الأفضل ألا يخرج للقتال متذبذب الإيمان؛ لأن للأسف في مؤمنين صادقين هيسمعوا لضعفاء الإيمان دول ويتأثروا بيهم زي ما ربنا قال:
"وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ"
وهو ده إللي حصل، لما اتقالت كلمة : لن نُغلب اليوم من قِلة،
انتشرت الكلمة في جيش المسلمين واتأثروا بيها،
طيب إيه بقى مشكلة العُجب هنا🤔
يعني الجملة إللي قالوها ظاهرها صحيح، اثنا عشر ألف مقاتل مش عدد صغير،
وحتى في حديث عن رسول الله ﷺ بيقول:
" لا يُغلب اثنا عشر ألفاً من قلة"
《الحديث ده 👆على خلاف بين العلماء، علماء قالوا صحيح وعلماء قالوا ضعيف》
فمعنى الحديث إن اثنا عشر ألف مقاتل مش هيُغلبوا بسبب قلة عددهم، لكن ممكن يُهزموا لسبب تاني زي أسباب مادية أو أسباب قلبية،
يعني يكون عندنا اثنا عشر ألف مقاتل لكن معندهمش إعداد عسكري، أو معندهمش قوة سلاح،
أو عندهم خلل في الخطة، أو عدم مهارة في القيادة.. أو غيرها من الأمور المادية،
لكن جيش المسلمين إللي كان خارج لحنين كان على أعلى مستوى من التجهيزات، فحصل له الهزيمة بسبب العُجب إللي دخل قلوبهم👌