Eliot

15

عينيه راقبت السماء المحاصرة بين الأزقة الضيقة وقف بين جدارين متوسطا الطول وتأفف نصف ساعة فقط وقد ضائع كان من الحماقة اللحاق بروبرت وأخته المجنونة.

جسد رشيق وشعر اسود كسواد ليلة شتاء قفزت من خلف الجدار يديها تتخذ الجدار قوة دفع عينيها البندقية لمحة جسد أليوت وببطء انتقلت لعينيه العسلية ثم ركزت على قفزتها يديها لمست الارض في مواجهته وشعرها اخذ طريقه ليحاصر وجهها ينسدل امام كتفيها نهضت واقفة تدفعه للخلف وتفقدت حذائها الرياضي تتأكد من ان ربطته لم تفسد عدلت الجاكيت الجلدي وبلا إرادة عينيها التفتت بحثا عن الجسد الذي لمحته حدقت بملامحه الغريبة وراقبها بصمت. سكون لا يخلو من نسمات الرياح وعيناهما تأبى الانفصال هو كان مبهورة بهيئتها الغامضة وكانت هي فضولية نحوه.

عينيه كسرت شرودهما تتجه الى قلادة فضية تلتف حول عنقها ويبدو انها تخبئ صورة يدها قبضت على القلادة تخفيها وكأن كل اسرارها تكمن داخلها عيناها توهجت مراقبة تنقلات حدقتيه اللتين قررتا العودة لعينيها عينيه جميلة ولامعة هذا ما فكرت به وهي تراقبهما كذلك شعره البني الذي يغطي رأسه بفوضوية مبهرة جسده النحيل وقامته المتوسطة بدا كشخصية من فيلم عن الأمراء في العصور الوسطى وكأنه لا ينتمي لهذا العصر. ملابسها الغريبة والتي تناسبها بشكل لا يوصف شعرها حالك السواد الذي وصل حتى خصرها الحزام الذي يتوسط الشورت الذي يصل حتى اعلى ركبتيها يحمل بين طياته حنجرا لا تكاد الجاكيت التي ترتديها تخفيه. عدلت الجاكيت لعلمها أنه راى الخنجر. صمتهما بدأ تربكهما وأردكا فضاضة نظراتهما وجرأتها ليشيحا بنظرهما في الوقت نفسه هو التفت ينظر خلفه وهي اخفضت نظرها لكن الصمت لازال سيد المكان. كان يشعر كما لو انه قام لتوه بالتحرش بها لم يصدق انه كان غير قادر على ابعاد عينيه عنها التفت اليها من جديد فوجدها تجلس معدلة ربطة حذائها وعينيها ارتفعت تتفحص الجدار فعلم انها تنوي القفز عينيها تلفتت بغاية البحث عن شيء إلا ان لاقت عينيه التي راقبتها فأستقامت بهدوء وقالت:

- فيونا

نظر لها بحيره فأردفت:

- اسمي فيونا وانت؟

فهم مقصدها واجاب ببرودة لم يرد ان يظهرها لكن طبيعته غلبته:

- أليوت

عادت تراقبه بصمت ولم يعقب وفصل جديد من الصمت بدأ.

- ملابسك جميلة

قال يكسر الصمت ولكنه سرعان ما ندم مدركا غرابة ما تفوه به خاصة بنبرته الباردة ولكنها ابتسمت لم يصدق نفسه وهو يحدق بابتسامتها بإنبهار.

- حقا اعتقدت انها تبدو غريبة

قالت ونبرتها لم تعبر عن حماسها وبسمتها كذلك ملامحها لدرجة انه شعر انها لا تعني ما تقوله لكنه ادرك انها تشبهه ولديها تلك البرودة لذا يسهل ان يساء فهمها.