#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_وأربعة_وتسعون
#أحداث_السنة_التاسعة_من_الهجرة
#وصول_رسول_الله_لتبوكاتكلمنا المرة إللي فاتت عن خروج جيش المسلمين باتجاه تبوك،
وفي الوقت ده واحد من الصحابة اسمه أبو خَيْثَمَة من الأنصار كان تخلّف عن الخروج مع رسول الله ﷺ،
مع إنه حضر غزوة أُحد وكل الغزوات من بعد أُحد مع رسول الله ﷺ،
بعد ما عدّى حوالي عشرة أيام على خروج الجيش؛ دخل أبو خَيْثَمَة للبستان بتاعه في يوم كان الجو حر،
فلما دخل البستان لقى زوجتين له كل واحدة قاعدة تحت عريش ورشت مية على العريش وبردت له المية عشان يشرب وجهزت الأكل ومستنيينه ييجي،
والعريش معناه ما يُستظل به، يعني بيتعمل من قوائم خشبية أو حديدية والسقف بتاعه من الخوص أو جريد النخل أو...أو... بحيث إنه يظلل إللي هيقعد تحته،
فالقعدة دي قعدة ملوكي 😅
مية باردة وظل وأكل وزوجتين، هيحتاج إيه أكتر من كده💁♂️
لكنه لما شاف المنظر ده قال:
"سبحان الله!
رسول الله ﷺ قد غُفر لهُ ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر في الضِّحِّ(يعني الشمس) والريح والحرِّ يحملُ سلاحَهُ على عُنُقهِ وأبو خَيْثَمَة في ظلالٍ باردةٍ،
وطعامٍ مهيّأ، وامرأتين حَسناوينِ، ما هذا بالنَّصَفِ؛
والله لا أدخلُ عريش واحدة منكما ولا أكلمكما حتى ألحق برسول الله ﷺ"
يعني هو بيتعجب من نفسه وبيقول إزاي يعني رسول الله ﷺ إللي ربنا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك خرج في الشمس الشديدة دي وسط الريح والحر وشايل سلاحه على رقبته،
وأنا قاعد في الظل البارد وعندي الأكل جاهز وبين امرأتين جميلتين، ده مش عدل أبدا👌
فقال لهما والله ما هدخل عريش واحدة فيكم ولا هكلمكم حتى ألحق برسول الله ﷺ،
فجهّز راحلته وانطلق فعلا يتبع جيش رسول الله ﷺ إللي كان سابقه بعشرة أيام،
هنسيب أبا خيثمة في الطريق ونروح نشوف جيش المسلمين إللي كان ماشي في الصحراء حصل معاه إيه،
الرحلة بالنسبة للجيش كانت صعبة وطويلة ومتعبة جدا،
وكانوا رضي الله عنهم صابرين،
وكان الزاد معاهم قليل، حتى إن الرجلين والثلاثة كانوا بيقسموا التمرة الواحدة بينهم😶
وكان يتعاقب الرجلان والثلاثة على البعير الواحد، وكانوا بيحوّشوا الماء لأنهم كان صعب جدا يلاقوه،
لدرجة إنهم كانوا يذبحون الإبل عشان يشربوا الماء إللي الإبل مخزناه في بطنها،
الابتلاء كان صعب وشديد جدا😶
هي غزوة تبوك دي عبارة عن سلسلة متواصلة من الابتلاءات، ويُبتلى المرء على قدر دينه👌
والموضوع موقفش لحد كده، ده ربنا ابتلاهم ابتلاء جديد عشان يختبر طاعتهم لأمر رسول الله ﷺ،
لما وصلوا لمنطقة اسمها الحِجر لقوا فيها أبيار ماء كثير فملأوا الأوعية بتاعتهم، وبدأوا يعجنوا بالماء عشان يعملوا خبز يشبعهم بعد جوع طويل،
وكل ده من غير ما رسول الله ﷺ يعرف ومن غير ما يستأذنوه، فلما عرف رسول الله ﷺ؛ قال:
"لا تشربوا من مائِها شيئاً، ولا تتوضأوا منه للصلاة،
وما كان من عجينٍ عجنتمُوه فأعْلفُوه الإبل ولا تأكلوا منه شيئاً"
يعني المية إللي جمعتوها دي كُبّوها ومحدش يشرب منها خالص ولا تتوضوا منها للصلاة وأي عجين عجنتوه بالمية دي
محدش ياكل منه حاجة وخلّوا الإبل هي إللي تاكله👌